عاد الحديث مجددا بعاصمة البيتروكمياء، شرق الوطن، في سكيكدة، عن مشروع مستشفى الحروق الكبرى الذي ما يزال يراوح مكانه منذ أكثر من 5 سنوات، بعد حادثة الانفجار المتبوع بحريق، مس يوم الثلاثاء المنصرم، الوحدة 100 بمركب تكرير النفط في المنطقة الصناعية البتروكيماوية للولاية، مخلفا إصابة 7 عمال من شركة "صوميك" بجروح، منهم 5 عمال تعرضوا لحروق متفاوتة الخطورة، من بينهم 4 أصيبوا بحروق سطحية، فيما أصيب عامل واحد بحروق من الدرجة الثالثة، لقي حتفه في اليوم الموالي. كما تعرض عاملان آخران إلى رضوض، عند قيامهم بأشغال الصيانة الروتينية على مستوى أنبوب للهيدروجين. أيقظت الحادثة المأساوية التي هزت الوحدات 20، 30، و40 بمركب تمييع الغاز بسكيكدة، في 19 جانفي 2004، والتي خلفت 27 قتيلا و74 جريحا من عمال المركب الغازي، أذهان السكيكديين، علما أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث داخل المنطقة الصناعية البتروكيماوية، التي يعتبرها سكان مدينة سكيكدة بالقنبلة الموقوتة، حيث عبر سكان عاصمة البتروكمياء خلال حديثهم ل«المساء"، عن تخوفهم الكبير من تجدد وقوع مثل تلك الحوادث التي تشكل في كثير من الأحيان، خطرا حقيقيا على السكان، ناهيك عن أضرار التلوث التي يعاني منه السيكيكديون صحيا، مطالبين من رئيس الجمهورية التدخل العاجل، لإعادة بعث مشروع مستشفى الحروق الكبرى، مؤكدين أنه من غير المعقول عند وقوع حوادث مماثلة داخل القاعدة البتروكيماوية بسكيكدة، تحويل المصابين من الجرحى إلى مستشفيات الولايات المجاورة المتخصصة في الحروق، بينما يبقى مشروع سكيكدة للحروق الكبرى معطلا. للعلم، فإن المشروع الصحي الجاري إنجازه بالمدينة الجديدة "بوزعرورة" في بلدية فلفلة، على بعد حوالي 18 كلم من مقر عاصمة الولاية، ويتسع ل120 سرير، تم تسجيله بعنوان 2006، بعد حادث الانفجار الذي هز مركب تمييع الغاز بسكيكدة في جانفي 2004، فيما انطلقت الأشغال به رسميا سنة 2010، بغلاف مالي قدر آنذاك بأزيد من 240 مليار سنتيم، إضافة إلى مبلغ تكميلي قدر بحوالي 80 مليار سنتيم، بعد أن تم تحويل إتمام المشروع بقرار من السلطات الولائية من مديرية الصحة إلى مديرية التجهيزات العمومية، لكن تجري الرياح بما لا يشتهيه مسؤولو الولاية، إذا بعد أن وصلت نسبة الإنجاز إلى حدود حوالي 50 بالمائة، توقفت الأشغال مجددا بسبب جملة من العوائق التقنية، من بينها نزاع قضائي، وأخرى مع مكتب الدراسات والمؤسسة المكلفة بالإنجاز. للإشارة، بإمكان هذا المستشفى الذي يتربع على مساحة كلية قدرها 5.4 هكتارات عند استلامه، بتوفير 500 منصب شغل، منها 60 منصبا لأطباء مختصين وعامين، و100 منصب لمسعفين ومساعدين طبيين، زيادة إلى أعوان الصحة والإداريين، كما سيكون هذا المرفق الطبي، مدعما بأجهزة طبية متطورة جدا، ومطابقة للمعايير العالمية الخاصة بمعالجة الحروق الجسدية، على أن يتم تحويله إلى قطب طبي مرجعي في اختصاص جراحة الحروق، والجراحة التجميلية وإعادة التأهيل. عمال مركب التكرير يطالبون بالتحقيق في سياق متصل بحادثة انفجار أنبوب للهيدروجين بالوحدة 100، في مركب تكرير النفط بالمنطقة الصناعية البتروكيماوية، مخلفا قتيلا وعددا من الجرحى، طالب عدد من عمال مركب التكرير، من بينهم إطارات رفضوا الكشف عن أسمائهم، من رئيس الجمهورية، إيفاد لجنة تحقيق عالية المستوى تضم خبراء في الأمن الصناعي، للوقوف على حقيقة تجهيزات المركب الذي خضع مرارا لأشغال الصيانة والترميم من قبل الشركة الكورية "سامسونغ"، مما كلف الخزينة العمومية أموالا طائلة من العملة الصعبة، خصوصا على مستوى الوحدة 100 لنفس المركب، مؤكدين ل«المساء"، أن الأسباب الحقيقية لمثل تلك الأحداث التي تتكرر، تعود بالأساس إلى قدم التجهيزات ونقص الصيانة المتواصلة، فيما تساءل البعض عن نوعية أشغال الصيانة التي خضع لها المركب.