❊ الرئيس تبون منح دستورا مثاليا للجزائر ❊ لم نقبل أي وساطة للتفاوض مع الفرنسيين حتى لا تسرق ثورتنا أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أن الجزائر في الطريق الصحيح لتجسيد مفهوم ثقافة الدولة، بعد أن قطعت أشواطا متقدمة في مسار البناء الديموقراطي من خلال كل ما تم تحقيقه في السنتين الماضيتين. وقال السيد قوجيل، في حوار خص به التلفزيون العمومي الجزائري عشية الذكرى الواحدة والستين المخلّدة لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التاريخية، والتي تصادف الذكرى الثانية لانتخاب السيد عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية، أن الرئيس "منح دستورا مثاليا للجزائر، وقد انطلق منذ مجيئه إلى السلطة في محطات استكمال مؤسسات الدولة بما فيها التشريعية والمحلية، مع تنصيب لأول مرة لمحكمة دستورية، محققا ممارسة ديموقراطية حقيقية تجد المعارضة مكانها فيها. وهو ما يجسد فعليا مفهوم الدولة للجميع وليست دولة الحكم".وعن التطبيع المغربي الصهيوني قال السيد قوجيل، إن ما كان مخفيا لسنوات اليوم ظهر للعلن وبرز للعالم كله، ونحن ندرك أن الجزائر مستهدفة بسبب مواقفها ومبادئها، لكنها ستبقى خطا أحمر في وجه كل المكائد التي تحاك ضدها.كما ذكر بأنه بوحدة الشعب الجزائري ووعيه بما يحاك ضده، وبوجود مؤسسة الجيش الذي يبقى سليل جيش التحرير، فلا مجال لأن ينال منها الأعداء أبدا بمن فيهم اللوبيات المتواجدة بفرنسا والتي تشكل بقايا الاستعمار الفرنسي الغاشم.وفي هذا السياق أشار المتحدث الى موقف الجزائر من القضية الصحراوية، حيث قال بأن بلدنا كان دائما صادقا مع كل القضايا العادلة في العالم، ونحن نساند الشعب الصحراوي لتقرير مصيره، كما ساندنا البلدان الإفريقية في كفاحها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. مصرحا أن الجزائر كانت وستبقى مكة الثوار وقبلة الأحرار. وأضاف قوجيل، قائلا إن الجزائر تفرق بين الشعب المغربي والمخزن، وما يحدث اليوم مشابه لما كانت تقول به فرنسا من أن الجزائر فرنسية، فهكذا القول بأن "الصحراء الغربية مغربية"، مذكرا بأن الشعب الصحراوي معترف به في كامل إفريقيا وفي جمعية الأممالمتحدة. حيث أوضح أن الهدف هو تقرير المصير ليعطي الشعب الصحراوي رأيه، فإن أراد الاستقلال فهذا حقه وفقا للشرعية الدولية.وبخصوص مظاهرات 11 ديسمبر 1960، قال السيد قوجيل، إنها محطة هامة من محطات الثورة التحريرية التي أسقطت ست حكومات فرنسية وما يعرف بالجمهورية الرابعة. مذكرا بمحاولات الجنرال ديغول وقتها للقضاء على انتفاضة الشعب من خلال إعطاء كل الإمكانات للجيش الفرنسي للقيام بتلك المهمة. كما استعرض السيد قوجيل، بعضا من المحطات التاريخية التي تزامنت وخروج الجزائريين ذات 11 ديسمبر 1960 لنصرة ثورتهم، والمشاريع التضليلية التي أطلقتها فرنسا حينها لامتصاص غضبهم ولتغليط الرأي العام الجزائري وحتى الفرنسي حول ما كان يحدث حقيقة في أرض الواقع. وفي هذا السياق، أكد المتحدث أن الجزائر حافظت على مكسب الاستقلال حتى قبل أن تحققه، ولم تقبل أي وساطة للتفاوض مع الفرنسيين حتى لا تسرق منها ثورتها. مضيفا أنه حتى مشاكل ثورتنا لم نصدرها أبدا للخارج وبقيت بيننا. كما دعا قوجيل، إلى الإمعان في تاريخ الثورة التحريرية انطلاقا من بيان أول نوفمبر وصولا الى اتفاقيات إيفيان من أجل الأخذ بالعبر التي تتميز بها، والتي يجب أن تدرس لأبناء الجزائر اليوم بشكل يحفظ ذاكرة الأمة. وأضاف المتحدث في مقارنة بين فصول ثورة الفاتح نوفمبر مع ما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم بالقول أن الوساطات والفرقة بين الفصائل الفلسطينية في حد ذاتها هي أحد أهم أسباب عدم تمكن فلسطين من نيل الاستقلال، مشيرا الى أن هذا ما تمكنت قيادة ثورتنا من تفاديه من خلال وحدة الشعب حول كلمة واحدة وهدف واحد وهو استقلال الجزائر. وذكر رئيس مجلس الأمة، بأنه ولدى استقباله من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس، خلال زيارته إلى الجزائر، طرح عليه الصورة التي جمعت قادة الثورة بالشعب. متمنيا أن تكون مبادرة رئيس الجمهورية، فرصة للم شمل الفصائل الفلسطينيةبالجزائر قريبا، وفرصة للاتحاد من أجل تحقيق الاستقلال وبناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. وتطرق السيد قوجيل، إلى الانتخابات المنتظرة بليبيا والوضع في تونس، قائلا إن الجزائر تحكم مبدأها في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، وهي تأمل في أن تستقر الأوضاع بها تحقيقا لأمال شعوبها في مستقبل أفضل.