رضا مالك : على فرنسا أن تكون محايدة ولا تحشر أنفها في قضية الصحراء الغربية انتقد رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق والوجه التاريخي المعروف بشدة الموقف الفرنسي من قضية الصحراء الغربية، وقال أن فرنسا مطالبة بأن تكون محايدة في هذه المسألة ولا تحشر أنفها فيها، مؤكدا أن الشعب الصحراوي ذاهب إلى الاستقلال التام لا محالة. استهجن رضا مالك خلال استضافته أمس بمنتدى جريدة "المجاهد" بمناسبة الذكرى الخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 موقف فرنسا من قضية الشعب الصحراوي وانتقد إياها لوقوفها مع المغرب على حساب الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي، وقال انه يفترض عليها أن تكون محايدة في هذه المسألة، مشيرا إلى أن الجزائر انتقدت في السابق بشدة الرئيس جيسكار ديستان الذي وقف إلى جانب المغرب ودعمه بطائرات حربية انطلاقا من السنغال. وفي نفس الموضوع قال رضا مالك أن الشعب الصحراوي ذاهب إلى الاستقلال التام وان الحكم الذاتي هذا مرفوض، وان التجربة علمتنا أن كل استقلال محلي سيؤول في الأخير إلى استقلال تام. ويرى رضا مالك أن الشعب الصحراوي لا يمكنه البقاء على الوضع الحالي إلى إشعار آخر وانه حان الوقت لكي يقوم بعمل ذو معنى كبير على حد تعبيره-، موضحا أن الصحراويين قبلوا بمقترح الأممالمتحدة سنة 1991 وأوقفوا الحرب على أمل إيجاد حال عادل لقضيتهم، لكن هذه الوضعية دامت طويلا ولم تسجل قضيتهم أي تقدم يذكر في وقت تزداد فيه التجاوزات والقمع ضده من طرف الاحتلال المغربي. وفي نفس السياق اعتبر رئيس الحكومة الأسبق عودة الاحتلال في القرن الواحد والعشرين شيئا خطيرا بعدما حققت دولا عديدة استقلالها بالدم والحرب في القرن الماضي مقدما هنا مثال العراق، وما يحدث في فلسطين والصحراء الغربية والصومال الآيل إلى التفكك وغيرها من الدول. وبالنسبة لقضية الساحل والصحراء أدان رضا مالك بشدة الإرهاب في هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية قائلا أن الأوضاع هناك مرشحة للانفجار إذا لم تعالج بطريقة محكمة قبل فوات الأوان. وعودة للحدث المتمثل في الذكرى الخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 فقد اعتبرها رضا مالك الذي كان احد المفاوضين في إيفيان محطة هامة من محطات حرب التحرير الوطني مثل مؤتمر الصومام وإنشاء الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 وغيرها. وأضاف أمام عدد من المجاهدين الحاضرين في الندوة أن مظاهرات 11 ديسمبر حدث بالغ الأهمية لأنه وضّح للرأي العام العالمي أن الشعب الجزائري برمته يريد الحرية وليست الحكومة المؤقتة أو فئة قليلة كما تدعي فرنسا، وبيّن للعالم أيضا أن الشعب كله وراء جيش التحرير الوطني ويسانده وهو أمر ذو أهمية كبرى بالنسبة لمسار الثورة التحريرية.