يحتضن قصر الثقافة "عبد الكريم دالي" بولاية تلمسان إلى غاية 19 ديسمبر الجاري، الطبعة الحادية عشرة من المهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة، التي تأخذ صبغة عالمية للمرة الأولى، حيث ستعرف مشاركة فنانين من تركيا، ومصر والمملكة العربية السعودية، والمملكة الهاشمية الأردنية، إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذا فنانين وأساتذة وباحثين جزائريين. حسب محافظ المهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة، فإن تنظيم هذا المهرجان الذي يحمل شعار "نحو عالمية فن المنمنمات والزخرفة الإسلامية"، جاء ليعزز هذا الموروث الثقافي الجزائري خارج حدود الوطن؛ إذ تحاكي الطبعة 11 في أهدافها، ما يجري في أنحاء المعمورة؛ من تقدم تكنولوجي، وانفتاح على العالم الصغير. كما تشكل فرصة لإيصال صدى فرشاة الفنان الجزائري المتبحر في المعارف الكونية المختلفة، ليجاري به ما يعرفه العالم من ثورة تعليمية وثقافية؛ باعتبار الفنون من العناصر المهمة، المعبّرة عن هوية الشعوب؛ فهي بمثابة المؤشر الذي يقبس العمق الحضاري للأمم. كما نجد أن أنامل الفنان الجزائري قد أبدعت في شتى أنواع الفنون، معبرين، بذلك، عن عمق الهوية الجزائرية. وللإحاطة بشعار المهرجان في الطبعة، سطرت المحافظة مجموعة من المحاور تدور بصفة عامة، حول الموروث الثقافي، والعادات والتقاليد، والحكايات الشعبية، والحرف التقليدية، والفلكلور الشعبي، واستخدام التقنيات الحديثة في الرقمنة والعرض، فضلا عن إحياء المدارس الكلاسيكية لفن المنمنات وفن الزخرفة، وإشعاع الزخرفة الجزائرية وتطورها، إضافة إلى دمج المنمنمات والزخرفة في التنمية الاقتصادية والتربوية. وعمدت محافظة المهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة خلال هذه الطبعة، إلى تقليص عدد المشاركين الأجانب والمحليين؛ نظرا للظروف الصحية الخاصة بجائحة "كوفيد19"؛ إذ سترتكز على معارض ومسابقات وورشات وندوات علمية. وفي هذا الصدد تميز اليوم الأول من التظاهرة، بعرض فيديو قصير سمعي بصري، إلى جانب افتتاح معرض للوحات الفنية، وجناح خاص بالعرض الافتراضي، وكذا ورشات تكوينية، في حين سيتواصل في اليوم الثاني، المعرض والورشات التكوينية، ومنها ورشة تقهير الورق من تأطير الأستاذ محمد بن قنيف، وورشة تلصيق الورق من تأطير الأستاذة آمال ضيف الله، وورشة البورتري من تأطير الأستاذ أحمد خليلي، إلى جانب ورشة استخدام الألوان في التصميم من تأطير الأستاذة أمل إبراهيم خليل علي، وورشة الزخرفة البارزة من تأطير الأستاذة مصطفى أجعوط، وورشة التصميم الزخرفي والتذهيب من تأطير الأستاذ صلاح الدين شيرزاد. كما ستبرمج في نفس اليوم زيارة للمعرض لفائدة ذوي الهمم. اليوم الثالث من هذه التظاهرة العالمية، سيشهد تقديم العديد من الندوات العالمية تحت شعار "نحو عالمية فن المنمنمات والزخرفة الإسلامية"، تحت رئاسة الدكتور طرشاوي بلحاج، و"تزويق المخطوطات في القرن 07 ه مدرسة الموصل أنموذجا" من تقديم الأستاذ محمد ادهام حنش من الأردن، و"فن المنمنمات ما بين الأصالة والتطور" من تقديم الأستاذة خديجة نشار بواشي من الجزائر العاصمة، وكذا ندوة علمية أخرى بعنوان "إشعاع الزخرفة الجزائرية الزخرفة الجدارية بمدينة ولاته الموريتانية أنموذجا" من تقديم الأستاذ أحمد سالم أحدو موريتانيا، و"أركيولوجية فن المنمنمات: مقاربة فلسفية" من تقديم الأستاذة رشيدة قلفاط، على أن تُفتح في ختام هذه الندوات العلمية، مناقشة للحضور من مختلف الشرائح الثقافية الحاضرة والباحثين والأساتذة الجزائريين والأجانب. ونظرا لتزامن اليوم الثالث، 18 ديسمبر، من المهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة في طبعته الحادية عشرة، واليوم العالمي للغة العربية، ستنظم محافظة المهرجان بالتنسيق مع أكاديمية السلام والتنمية البشرية والمستدامة، أمسية أدبية فنية، تحت شعار "منمنمة بلسان عربي" من تأطير سفراء الطفولة العالمية؛ من خلال افتتاح جناح لعرض اللوحات الخاصة بمسابقة سفير المنمنمات للطفولة العالمية، إلى جانب سرد قصة "كليلة ودمنة" عبر لوحات المنمنمات، من تنشيط سفير الطفولة العالمية، فضلا عن برمجة ورشة حكواتي من تنشيط سفراء الطفولة العالمية، إلى جانب إقامة ورشات رسم للأطفال، وعرض مسرحي لفرقة دار الثقافة "عبد القادر علولة" بتلمسان. وفي ختام هذا اليوم سيتم تخصيص جولة استكشافية بمعالم مدينة تلمسان.