*- تشارك فيه 23 دولة ويحضره 55 فنانا أجنبيا، و61 جزائري و9 محاضرين *- الدعوة إلى بعث حركة نقدية وقراءة التطور الحاصل للفنون رفع الستار عن فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة الذي يحط رحاله في العاصمة الجزائر، ويحتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا من 22 إلى 27 سبتمبر الجاري. وجاء بالعاصمة، بعد أن التأم شمل المهرجانيين اللذين كانا منفصلين ودمجا في طبعة موحدة، الأول الخاص بالخط، والثاني بالمنمنمات والزخرفة الذي كانت تحتضنه تباعا الجوهرة تلمسان منذ 2011 ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وبعد أن قفز في العام الماضي الى سيرتا عاصمة الجسور المعلقة استثناء، تزامنا وفعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. جرى الافتتاح تحت إشراف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وبحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانيةبالجزائر رضا عامري وعدد من السفراء والفنانين الجزائريين والضيوف المدعوين من خارج الجزائر، بالإضافة إلى "خالد أرن" مدير مركز الأبحاث والعلوم والثقافة الإسلامية بتركيا "أرسيكا" ونائبه العراقي حسن قاسم اللذان آثرا الحضور لتقديم الجوائز التشجيعية التي حظي بها تسعة مشاركين من الجزائر في المسابقة العالمية التي ينظمها مركز "أرسيكا" والتي شارك فيها 1000 خطاط مترشح من كامل المعمورة. وعبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن بالغ سعادته لأن يكون هذا المهرجان محفلا لتبادل التجارب والآراء وحوار الأفكار حول مستقبل الفنون الإسلامية، مشيرا إلى أن الخط العربي بقي مثارا للدهشة وأصبحت مبان عتيقة تزين به فضاءاتها وأروقتها في إيران وباكستان وغيرها، وتحدث ميهوبي عن تطور الخط مع الثورة الرقمية الكبيرة، فظهرت هناك خطوط تستند إلى الخطوط الأصلية، معرجا على محمد راسم أيقونة المنمنمات في الجزائر والعالم. كما تحدث من جهة أخرى عن توظيف المنمنمات والزخرفة والخط العربي ودورها في التاريخ وحفظ الذاكرة، معرجا على مسألة التجديد وموضوع التوثيق، مؤكدا أن الهدف لا يكمن في إقامة معارض الغرض منها البيع وكفى، بل لابد أن يكون هناك توثيق وحركة نقدية وقراءة لهذه التطور وهذا التجديد، بما يسمح لأن تكون هناك غربلة لما هو موجود في الساحة الإبداعية لهذه الفنون الثلاث المحتفى بها. كما تحدث ميهوبي عن إنشاء المدونات والمواقع الخاصة بالفنون الإسلامية، خصوصا وأننا في عالم متفاعل تتجدد فيه المعرفة كل سنة وتتضاعف، ودعا إلى تبسيط هذه الفنون لعامة الناس. كما دعا أيضا إلى عدم تشجيع الأعمال المقلدة، بل المطلوب -حسبه- هو تشجيع الأعمال واللوحات الأصلية واقتنائها من طرف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، فالفنان يقضي شهورا وهو يكابد ثم تستغل الأعمال المقلدة، هذه الفنون التي وصفها بفنون الصبر. ومن جهته جدد محافظ المهرجان محمد بلكحلة رفقة نائبه موسى كشكاش رغبة الجزائر في مواصلة احتضانها لهذا المهرجان وتوفير كامل الشروط الضرورية لنجاحه والسعي حثيثا لما يخدم الفنون الثلاث عبر الوطن وفي العالم كله. يشارك في هذه الدورة الجديدة 23 دولة من بينها تونس، المغرب، موريتانيا، مصر، العراق، إيران، تركيا، أفغانستان، طاجيكستان، أوزبكستان، روسيا، سلطنة عمان، السعودية، الكويت، الأردن، سوريا، أندونيسيا، اليابان، الهند، الصين، فرنسا وألمانيا والبلد المنظم الجزائر. ويحضر الدورة 55 فنانا أجنبيا، و61 جزائريا ويؤطر الندوات 9 محاضرا. وقد عرف اليوم الثاني من التظاهرة تقديم أربعة محاضرات الأولى من تقديم الدكتور العراقي صلاح الدين شيرزاد حول موضوع "تعدي الخطاط إلى غير تخصصه"، والثانية من تقديم القادم من موريتانيا الأستاذ أحمدو محمدن حول "الخط الجزائري المبسوط دراسة في خطوط المصاحف"، عقبها نقاش مفتوح. أما الفترة المسائية فعرفت تقديم مداخلة موساوي عبد الملك من الجزائر حول "إخراج المصاحف المخطوطة وزخرفتها في المشرق والمغرب" ، أما المحاضرة الأخيرة فقدمها الدكتور العراقي ادهام محمد حنيش الحمد حول "علوم الخط العربي البنية المعرفية والعلاقات اليبنية". يشار إلى أن للمهرجان مسابقة في كل صنف من هذه الفنون الثلاث الخط العربي، الزخرفة والمنمنمات، تقدم على إثرها جوائز ثلاث بالترتيب في كل فن. وقد لاحظ أحمد خليلي وهو فنان منمنمات جزائري من سكيكدة بأن عدد اللوحات في فن المنمنمنات قليل بالنظر للطبعات السابقة. خليل عدة