لم يستبعد مدير حديقة الحامة للتجارب السيد زرياط عبد الرزاق اتخاذ إجراءات ردعية صارمة ضد الأشخاص غير الملتزمين بالنظام الداخلي الذي يحكم الحديقة، والمتسببين في تشويه وجهها وإتلاف ما تم التحضير له طيلة أربع سنوات.ويأتي ذلك حسب السيد زرياط، نتيجة التدهور الكبير الذي ما فتئ يلحق بالحديقة بسبب لامبالاة بعض الوافدين إليها، والذين لم يرقوا بعد إلى مستوى العناية والاهتمام بهذا الفضاء الأخضر نتيجة التصرفات الطائشة التي يمارسونها ضد النباتات والحيوانات. وتوعد مدير حديقة الحامة هؤلاء الأشخاص بمتابعتهم قضائيا في حال تماديهم في هذه الممارسات التي شوهت الحديقة في السنوات الماضية بعد ان كان لها صيت عالمي في مختلف المحافل الدولية. ومن جهة أخرى، ارتاح السيد زرياط -رغم هذه السلبيات المسجلة - الى التوافد الهائل للمواطنين بمختلف الأعمار لا سيما فئة الشباب والأطفال الذين يجدون في الفضاء مكانا مناسبا للراحة والترويح عن النفس، والتعرف على مختلف الحيوانات والنباتات. وفي هذا الخصوص، أكد مدير الحديقة أنه ستتخذ إجراءات صارمة لإعادة تنظيم نشاطات الفضاء وعقلنة استقبال الزوار، وذلك بتخصيص يومي الجمعة والسبت للراحة اذ تغلق فيهما الأبواب، مضيفا أن اتخاذ هذا الإجراء يعود أساسا الى صغر حجم الحديقة مقارنة بالضغط الكبير المسجل عليها من خلال التوافد الكبير للزوار. وادى هذا القرار الى ردود فعل سلبية من قبل بعض المواطنين الذين يتعذر عليهم زيارة الحديقة طيلة أيام الأسبوع خاصة يوم الجمعة الذي يعد يوم عطلة. ومن جهة أخرى اعتبر السيد زرياط أن تسعيرة تذكرة الدخول المقدرة ب20 دينارا للبالغين و10دنانير للأطفال غير كافية في توظيفها في أشغال الصيانة والتجهيز، حيث أشار الى احتمال رفعها حتى تستجيب لنقائص واحتياجات الحديقة. وأضاف أن مناقشة هذا الاحتمال سيكون مدرجا في أشغال مجلس الادارة الذي سيعقد لاحقا. وفي سياق آخر أشار مدير حديقة الحامة الى الدور الكبير الذي تلعبه هذه المساحة الخضراء في تربية النشء على حب الطبيعة والحيوان، والحفاظ عليها للأجيال القادمة، لذلك تم اعتماد مدرسة البيئة لتحقيق هذا الغرض، حيث تستقبل ما بين 30 الى 40 تلميذا في اليوم، ويضيف السيد زرياط أن عدة نشاطات ترفيهية وتثقيفية مبرمجة على مدار الأسبوع لفائدة تلاميذ مدرسة البيئة.