حقق منتخب السنغال حلمه في كأس أمم إفريقيا 2022 لكرة القدم، إثر فوزه على مصر في نهائي النسخة الثالثة والثلاثين، بركلات الترجيح (4- 2) على ملعب "أوليمبي" في عاصمة الكاميرون ياوندي، ليحرز اللقب الأول في تاريخه، علما أن "أسود التيرانغا" خاضت الدور النهائي لثالث مرة، بعد أن خسرت في 2002 أمام الكاميرون، وفي 2019 أمام الجزائر. بدأت المباراة بوتيرة سريعة لا سيما من جانب السنغاليين، فلم يمر من عمر المرحلة الأولى سوى أربع دقائق حتى حصلوا على ركلة جزاء أعلنها الحكم، بعد خطأ من قلب الدفاع عبد المنعم ضد الظهير الأيمن ساليو سيسي، لكن الحارس "أبوجبل" وقف في وجه ماني، وتصدى لضربته، لتتنفس مصر الصعداء. وفي الدقيقة 19، شنت السنغال هجمة خطرة عن طريق سار في الجهة اليمنى، إذ تخلص من فتوح، وتوغل في الدفاع، قبل أن يسدد أمام المرمى، لكن الكرة مرت من دون أن يلمسها أحد. واكتفت مصر ببعض الهجمات المتواضعة، التي لم تشكل أي تهديد على مندي، مثل تمريرة عبد المنعم في العمق باتجاه مرموش في الدقيقة 24، لكن الكرة كانت طويلة ورصدها الحارس السنغالي، إلا أن محمد صلاح اقترب من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 42، عندما تلقى تمريرة "على طبق من ذهب" من النني، لكن الحارس مندي تألق، وحوّل تسديدة نجم ليفربول القوية إلى ركنية. ونجح المصريون في خطتهم؛ إذ حرموا منافسهم من السيطرة على اللعب على الرغم من أنه استحوذ على الكرة وخلق بعض الفرص السانحة، لكن خط الوسط أدى دوره كما ينبغي، وقطع التواصل بين خطوط "أسود التيرانغا"؛ ما عقّد مهمتهم. وفي المرحلة الثانية، استمرت السنغال في نهجها الهجومي، فاقتربت مرتين من هز شباك "أبوجبل" عن طريق غاي بتسديدة مرت فوق المرمى، ثم عن طريق ديديو، الذي تلقّى تمريرة عرضية من سيسي، فتدخّل الحارس المصري ليرصد الكرة بثبات، وعاد الخطر مجددا عن طريق ماني، لكن "أبوجبل" لم يترك له مجالا للتسجيل. وأمام معاناة فريقه، قام كيروش بثلاثة تغييرات في الدقيقة 60، بدخول تريزيغيه مكان السولية وزيز، وبديلا لمرموش ومروان حمدي عوض مصطفى. وتحسنت وضعية الفريق نوعا ما، لكنها لم تسمح لصلاح وزملائه بالخروج من تهديدات خصمهم. وفي الدقيقة 75 حصلوا على فرصة سانحة عن طريق مروان حمدي، إثر تمريرة دقيقة من فتوح، لكن تسديدة المهاجم كانت خارج المرمى. وتواصلت معاناة "الفراعنة" في الدقائق المتبقية من الوقت الأصلي، إلا أنهم تمكنوا من فرض التعادل السلبي حتى إعلان الحكم الجنوب إفريقي غوميس، عن نهاية الوقت الأصلي، ليخوض الفريقان حصتين إضافيتين لحسم المباراة. وكانت أفضل الفرص للسنغال، لاسيما في الدقيقة 110 بعد تمريرة الظهير الأيسر سيسي للبديل بامبا دينغ، لكن رأسية المهاجم وجدت "أبوجبل" في طريقها، لتتحول إلى ضربة ركنية. وفي الدقيقة 115 بتسديدة ديانغ، تصدى لها "أبوجبل". وكاد مروان حمدي يغالط مندي في الدقيقة 116، بتسديدة قوية محكمة في الإطار، لكن الحارس تألق، وأبعد الكرة إلى الركنية. وفي النهاية، فازت السنغال في سلسلة ركلات الترجيح، بعد أن أهدر عبد المنعم ولاشين ركلتيهما، لتحرز السنغال الكأس للمرة الأولى في تاريخها.