تواصلت المساعي الدبلوماسية على أكثر من صعيد وعاصمة دولية لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين روسياوالولاياتالمتحدة بخصوص أوكرانيا، التي تطورت فصولها خلال الساعات الأخيرة باتجاه حرب وشيكة. فبعد اتصالات ولقاءات مكثفة خلال اليومين الأخيرين، بين المسؤولين الغربيين والروس والتي لم تجد نفعا في حلحلة باتجاه تحقيق انفراج في هذه الأزمة المستعصية، جاء دور المستشار الألماني أولاف تشولز، الذي حل أمس، بالعاصمة الأوكرانية، قبل توجهه إلى العاصمة الروسية للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، في محاولة جديدة وقد تكون الأخيرة لنزع فتيل التوتر المتصاعد بين موسكووواشنطن. وحث المستشار الألماني، خلال ندوة نشطها مع الرئيس الأوكراني فلوديميري زيلانسكي، روسيا إلى انتهاز "جهود الحوار" للتخفيف من حدة التوتر القائم، في نفس الوقت الذي أشار فيه إلى أن "الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية غير مفهومة ولا يوجد سبب منطقي للانتشار العسكري الروسي هناك". وقال خليفة المستشارة انجيلا ميركل، إن الغرب "ينتظر من موسكو مؤشرات سريعة للتهدئة، مهددا إياها ب"عواقب وخيمة في حال شنت عملية عسكرية على أوكرانيا. واستغل الرئيس الأوكراني، هذه الزيارة ليجدد مطلب بلاده للانضمام إلى الحلف الأطلسي، بقناعة أن ذلك من شأنه ضمان أمن أوكرانيا ووحدتها الترابية. ولأن الرئيس الأوكراني، لا يريد ان تتحول بلاده الى ساحة حرب بالوكالة بين روسياوالولاياتالمتحدة، فقد اعتبر أن سحب الدول الغربية لسفرائها وموظفيها الدبلوماسيين "خطأ كبير"، على اعتبار أن ما يحدث في شرق أوكرانيا وفي غربها يمس البلاد بأكملها وقال أوكرانيا "واحدة وموحدة". ولم تغلق روسيا أبواب الحوار مع الغرب ومازالت تؤمن حسب وزير خارجيتها سيرغي لافروف، بوجود فرصة لحل دبلوماسي لاحتواء واحدة من أخطر الأزمات التي تعصف بأوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. وجاء ذلك في لقائه أمس، بالرئيس فلاديمير بوتين، الذي قدم له تقريرا حول تطورات الأزمة الأوكرانية ومواقف الدول الغربية وحلف "الناتو" من الأحداث المتسارعة على الجهة الغربية من الحدود الروسية. وأشار في هذا السياق إلى أن ردود الولاياتالمتحدة على المقترحات الروسية حول ضمانات الأمن كانت سلبية، وأن الجزء الأول من هذه الردود لا يرضي روسيا، أما الجزء الثاني فكان بنّاء إلى حد ما. وهو ما جعله يرى بوجود فرصة للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن والحلف الأطلسي، حول مقترحات روسيا الأمنية، بقناعة أن حلف "الناتو" وواشنطن مستعدان للدخول في حوار جدي مع روسيا حول بعض القضايا الأمنية. وفي أوج المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة الأوكرانية، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شواغو، نهاية بعض المناورات العسكرية بينما مازالت أخرى متواصلة. ولم يكن ذلك كافيا لإقناع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي تكهن أمس، باحتمال هجوم روسي على أوكرانيا خلال 48 ساعة بزعم أن الوضعية جد خطيرة وصعبة للغاية، ونحن على حافة الهاوية"، لكنه عاد واستدرك بأنه "لا يزال هناك متسع من الوقت للرئيس بوتين للتراجع"، وقال ندعو الجميع للحوار لتفادي ما يمكن أن يحدث من خطأ فادح". كما دعا رئيس وزراء بريطانيا، الدول الغربية إلى الاصطفاف في جبهة واحدة لمواجهة الأزمة الراهنة، وخاصة الأوروبيين الذين دعاهم لتقليص اعتمادهم على الغاز الروسي، في إشارة واضحة إلى ألمانيا التي تعتمد عليه بشكل كبير.