توعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، برد عسكري صارم، في حال لم تضع الدول الغربية حدا لسياساتها التي تعتبرها موسكو تهديدا لها في خضم تصاعد التوتر بين الطرفين حول أوكرانيا التي تشكل منذ سنوات مصدر توتر شديد بين الجانبين، تفاقمت حدته في الأسابيع القليلة الماضية. وقال الرئيس الروسي أمام اطارات الجيش الروسي إنه "في حال استمر النهج العدواني الواضح من قبل زملائنا الغربيين، سنرد عليه بإجراءات عسكري عسكرية مناسبة، في حال اتخاذ خطوات غير ودية ضدنا.. ولنا كل الحق في ذلك". وأضاف الرئيس بوتين، أن "تعزيز التواجد العسكري الأمريكي ولدول حلف "الناتو" على الحدود الروسية وإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق، يشكل مصدر انشغال جاد". وجاء وعيد الرئيس الروسي في وقت يتهم فيه الغرب، موسكو بحشد عشرات الآلاف من قواته على حدوده مع دولة أوكرانيا في إطار التحضير لعمل عدائي ضد هذه الأخيرة التي تشكل واحدة من أهم القضايا الخلافية بين موسكو والغرب. وأشار الرئيس الروسي في سياق يمزه تقاذف التهم بين الجانبين، مجددا الحاجة بأن تقدم الولاياتالمتحدة وحلف الناتو لما يصفها بضمانات أمنية لروسيا من خلال توقيعها لاتفاقيات تحضر مستقبلا أي توسع للحلف الأطلسي. وكان تقدم بمثل هذا الطلب لنظيره الأمريكي، جو بايدن، بداية الشهر الجاري وعرضه مشروع اتفاقيتين في هذا الإطار. وردت واشنطن، أمس، بأنها في انتظار الحوار مع روسيا المقرر إطلاقه شهر جانفي القادم خاصة حول موضوع أوكرانيا وقضية الأمن في أوروبا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بعض مطالب موسكو غير مقبولة. وجدّدت، كارين دونفريد، مساعدة كاتب الدولة الأمريكي المكلفة بأوروبا، التأكيد على عدم الدخول في محادثات حول الأمن الأوروبي دون الأوروبيين. وقالت إن الطرف الأمريكي سيخوض أي محادثات مع روسيا مع دول حلف "الناتو" الأخرى في وقت فضل فيه الرئيس الروسي، إجراء حوار ثنائي مع الولاياتالمتحدة لبحث مختلف القضايا الخلافية والأزمات المطروحة وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية. وتشهد العلاقات بين روسيا والغرب توترا غير مسبوق بلغت ذروته خلال الأسابيع الأخيرة وسط اتهامات وتهديدات متبادلة بين الطرفين خاصة فيما يتعلق باتهام الغرب لروسيا بسعيها لشن حرب على أوكرانيا على إثر حشدها لآلاف الجنود على حدودها مع أوكرانيا المتوجسة من عدوان روسي ضدها.