قرّر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إعفاء كل دور النشر الجزائرية من تكاليف كراء الأجنحة في الطبعة الخامسة والعشرين من الصالون الدولي للكتاب المزمع تنظيمه من 24 إلى 31 مارس القادم، وذلك لتمكينهم من المشاركة في هذا الصالون بكلّ أريحية، ليتأكّد بذلك عدم تأجيل أكبر تظاهرة ثقافية في الجزائر وتنظيمها مثلما قرّرته وزارة الثقافة مدعومة بالنقابة الوطنية لناشري الكتب. وتعدّ نقطة غلاء تكاليف كراء الأجنحة في الصالون الدولي للكتاب، من النقاط التي ارتكز عليها عدد من الناشرين والمنظمة الوطنية لناشري الكتب للمطالبة بتأجيل تنظيم المعرض إلى تاريخه القار (نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر)، رغم إقرار عدد من التسهيلات حسب محافظ المعرض محمد إيقرب، حيث كشف عن تخفيض أسعار كراء أجنحة المعرض بنسبة 33% للناشرين الجزائريين و13% للأجانب، ليأتي تدخل السيد رئيس الجمهورية الذي استحسنه كل الناشرين، مقرّرا الإعفاء الكلي للناشرين الجزائريين من تكاليف كراء الأجنحة، تأكيدا منه على مرافقة المواعيد الجادة ومساندة الناشرين في مواجهة تداعيات "كورونا". يضاف هذا القرار إلى جملة القرارات التي اتّخذها السيد الرئيس، في مختلف القطاعات تخفيفا لوطأة جائحة كورونا المستمرة منذ أكثر من عامين، حيث جاء الدور الآن على صناعة الكتاب والنشر ومرافقة مهنيي القطاع الذين مسّهم الظرف الصحي الاستثنائي، وما الصالون الدولي للكتاب سوى سانحة تؤكّد المرافقة الدائمة للدولة لأهل الاختصاص، حرصا منها على ترقية وتطوير الإنتاج الثقافي لاسيما الكتاب، تشجيعا للمقروئية، وتجسيدا، حسب بيان الوزارة، "لرغبة السيد الرئيس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتكزة على بناء الإنسان وصناعة وعي جديد يضمن قيم المواطنة والعدالة الثقافية ويرسخ الهوية الحضارية للشعب الجزائري". ووفق للبيان فإن القصد من هذا الإجراء هو "إنجاح هذه الطبعة الاستثنائية، والحفاظ على المكانة الكبيرة التي يتمتّع بها هذا المعرض لدى جمهور القراء والمثقفين في الداخل والخارج"، ناهيك عن كون هذه التظاهرة "من أهم المواعيد الثقافية التي تلقى اهتماما شعبيا واسعا، ونظرا للظرف الصحي العالمي الذي تسبب في تأجيل تنظيمها، وألحق أضرارا لدى الكثير من الناشرين، وأربك صناعة الكتاب بصفة عامة". نوال جاوت صالون الجزائر الدولي للكتاب.. الناشرون يرحّبون بقرار رئيس الجمهورية رحّب ناشرون جزائريون بقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يعفي كل دور النشر من تكاليف كراء الأجنحة في الدورة 25 للمعرض الدولي للكتاب، الذي يرتقب أن تجري أطواره من 24 إلى 31 مارس القادم، مبرزين أهمية هذا المسعى في تحريك سوق الكتاب وانتعاشه اقتصاديا، بعد سنتين من غياب أهم حدث ثقافي في الجزائر. في هذا الصدد، ثمّنت المنظمة الوطنية لناشري الكتب قرار الرئيس عبد المجيد تبون، وقالت في بيان صحفي متداول، إنها "تلقت الخبر بكثير من الارتياح والترحيب، وعبرت عن امتنانها لهذه الالتفاتة"، مشيرة في ذات السياق إلى أن المنظمة سعت منذ الإعلان عن موعد الدورة الجديدة لصالون الكتاب إلى بذل كل الجهود من أجل إنجاحها، ودعت إلى ضرورة تخفيف الإجراءات في حق العارضين عامة، وذلك بالنظر لظروف الناشرين الحالية. كما أكد بيان المنظمة، أن هذه الأخيرة ستعمل على إنجاح الندوة الوطنية التي ستجمع الناشرين الجزائريين مع الهيئات الوصية، بناء على اتفاق مبدئي مع مصالح وزارة الثقافة والفنون، فور تحديد الموعد، وذلك ضمن برنامج رئيس الجمهورية في المجال الثقافي. وفي اتصال مع "المساء"، رحب سفيان حجاج صاحب دار "البرزخ" بالقرار، وقال إنه كان ينتظر الإعلان عنه من قبل الرئيس، خاصة بعد غياب معرض الكتاب لسنتين، بسبب الأزمة الاقتصادية والوضعية الوبائية الناجمة عن فيروس كورونا، مؤكدا بأن هذا القرار سيعطي دفعا قويا للتحضيرات الجارية. بعد أن ذكّر بأهمية صالون الكتاب في حركة سوق الكتاب في الجزائر، الأمر الذي يفتح، حسبه، المجال لعودة دور النشر الجزائرية لنشاطها المألوف، اعتبر حجاج أنه من غير الممكن تأجيل موعد الصالون إلى أكتوبر المقبل، وذلك أن الناشرين لا يستطيعون الانتظار أكثر، مشيرا إلى احتمال تنظيم دورة أخرى في فترة أكتوبر- نوفمبر القادمين (الموعد السنوي الثابت)، لتدارك الغياب، ولإرضاء الجمهور العريض، حيث اعتبر في هذا الصدد بأن الجزائر تمتلك كل الإمكانيات لإقامتها. جدير بالذكر أن المنظمة الوطنية لناشري الكتب دعت في السابق إلى تأجيل صالون الكتاب، حرصا منها على إنجاحه ولتقديم صورة مشرقة عن الجزائر ولمعرض يعتبر من أهم معارض العالم العربي، وكان لخيار المنظمة أسبابه، على غرار "غلاء كراء الأجنحة، وفرض تقديم الدفتر الصحي للدخول إلى التظاهرات والمؤسسات الثقافية، إضافة إلى تغيير رزنامة وزارة التربية الوطنية، حيث أصبحت فترة إقامة المعرض تتزامن وفترة امتحانات الأطوار التعليمية الثلاثة والجامعية، مع تأخير العطلة الربيعية إلى ما بعد نهاية المعرض، الأمر الذي سيحرم زوار المناطق الداخلية من حضور التظاهرة". دليلة مالك