قررت الجزائر وإيطاليا عقد قمة تجمع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الايطالية السيد سيليفيو برلسكوني قبل نهاية العام الجاري، وسيسمح هذا اللقاء بترسيم خطة عمل تفتح آفاق تعزيز الشراكة بين البلدين.تم الكشف عن هذه القمة التي ستحتضنها الجزائر، في لقاء صحافي نشطه أمس الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل رفقة كاتبة الدولة الإيطالية للشؤون الخارجية السيدة ستيفانيا غراكسي بعد محادثات جرت بإقامة الميثاق ودامت قرابة الساعتين. وقال السيد مساهل أن القمة تندرج في إطار معاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين في جانفي 2003 والتي فتحت المجال أمام تعزيز الشراكة الثنائية، وذكر بأن الجزائر اقترحت على الجانب الايطالي خطة عمل وتعاون على المدى القصير تمتد من 2009 إلى 2011 وأن هذه الوثيقة سيتم دراستها خلال القمة المقبلة إذ ستمكن من تمهيد الطريق لتعاون اقتصادي يستجيب لطموحات الطرفين، موضحا أن الجزائر ترمي من خلال هذا المقترح الى دعوة الجانب الايطالي لمرافقة جهودها من أجل بعث قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتأهيل الاقتصاد الوطني من منطلق أن ايطاليا تمتلك مؤهلات في هذا المجال حيث يمثل قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 65 بالمئة من الناتج الداخلي الخام. وتوقع السيد مساهل أن يساهم المقترح الجزائري أيضا في تشجيع الطرف الايطالي على استغلال المناخ الاقتصادي والتوجه أكثر نحو الاستثمار. وفي هذا السياق أكدت السيدة غراكسي أن لقاء القمة المرتقب قبل نهاية العام يشكل فرصة أخرى للطرفين من اجل تعميق التعاون بينهما، وأوضحت أن بلادها مهتمة جدا بتعزيز التعاون الاقتصادي خاصة في مجال الطاقة، وأبدت استعداد الحكومة الايطالية لمرافقة نظيرتها الجزائرية في جهودها للنهوض بالاقتصاد المحلي من خلال تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبعث الاستثمار. وأشارت إلى أن زيارتها تندرج في سياق مواصلة التشاور المتواصل مع المسؤولين الجزائريين حول كيفية تنفيذ ما اتفق عليه في معاهدة الصداقة الموقعة بين الجانبين، وأضافت أنها سلمت الحكومة الجزائرية دعوة رسمية للمشاركة في الفوروم الاقتصادي المرتقب في مدينة ميلانو من 20 إلى 22 من شهر جويلية القادم. وأعربت عن أملها في أن لا يقتصر الحضور الجزائري على الممثلين الرسميين ولكن أن يشمل كذلك المتعاملين الاقتصاديين قصد بحث فرص التعاون مع نظرائهم الايطاليين. وأعلنت من جهة أخرى عن توجيه الدعوة للحكومة الجزائرية للمشاركة في "الفوروم المتوسطي" الذي تحتضنه ايطاليا الخريف القادم، بالنظر إلى دورها الحيوي في البحر المتوسط. وحول محتوى المحادثات الثنائية التي جرت بين الوزيرين مساهل وغراكسي ذكر المسؤولان أنها تناولت العديد من القضايا الثنائية، منها الجانب الاقتصادي، كما تم تناول جوانب متعلقة بالتطورات المسجلة على المستوى الدولي من أهمها الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب. وذكر السيد مساهل أن الجزائر وايطاليا تربطهما علاقات اقتصادية متينة حيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 16 مليار دولار وأن الجزائر تزود السوق الايطالية ب40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وفي نفس الاتجاه أشارت السيدة غراكسي إلى أن الجزائر تبقى الممون الأول لايطاليا بالغاز. وتقاطعت تصريحات الوزيرين خلال اللقاء الصحافي حول تقاسم نفس الرؤية بخصوص محاربة شبكات الهجرة غير الشرعية والإرهاب في منطقة المتوسط، وأوضح السيد مساهل أن ملف الهجرة لا يمثل عقبة بالنسبة للبلدين من منطلق أن عدد الرعايا الجزائريين المقيمين في ايطاليا بطريقة غير شرعية يقل عن 100 مهاجر، وأشار إلى أن مشكل الهجرة بالنسبة للبلدين مرتبط أكثر بكيفية إدماج العائلات الجزائرية المقيمة هناك في المجتمع الايطالي. وفي سياق آخر أعلن الطرفان عن مشاركة جزائرية رفقة عدد من دول مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) في قمة مجموعة الثماني الكبار التي تترأسها ايطاليا هذه السنة، وأبدى السيد مساهل أملا في أن تكون هذه القمة فرصة لإعادة نفس جديدة للتعاون بين إفريقيا وكبار العالم. وكانت السيدة غراكسي وصلت أمس الى الجزائر في إطار زيارة عمل بدعوة من الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل. وحظيت أمس باستقبال من طرف وزير الخارجية السيد مراد مدلسي.