أعلن أمس بالجزائر عن قمة مقبلة تجمع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني قبل نهاية السنة الجارية. وقال الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، إن القمة تندرج ضمن آليات اتفاق الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقع بين البلدين في 27 جانفي من عام 2003. فيما قالت ستيفانيا كراكسي كاتبة الدولة الإيطالية للشؤون الخارجية إنه تم تحديد الملفات المقرر بحثها في لقاء القمة الذي تحتضنه العاصمة الجزائرية. وذكر مساهل في تصريح عقب جلسة محادثات موسعة بين الوفدين بإقامة الميثاق بالعاصمة، أن الجانب الجزائري اقترح على الجانب الإيطالي خلال المحادثات خطة عمل على المدى القصير تمس الفترة الممتدة من 2009إلى 2010. ولم يقدم ممثل الحكومة الجزائرية تفاصيل الخطة مكتفيا بالإشارة إلى رغبة الجانب الجزائري في الاستفادة من التجربة الإيطالية للنهوض بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل 56 بالمائة من الناتج الداخلي الخام في البلد، وكذا مرافقة خطط إعادة تأهيل المؤسسات التي أطلقها الجانب الجزائري، وتشجيع الاستثمارات الإيطالية المباشرة وتنويع المبادلات المقدرة ب19 مليار دولار. ورغم تطابق مواقف الجانبين وإجماعهما على ضرورة المضي قدما في سياسة التعاون المشترك، بدا تباعد وجهات نظر حول معالجة مشكل الهجرة السرية. وأشار مساهل في هذا الصدد إلى أن الملف لا يمثل أي مشكل في العلاقات الثنائية بالنظر إلى قلة عدد الرعايا الجزائريين المقيمين بصفة غير شرعية على التراب الإيطالي وقدرهم بحوالي بمئات المهاجرين غير الشرعيين. وقال عضو الحكومة إن الجزائر تلح على جوانب أخرى تخص حقوق المهاجرين المقيمين أي الشرعيين وخصوصا في الجانب المتعلق بحق التجمع العائلي تطبيقا للوائح الأممالمتحدة في هذا الإطار. بينما أكدت النائبة الاشتراكية السابقة، وعضوة حزب برلسكوني حاليا، على ضرورة تضافر الجهود المشتركة لمكافحة الهجرة السرية ومكافحة المتاجرين بالبشر على الجانبين، وقالت إنهم موجودون على الأراضي الإيطالية مثلما هم موجودون في دول شمال إفريقيا. وفي سياق آخر أعلن الطرفان عن مشاركة جزائرية رفقة عدد من دول مبادرة الشراكة الجديدة لأجل التنمية في إفريقيا في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني المقرر أن تنظم بمدينة لاكيلا الإيطالية التي شهدت قبل شهرين زلزالا قويا أتى على إجزاء كبيرة من هذه المدينة. وقال عبد القدر مساهل إن قمة الدول الصناعية ستبحث قضايا التغييرات المناخية في العالم ومسائل الأمن ومكافحة الإرهاب والأزمة الاقتصادية العالمية. وأضاف أن الجانبين تناولا قضية الاتحاد من أجل المتوسط والأمل في تحول المنطقة لفضاء تعاون واستقرار وتنمية، وليس فضاء للانقسام. وبالمناسبة أعلنت الموفدة الإيطالية عن رغبتها في مشاركة جزائرية قوية في المنتدى الاقتصادي المتوسطي لمجموعة 5+ 5 بباليرمو في 5 جويلية المقبل. وقال مساهل في جانب آخر إن الطرفين اتفقا على ضرورة قيام الأممالمتحدة بممارسة ضغط على أطراف النزاع في الصحراء الغربية أي المغرب وجبهة البوليزاريو للالتزام بالقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية لتسوية النزاع في الشرق الأوسط .