تحولت بعض شواطئ العاصمة إلى أماكن لممارسة الرذيلة من بعض الشباب الذين أضحوا يقصدونها لممارسة الأفعال المخلة بالحياء وتناول الخمر في وضح النهار، مثلما يحدث بشاطئ القادوس بالرغاية الذي يعد من أهم الشواطئ العائلية التي تقصدها العائلات المحافظة بالعاصمة والذي تحول إلى بؤرة فساد تعكر صفو العائلات التي ترغب في الاستمتاع بأجواء وأمواج البحر في أيام الربيع بسبب التوافد الكبير للسيارات التي تتوقف به قادمة من مختلف مناطق العاصمة لممارسة هذه الأفعال. مفاجأتنا كانت كبيرة لما اقتربنا أول أمس من شاطئ القادوس بالرغاية شرق العاصمة رفقة فرقة الدرك الوطني المختصة إقليميا في عمليات المداهمة، ففي حدود الساعة الثانية زوالا وصلنا إلى هذا الشاطئ رفقة أربع سيارات لرجال الدرك حيث بدأنا نلمح حركة غير عادية لبعض السيارات التي تفطن أصحابها لقدومنا فحاولوا الفرار، غير أن سيارات الدرك الوطني حاصرتهم من كل جهة ومنعتهم من الخروج للتأكد من هويتهم ومعرفة أسباب تواجدهم بهذا المكان. وقد جلبت أنظارنا سيارة نفعية كانت متوقفة وبدت لنا وكأنها معطلة كون إحدى عجلاتها الأمامية كانت منزوعة فاقتربنا منها ظنا منا بأن صاحبها يحتاج إلى مساعدة، غير أن مفاجأتنا كانت أكبر لما رأينا زجاجها الأمامي ونوافذها مغطاة بالألبسة لنلمح بداخلها شابا وشابة ارتبكا لرؤيتنا. وطلب منهما الدركي الذي كنا برفقته منحه وثائق إثبات هويتهما، لتجيب البنت التي كانت تتحدث معنا وتسرع في ارتداء حجابها "أنا ليس معي وثائق لم أحملها معي"، وبعد تفتيش حقيبة اليد التي كانت معها تم العثور على بطاقة تعريفها الوطنية التي بينت أن البنت تبلغ من العمر 20 سنة وتقطن ببلدية عين طاية. وبعد أن نزلت البنت من السيارة رفقة خليلها تبين لنا بأن الشاب يعاني من إعاقة على مستوى الرجلين، وبمجرد أن قام الدركي بسحب وثائق هويتهما وطلب منهما مرافقته إلى فرقة الدرك الوطني بعين الكحلة ولإحالة محضرهما على وكيل الجمهورية بتهمة ممارسة الفعل المخل بالحياء بمكان عمومي بدأت البنت التي أصيبت بالهلع تطلب من الدركي إخلاء سبيلها خوفا من اكتشاف أمرها من قبل أهلها. ولما طلب الدركي من الشابين مرافقته إلى فرقة الدرك الوطني لتحرير محضر بشأنهما واستلام وثائق هويتهما أخبرنا الشاب "بأنه ينتظر صديقا هنا لإحضار عجلة سيارته التي تعرضت لعطب، وأنه بمجرد حضوره سيرافقنا"، غير أن الشاب لم يلتزم بوعده وحاول التحايل حيث استغل هذا الوقت ليهرب خليلته. ولما جاء إلى فرقة الدرك الوطني حاول ايهام رجال الدرك بأن الفتاة هربت ورفضت المجيئ معه، مضيفا أنه لم يكن يعرفها من قبل وهذه هي المرة الأولى التي التقاها فيها، غير أن المسؤول عن فرقة الدرك بعين الكحلة تفطن بأن هذه التصريحات مجرد سيناريوهات كاذبة حيث أجبره على إحضارها رغما عنها لأنها ضبطت في حالة تلبس، ولا يمكنها الهروب بأي حال من الأحوال مادامت بطاقة تعريفها موجودة لدى الفرقة التي تستطيع إحضارها في أي وقت.
مشروبات الطاقة تغزو شاطئ القادوس وتكررت هذه المشاهد المؤسفة بالسيارات التي لمحناها بشاطئ القادوس والتي سارع أصحابها للتستر على أفعالهم لما رأونا، لكن ما لفت انتباهنا هو قارورات مشروبات الطاقة من نوع "راد بول" و"برون" التي كانت مرمية أمام هذه السيارات حيث لم يكلف الشباب أنفسهم عناء رميها بالمزبلة الموجودة بحظيرة توقف السيارات التي تحولت إلى مكان ملوث بسبب الرمي العشوائي لقارورات مختلف المشروبات التي شوهت المنظر بما فيها قارورات الخمر. وتأكدنا بعد الحديث مع الفتيات اللواتي كن رفقة شباب على متن سيارات بهذا الشاطئ أن أغلبيتهن طالبات بالثانويات أو متربصات ببعض المعاهد الخاصة إذ يتراوح سنهن مابين 19 إلى26 سنة، كما أن بعضهن من المتعودات على التوافد على هذا المكان لا تحملن معهن وثائق إثبات هويتهن حتى لا يتم التعرف عليهن في حال توقيفهن من قبل الدرك الوطني الذي كثف من مداهمته لشاطئ القادوس لمحاربة ظاهرة ممارسة هذه الأفعال المخلة بالحياء في هذا المكان، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف حيث تعمل هذه المصالح على القضاء على هذه الممارسات لتمكين العائلات من القدوم والاستمتاع بنسمات البحر. وما يؤكد أن هذا المكان تحول إلى عنوان للمواعيد الغرامية هو قدوم شباب حتى من ولايات أخرى حيث التقينا بشابتين من ولاية سوق أهراس كانتا في زيارة للعاصمة، قدمتا إلى هذا المكان رفقة شابين من الجزائر العاصمة
متحجبات ينزعن الخمار للقاء الخليل بالبحر أما الصور التي بقيت راسخة في أذهاننا هي مشاهد تلك الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب للأسف دون إعارة أي اعتبار لهذا اللباس الشرعي الذي ينزع بمجرد الوصول إلى الشاطئ من أجل لقاء الخليل في صور تسيء لمبادئ الأخلاق والإسلام، ويقررن بما يفعلنه دون خوف أو حياء، ماعدا شابة واحدة أصيبت بهلع كبير إلى درجة الغثيان بعد توقيفها حيث كانت تطلب من رجال الدرك السماح لها بالذهاب لأنها تأخرت عن موعد الدخول إلى المنزل خوفا من اكتشاف أمرها من قبل عائلتها. وماعدا هذه الحالة فكل الفتيات الأخريات كن في حالة عادية وكأن شيئا لم يحدث مثل هذه السيدة وهي امرأة مطلقة، أصبحت معروفة من قبل فرقة الدرك الوطني بعد ضبطها وتوقيفها عدة مرات بشاطئ القادوس وتعودت على الذهاب مع عدة أشخاص مختلفين، وقد ضبطت هذه المرة مع رجل يبلغ من العمر 45 سنة من ولاية المدية ادعت أنه خطيبها مثل كل مرة. واستمرت عملية المداهمة التي قامت بها مختلف الوحدات التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة أول أمس إلى ساعات متأخرة من الليل حيث شملت الأماكن المعزولة والخطيرة التي تتطلب قوة التوغل بداخلها. وأسفرت هذه المداهمات التي حققت نتائج إيجابية عن تعريف 1570 شخصا تم تحرير محاضر ضد317 منهم لارتكابهم جرائم وجنح مختلفة، فيما تم إطلاق سراح 1209 آخرين، مع وضع 44 شخصا تحت النظر لأسباب مختلفة، 34 منهم أشخاص من جنسيات مختلفة أوقفوا بسبب الهجرة غير الشرعية والتواجد بطريقة غير قانونية بالتراب الوطني.
حجز مخدرات وخمور وأسلحة بيضاء وخلال هذه المداهمة التي مست عدة مناطق معروفة بانتشار الجريمة تم حجز 9.8 غرام من الكيف المعالج كانت موجهة للاستهلاك، و40 غراما من مسحوق أبيض اللون يحتمل أن تكون مادة الكوكايين في انتظار إحالته على الجهات المختصة لإجراء الخبرة للتأكد منه. بالإضافة إلى حجز 13 قارورة خمر، وأربعة خناجر، وخمسة عصي ضبطت بحوزة أشخاص يتحججون باستعمالها للدفاع عن النفس. أما بمنطقة بئر مراد رايس فقد حجزت فرقة الدرك الوطني881 ورقة ممزوجة بمسحوق أبيض اللون مهيأة للاستعمال في تزوير العملة من فئة ألف دينار، إلى جانب كمية من هذا المسحوق الذي يستعمل في تزوير الأوراق النقدية. ومن أهم القضايا المسجلة خلال هذه المداهمة تسجيل جناية تتعلق بالفعل المخل بالحياء مع الضرب والجرح العمدي متبوعة بسرقة بالدويرة، إلى جانب تسجيل جناية أخرى تتعلق بتحريض قاصر على الفسق والدعارة. وتكررت ممارسات الفعل المخل بالحياء عبر العديد من شواطئ وغابات العاصمة، حيث أوقفت فرقة الدرك الوطني بزرالدة متهمين في حالة تلبس في فضيحة ممارسة الفعل المخل بالحياء ضد قاصر من نفس الجنس. وكانت هذه المداهمة فرصة لتنظيف بعض الأحياء العاصمية من اللصوص بعد تفكيك جمعية أشرار ببراقي بتهمة السرقة الموصوفة والنصب والاحتيال. إلى جانب توقيف أشخاص آخرين بالرويبة لاستخراجهم كميات من الرمل من البحر بدون رخصة.
سحب457 رخصة سياقة في يوم بالعاصمة أما في مجال أمن الطرقات فالحصيلة كانت كبيرة بالنظر إلى المدة الزمنية القصيرة التي استغرقتها المداهمة والتي سجلت641 جنحة، 123 مخالفة، و1320غرامة جزافية، وبعد تكثيف الحواجز الأمنية ومراقبة المخالفين لقانون المرور تم سحب421 رخصة سياقة فورا مع التماس والي الولاية في36 حالة أخرى تتعلق بالسحب ليصل العدد الإجمالي للرخص المسحوبة إلى457 رخصة في يوم واحد فقط. ومكنت هذه المداهمة من تعريف 1012 سيارة للتأكد من صحة وثائقها، حيث أثبتت هذه المراقبة أن ثلاث سيارات مزورة كانت محل بحث من قبل الجهات الأمنية. كما تم وضع 49 سيارة أخرى في المحشر لأسباب ومخالفات مختلفة.
حجز عدة سلع لانعدام الفواتير والسجل التجاري وركزت فرق الدرك الوطن التي نفذت هذه المداهمة بالعاصمة على مراقبة كل السلع التي عبرت الإقليم، ففي مجال الشرطة الاقتصادية حجزت هذه الفرق عدة سلع أغلبها مواد غذائية لعدم حيازة أصحابها على فواتير وسجلات تجارية، أو لبيعها في الطريق العمومي بدون رخصة دون مراعاة شروط النظافة والصحة. وهو ما أدى إلى حجز417 كيلوغراما من اللحوم البيضاء والحمراء،2007 كيلوغرام من الخضر، 324 كيلوغراما من الفواكه، 2398 علبة ياغورت، و702 كيلوغرام من مادة الكاشير. كما قامت فرق الدرك الوطني بحجز عدة وسائل منها شمسيات بشاطئ "نخيل البحر" بزرالدة لاستغلال صاحبها للشاطئ بدون رخصة حيث كان يحضر لإيجارها للمصطافين دون حصوله على ترخيص من مصالح البلدية.