تحول شاطئ القادوس بالرغاية الذي يعد من أجمل الشواطئ شرق العاصمة إلى قبلة للمنحرفين، حيث أصبح مكانا لالتقاء العشاق وتناول المشروبات الكحولية من طرف شباب حولوا المكان إلى بؤرة فساد وملجئ لممارسة الرذيلة والدعارة، الامر الذي حرم العائلات من الذهاب إلى الشاطئ للاستمتاع بنسيم البحر والجو المشمس. كانت الساعة تشير إلى الثالثة زوالا نهاية الأسبوع عندما حاصرت سيارات الدرك الوطني التابعة للرويبة التي رافقناها خلال عملية مداهمة شاطئ القادوس ،الذي يبدو للوهلة الاولى وكأنه حظيرة لتوقف السيارات بالنظر إلى عددها الكبير هناك. لكن وبمجرد الاقتراب منها اتضح أن بداخل كل سيارة شابا وشابة أصيبوا بالهلع بمجرد رؤيتهم سيارات الدرك الوطني تحاصرهم من كل جهة حيث حاول البعض منهم الفرار غير أنهم لم يتمكنوا بعد محاصرتهم من قبل فرق التدخل التي استعين بها في هذه المداهمة. وعند الاقتراب من هذه السيارات ومطالبة سائقيها بتقديم وثائق هوياتهم ووثائق خليلاتهم حاول كل واحد منهم تبرئة نفسه بالقول" نحن جالسين هنا نتبادل أطراف الحديث فقط ولا نفعل أي شيء آخر..." في حين بدت علامات الخوف على وجوههم خاصة الفتيات اللواتي كن برفقتهم . وبعد مراقبة وثائق هوية هؤلاء الشباب والشابات ال 48 الذين كانوا على متن 22 سيارة تبين أن بعض الفتيات ينحدرن من بعض المدن المجاورة كالقليعة اخترن شاطئ القادوس حتى لا يصادفهن أحد من أقاربهن. هؤلاء الشباب يتعمدون اللجوء الى هذه المناطق لممارسة الرذيلة متجاهلين مبادئ الأخلاق وآداب السلوك وهو مالاحظناه بالضفة الأخرى بوادي الرغاية على بعد بعض الأمتار من شاطئ القادوس وسط أشجار كثيفة يمكن أن تشكل خطورة على أمن من يقصدها عند اختباء المجرمين بها. كما أوقف رجال الدرك خلال هذه المداهمة بشاطئ القادوس ثلاثة شباب كانوا على متن سيارة نفعية يستعملونها لبيع الخضر تبين بعد الاقتراب منهم أن اثنين منهم كانا يتناولان الخمر بشاطئ البحر فوجهت لهما تهمة السكر العلني في مكان عمومي. وأرادت المجموعة الولائية للدرك الوطني بالجزائر أن تغلق سنة 2008 بتنفيذ عملية مداهمة واسعة النطاق شملت أهم المناطق المعزولة والمعروفة بانتشار الجريمة واللصوصية عبر إقليم اختصاص الولاية حيث ارتأت هذه المرة توجيه العمليات الى المناطق الخطيرة التي تتطلب دعما وقوة للتوغل بداخلها.
حجز أكثر من 4 كيلوغرام من الكيف بعين بنيان
وأسفرت بعض عمليات هذه المداهمة عن حجز كمية قدرها 4.130 كيلوغرام من الكيف المعالج، وذلك بعد تلقي فرقة الدرك الوطني بمنطقة المنظر الجميل بعين بنيان بلاغا عن سرقة منزل بالمنطقة، حيث تنقل أفراد الفرقة إلى عين المكان مباشرة للقيام بالمعاينات اللازمة، وبعد عرض ألبوم الصور على صاحب البلاغ تعرف على أحد أفراد العصابة صاحب سوابق عدلية في مجال سرقة المنازل، ليتنقل أفراد الفرقة مباشرة إلى منزل المعني الواقع في أحد البيوت القصديرية ليتم العثور بعد تفتيش منزله على الأشياء المسروقة والمتمثلة في جهازي ديمو ومبلغ مالي قدره 1100 دينار جزائري بالإضافة إلى 08 لوحات حائطية وبعض الأدوات الكهرومنزلية، كما تم العثور على كمية من الكيف المعالج وزنها 4.130 كيلوغرام. ولا يزال التحقيق متواصلا لكشف خيوط هذه القضية.
التجارة الصينية الموازية توسع للخمور
وأثناء عملية المداهمة التي قام بها أفراد كتيبة زرالدة بمطعم على مستوى شاطئ "بالم بيتش" المسير من طرف شخص أجنبي، تم ضبط كمية من المشروبات الكحولية أغلبها مستوردة قدرت ب 323 قارورة معظمها من إنتاج صيني كانت موجهة للبيع من طرف شخص صيني يمارس نشاطه بدون رخصة إدارية وتمثلت هذه المشروبات الكحولية في 196 علبة بيرة، 65 علبة هنكل سعة 50 سل، 39 قارورة خمر سعة 01 لتر، 15 قارورة "ميرابورديو" بسعة 01 لتر، وقارورتين من نوع "قران باترون". عملية المداهمة التي تزامنت مع نهاية السنة الميلادية، استدعت إقحام عدد هام من عناصر السلاح الأخضر على مدى 48 ساعة بهدف بسط الأمن وضمان الشعور بالاستقرار عبر كامل إقليم الولاية، خاصة المناطق التابعة لاختصاص الدرك الوطني، حيث شهدت العملية وعلى خلاف العادة الاستعانة بالقوات الخاصة للتدخل باعتبارها احد الأسلحة الفعالة التي تكتسبها قوات الدرك الوطني في المرحلة الراهنة والتي تعول عليها كثيرا في مكافحة شتى أنواع الجريمة.
من جهتها عاينت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالدار البيضاء خلال قيامها بدورية عبر الإقليم 08 بنايات فوضوية في طور الإنجاز وتم إخطار السلطات الإدارية التي أصدرت قرارات الهدم في حينها وتم تنفيذ العملية . وفيما يخص ظاهرة الهجرة السرية التي تعرف انتشارا ملحوظا في الآونة الأخيرة لرعايا أفارقة يعتبرون الجزائر كمنطقة عبور إلى الدول الأوروبية، أوقف أفراد كتيبة الدرك بالدار البيضاء أربعة أجانب من جنسيات افريقية كانوا يقيمون بطريقة غير شرعية ببلادنا. أما ببلدية بئر توتة التي اشتهرت ببيع الدجاج المشوي في السنوات الأخيرة فتم حجز كمية قدرها 135 كيلوغراما من اللحوم البيضاء الفاسدة بعد تفتيش أحد محلات بيعها. وفيما يخص السلع التي ينقلها أصحابها بدون فواتير، تم حجز خلال هذه المداهمة 32 جهازا كهرومنزليا بطريق المنطقة الصناعية بالرويبة الذي يعرف حركة تجارية واسعة كانت على متن سيارة نفعية ينقلها شخص بدون فاتورة. بالإضافة إلى حجز 9 قناطير من مادة الشمة نتيجة عدم امتلاك صاحبها لسجل تجاري وفاتورة تجارية. وتم خلال هذه المداهمة تعريف 1869 شخصا 1706 منهم أطلق سراحهم أما 152 آخرين فحررت ضدهم محاضر ثم أطلق سراحهم مع وضع 11 آخرين تحت النظر منهم أربعة أفارقة بسبب الهجرة غير الشرعية. سحب 543 رخصة سياقة في 48 ساعة
وفيما يتعلق بأمن الطرقات فسجلت هذه المداهمة بعدة مناطق من العاصمة تسجيل 667 جنحة و262 مخالفة وتحرير 1790 غرامة جزافية إلى جانب تسجيل 252 جنحة أخرى في مجال تنسيق النقل و100 مخالفة. وسمحت هذه العملية بتعريف 914 سيارة للتأكد من صحة وثائقها في الوقت الذي تعرف فيه السيارات تزويرا للوثائق والسرقة، حيث تم حجز سيارة كانت محل بحث مع وضع 44 سيارة أخرى في المحشر نتيجة تجاوزات مختلفة. وأمام الارتفاع المذهل لحوادث المرور التي يبقى سببها الرئيسي مخالفة القانون، حيث يسجل سنويا ما يقارب 4 ألاف قتيل لا يزال العديد من السائقين يتجاهلون هذا الأمر من خلال السرعة المفرطة والتجاوز الخطير وهو ما أدى إلى سحب 543 رخصة سياقة خلال هذه المداهمة ببعض طرق العاصمة والتماس والي الولاية بشأن 43 رخصة أخرى.