لايزال مصير وجه العاصمة مرهونا بمدى توصل مصالح الولاية لمعالجة أحد أهم المشاكل المطروحة على مستوى مختلف أقاليمها والمتمثل في مشكل البنايات القديمة المهددة بالانهيار التي لاتزال مشغولة بالسكان· ورغم تسجيل انخفاض في درجة الاهتراء ونوعيته حسب حصيلة المعاينة التقنية ل 10800 بناية ببلديات الوسط، إلا أن الأمر يرهن ضمنيا مشروع الجزائر عاصمة متوسطية· لا يزال مشكل العمارات القديمة الهشة مطروحا بمدينة الجزائر وضواحيها، وهو محل انتقاد موضوعي لأهل الاختصاص من المهندسين المعماريين وتخوف المقيمين بهذه المواقع على أساس الخطر الذي يتهدد أرواحهم من احتمال انهيار أي منها في اية لحظة خاصة بالبلديات المعروفة ببناياتها التي يرجع تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري وأخرى الى فترة التواجد العثماني بالجزائر، منها بلدية القصبة، سيدي امحمد، بلوزداد، الجزائر الوسطى وأقاليم أخرى على مستوى ضواحي العاصمة بكل من بوزريعة والعاشور وزرالدة وبراقي·· لتتوسع بذلك قائمة الاحياء المعنية بهذا المشكل المطروح منذ أكثر من ثلاث عشريات والذي شكل محورا أساسيا في تعامل السلطات المحلية مع ما كان يوصف بالمشكل الاعتيادي بالأحياء القديمة، ومعالجة القضايا ذات العلاقة بالسكن والاسكان لدرجة أن عمليات هذا الأخير حسب مصدر من الولاية كانت ترتكز بداية الثمانينات على ترحيل سكان العمارات المنهارة الى سكنات اجتماعية كانت مخصصة في الأصل لطالبي السكن وغالبا ما كان يتم اللجوء الى مثل هذا الحل عند وقوع الانهيار الجزئي لأحزمة العمارات، وقليلة هي العمارات والبناءات التي تم اللجوء الى ترميمها حتى وقوع زلزال ماي 2003 الذي كشف عيوب التعمير في الجزائر العاصمة وهشاشة النسيج العمراني واختلالات التهيئة الخاصة بإعادة الهيكلة الخاصة بالأحياء وترميم العمارات الهشة· وفي الوقت الذي كان يفترض فيه غلق ملف الزلزال من جميع جوانبه،لا تزال أرواح عدد من السكان مهددة بفعل درجات تقدم اهتراء عماراتهم حسب بعض الشهادات فإن هذه العمارات منها ما هو مصنف للتهديم دون ان يتم ترحيل السكان منها ومنها من لم يتم حتى معاينته من طرف المصالح التقنية التي تبقى صلاحية تدخلها مرهونة يطلب المصالح المختصة التابعة لولاية الجزائر منها مديرية السكن· وحسب بعض ممثلي السكان المقيمين ببلديات بلوزداد والجزائر الوسطى وسيدي امحمد وبرج الكيفان والقصبة وباب الوادي لم يتم لحد الآن الوقوف في اطار ما يعرف بتكفل الولاية بسكان عمارات الأحياء المتضررة على واقع العمارات الواقعة بالأحياء الداخلية ولايزال المختصون في التعمير والبناء والهندسة المعمارية يحذرون من عواقب عدم أخذ السلطات المحلية مشكل العمارات الهشة مأخذ الجد،، والغريب في الأمر أن هذا المشكل يتم طرحه في غالبية اجتماعات الولاية بمدرائها ورؤساء بلدياتها آخرها الاجتماع الأخير الذي جمع الوالي برؤساء المجالس البلدية حيث قدم هؤلاء المشكل على أساس أنه مطروح لتوه وحذر هؤلاء من خطورته من خلال الاقرار بأن هناك من العمارات ما هو آيل للسقوط والأخطر فيه أنه لايزال مشغولا وهو ما يعني أن آلاف العائلات هي الآن مهددة بما لا يحمد عقباه· وبلغة الأرقام يصل عدد العمارات المهددة بالانهيار بمنطقة الحامة وحدها 300 عمارة و1400 بالمقاطعة الادارية لباب الوادي ولم تخضع أصلا للمعاينة التقنية منها 460 ببلدية باب الوادي لوحدها وتشير الأرقام الرسمية الى أن70 % من النسيج العمراني ببلدية واد قريش مهترئ ونفس النسبة مسجلة ببلدية الجزائر الوسطى وحسب الاتحاد الوطني للخبراء والمهندسين المعماريين، فإن 65 ألف بناية بالعاصمة قديمة وتستدعي ضرورة الاسراع في الترميم· ورغم أن عملية التشخيص التقني الذي طال في أول مرحلة له 10800 بناية واقعة بالبلديات الداخلية خلص- حسب مصادرنا- الى تسجيل تراجع في عدد البنايات المهددة بالإنهيار إلا أن الأمر يرهن في الصميم مشروع الجزائر عاصمة متوسطية على اعتبار أن المشاريع المدرجة لمعالجة هذا الملف لاتحتمل الإنتظار بالنظر إلى حجم المشكل ونوعيته خاصة وأن آلاف الأرواح مهددة بالموت في حال انهيار أي عمارة من العمارات لا قدر اللّه·