تعرف الدورة الخامسة والعشرون من معرض الجزائر الدولي للكتاب، مشاركة قياسية، بعد عامين من الغياب بسبب تداعيات جائحة "كوفيد 19"التي لم يسلم من مضاعفاتها السلبية قطاع الكتاب والنشر، ما جعل سلطات العليا في البلاد تقدّم تاريخ انعقاد معرض الجزائر الدولي للكتاب، رغبة منها في دعم استئناف نشاط صناعة النشر الوطنية والتخفيف عنها قدر المستطاع من آثار جائحة كورونا، كما تعزّزت هذه المبادرة بقرار رئيس الجمهورية إعفاء كل الناشرين الجزائريين والأجانب من تكاليف كراء أجنحة العرض. عودة "سيلا" سيؤثّثها 1250 عارض، بنحو 300 ألف عنوان، وهو رقم قياسي في تاريخ التظاهرة ومفاجأة سارة بحكم المخاوف الناتجة عن مخاطر العدوى بكورونا، وهي زيادة من شأنها أن توطّد مكانة معرض الجزائر الدولي الرفيعة على المستوى الإفريقي والعربي والمتوسطي. ففي 2018، تجاوز معرض الكتاب في طبعته الثالثة والعشرين، ألف مشارك (1015)، وفي السنة الموالية، حقق المعرض زيادة ملحوظة في عدد العارضين الذي تجاوز ثلاثين وآلف، أما في طبعة 2022 فسيحضر 266 عارض وطني (-12%)، و984 أجنبي (+26%). وسجّل المنظمون، استقرار المشاركة في بنيتها العامة، رغم انخفاض حضور دور النشر الوطنية التي تقدّر هذه السنة ب21٪ بينما كانت تحتل فارطا ثلث المشاركة العامة. رغم هذا يحتل الناشرون الجزائريون عموما نصف مساحة المعرض ويقترحون 40٪ من مجمل العناوين، بحكم محتواهم الأقرب إلى الزائرين والأقل تكلفة مقارنة بالناشرين الأجانب. وبالمقارنة مع طبعة 2019، يشهد المعرض هذه السنة ارتفاعا قياسيا يقدر بنسبة 26٪ (251 عارض إضافي). ولعل هذه الطفرة المفاجئة تعبر عن رغبة ناشرين كثر في تدارك الفجوة التي أحدثتها الجائحة، سواء على صعيد المبيعات أو للحفاظ على سمعتهم. ويحتفظ الناشرون العرب بمكانة هامة (324 عارض مقابل 321 في 2019)، بالإضافة إلى 266 عارض جزائري، ما يعطي للعالم العربي مجمل 590 عارض، أي ما يقارب نصف المساحة المخصصة. أما البلدان المهيمنة فلم تتغيّر منذ الطبعات السابقة، إذ تحتل مصر الصدارة (127)، لبنان (59)، الأردن (36)، تونس (27)، سوريا (19)، المملكة العربية السعودية (18)، إلخ. وتجاوزت القارة الأوروبية، العالم العربي ب51 عارضا من مجموع 641 مشارك أغلبيتهم قادمة من فرنسا. وبالإضافة إلى شمال إفريقيا (مصر، وليبيا، والصحراء الغربية وتونس)، ستحضر كالعادة بلدان جنوب الصحراء، لا سيما في فضاء "روح الباناف" الذي يستقبل كلّ سنة الناشرين والكتّاب والجامعيين.