تحدّث ثلاثة أدباء عن تجربتهم في كتابة الرواية التاريخية أول أمس، واستعرضوا شغفهم بهذا النوع الأدبي، والعراقيل التي قد يواجهونها ضمن ندوة "الرواية والتاريخ" التي نظمها صالون الجزائر للكتاب 25. المتكلمون في هذه الندوة هم اسمان من إيطاليا ستيفانيا أوتشي وريكاردو نيكولاي، والجزائري لزهاري لبتر، الذين كانت لهم دوافع مختلفة انطلقوا منها لكتاباتهم، حيث قال الروائي الإيطالي ريكاردو نيكولاي إن مساره مع الرواية التاريخية بدأت مع كتابه "علي بتشين.. في حب أميرة"، ضمن رحلة ذهنية خيالية إلى مدينة الجزائر في نهاية عام 1700. وقبل ذلك فهو من مواليد المدينة نفسها لعلي بتشين، إذ قام بأبحاث في الأرشيف، ليستلهم أحداث الرواية. والأكثر من ذلك، قام ريكاردو بعمل تصوري لشكل الجزائرالمدينة، وشكل وشخصية بتشين منذ أن كان في العاشرة، وهذا الأمر، حسب المتحدث، يتطلب جهدا فكريا وإبداعيا وبحثيا. ومن جهتها، كشفت الروائية ستيفانيا أوتشي بخصوص روايتها "أسود صقيلية"، أنه عمل نابع من مذكرة تخرّج. وأرادت أن تروي قصصا لم تروَ. واختارت قصة عائلة فلوريو في مدينة صقيلية، التي لم يسمع بها أهلها. وهي تقصد إعادة الحياة لشخصيات تاريخية عبر البحث. وأشارت إلى أنها استعانت بالأرشيف بشكل مكثف، الأمر الذي ساعدها على نسج أحداث هذه الحكاية التاريخية. أما الروائي الجزائري لزهاري لبتر فكانت له فرصة نقل تجربته لما كتب "حيزية" و"الأغواطالمدينة المغتالة". وعن الرواية الثانية فقد أراد منها تصحيح ظلم تاريخي وقع على مدينة الأغواط، من خلال إبراز جرائم المحتل الفرنسي في 1852، التي بقيت في الذاكرة الجماعية. كما تناول شخصية المقاوم بن ناصر بن شهرة الذي لم يعرف مثل مقاومة الأمير عبد القادر أو مقاومة الشيخ بوعمامة رغم أن مقاومتهم في كانت في فترة واحدة. وذكر لبتر أن الإبادة الجماعية التي حدثت في تلك الفترة طالت 4 آلاف مواطن، وبقي منهم 500 شخص فقط، جعلته يفكر في كيفية كتابة هذه القصة بشكل مغر لهذا الجيل. ويرى أن أحسن طريقتين في ذلك، هما كتابته على شكل سيناريو، يتحول إلى عمل سينمائي، أو على شكل رواية تاريخية، وهو ما جنح إليه. وعن رواية "حيزية"، انطلق الكاتب من غيرته من عدد من قصص الحب الموجودة في العالم، والتي اشتهرت بشكل واسع على مر الزمن، غير أن القصة الجزائرية لحيزية وسعيد لم تعرَف بشكل واف. وتناول المتحدث الصعوبة التي واجهته في جمع الأٍرشيف، والذي وجده هو موجها مكتوبا من جهة واحدة. وتأسف لأنه أرشيف فرنسي، مشيرا إلى عدم تحصله على مراسلات، مثلا، لبن شهرة. وذكر أنه أخذ من مرجع فروتان، وأنه أخذ كلمة مغتالة من كتابه، لنقل تلك الأحداث التي تعود إلى 160 سنة، بالاستعانة بالخيال، وتصور ما كانت عليه الحال في ذلك الوقت.