يشكل تسارع وتيرة التطبيع بين نظام المخزن المغربي و الكيان الصهيوني مصدر قلق كبير لدى الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية بالمغرب التي حذرت من الخطر الذي يشكله المشروع الصهيوني التوسعي على المملكة وأمنها. ونبهت عديد الهيئات المغربية وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى الخطورة التي يكتسيها التمدد الصهيوني والسياسة التي ينتهجها المسؤولون في المغرب في تقاربهم مع هذا الكيان والمرفوضة من الشعب المغربي الذي لا زال متمسكا بالقضية الفلسطينية واسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المهضومة. وكتب عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب "العدالة والتنمية" تدوينة عكست مدى السخط المسجل بالمغرب إزاء "صهينة المملكة" من قبل نظام المخزن، حيث أدان التهافت الرسمي والتسابق للتشبيك مع جميع أركان المشروع التوسعي العنصري الصهيوني. وقال أفتاتي، إن "هذا التهافت يعرض الأمن الاستراتيجي للمغرب للخطر ويعزله عن أمته ومحيطه الطبيعي التاريخي والحضاري"، مشددا التأكيد على الحاجة الماسة لتشكيل "كتلة تاريخية لإسقاط التطبيع" ومواجهة كل أركان المشروع الصهيوني التوسعي. ويمضي مناهضو التطبيع ومناصرو كفاح الشعب الفلسطيني قدما في سعيهم نحو تحقيق تعهداتهم بإسقاط التطبيع بمختلف أشكاله حماية لبلدهم، حيث من المرتقب أن تخرج مظاهرات عارمة اليوم الأربعاء بمناسبة إحياء ذكرى "يوم الأرض الفلسطيني" المصادف ل30 مارس من كل عام وذلك دعما لمقاومة الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وإقامة دولته ورفضا للتطبيع مع الكيان المغتصب للأراضي العربية. وتستعد فعاليات سياسية ونقابية وحقوقية مغربية لتنظيم يوم وطني احتجاجي ضد التطبيع اليوم، حيث دعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" التي تضم 15 تنظيما سياسيا ونقابيا وحقوقيا كافة القوى المغربية إلى "تأكيد دعم الشعب المغربي لحقوق الشعب الفلسطيني عبر تخليد ذكرى يوم الأرض وإلى التعبئة الجماهيرية لإنجاح اليوم الوطني الاحتجاجي الخامس ضد التطبيع الذي سينظم تحت شعار يوم الأرض.. نضال مستمر لتحرير الأرض وإسقاط التطبيع". وسيشهد اليوم الوطني تنظيم وقفات احتجاجية في عديد المدن المغربية ستكون أبرزها أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط ، في حين سيتم تنظيم مؤتمر صحافي يوم السبت المقبل لعرض حصيلة اليوم الوطني التضامني الخامس. ونفس الدعوة وجهتها حركة "التوحيد والإصلاح" التي ناشدت المغاربة للمشاركة بقوة في هذه الوقفات وبكل مدن البلاد دعما للنضال الفلسطيني واحتجاجا على كل مظاهر الهرولة والتطبيع الرسمي وغير الرسمي التي تشهدها المملكة.