يشكل تسارع وتيرة تطبيع نظام المخزن المغربي مع الكيان الصهيوني مصدر قلق كبير لدى الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية بالمغرب, التي حذرت مرارا من الخطر الذي يشكله المشروع الصهيوني التوسعي, على المملكة وأمنها. ونبهت العديد من الهيئات المغربية, وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان, إلى الخطورة التي يكتسيها التمدد الصهيوني والسياسة التي ينتهجها المسؤولون في المغرب في تقاربهم مع هذا الكيان والمرفوضة من الشعب المغربي الذي لا زال متمسكا بالقضية الفلسطينية واسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المهضومة. وفي هذا الإطار, كتب عبد العزيز أفتاتي, القيادي في حزب "العدالة والتنمية" تدوينة عكست مدى السخط المسجل بالمغرب إزاء "صهينة المملكة " من قبل نظام المخزن, حيث أدان التهافت الرسمي والتسابق للتشبيك مع جميع أركان المشروع التوسعي العنصري الصهيوني. وجاء في التدوينة التي نشرها أفتاتي, على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك", أن "هذا التهافت يعرض الأمن الاستراتيجي للمغرب للخطر, ويعزله عن أمته ومحطيه الطبيعي التاريخي والحضاري". وشدد في هذا الإطار, على أن الحاجة ماسة ل"كتلة تاريخية لإسقاط التطبيع", ومواجهة كل أركان المشروع الصهيوني التوسعي. إصرار على مواصلة الضغط لإسقاط التطبيع ويمضي مناهضو التطبيع ومناصرو كفاح الشعب الفلسطيني, قدما في سعيهم نحو تحقيق تعهداتهم بإسقاط التطبيع بمختلف أشكاله, حماية لبلدهم, حيث من المرتقب أن تخرج مظاهرات عارمة يوم غد الأربعاء بمناسبة إحياء ذكرى "يوم الأرض الفلسطيني" المصادف ل30 مارس من كل عام, وذلك دعما لمقاومة الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وبناء دولته, ورفضا للتطبيع مع الكيان المغتصب للأراضي العربية. وتستعد فعاليات سياسية ونقابية وحقوقية مغربية لتنظيم يوم وطني احتجاجي ضد التطبيع, يوم غد, حيث دعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع", التي تضم 15 تنظيما سياسيا ونقابيا وحقوقيا, كافة القوى المغربية إلى "تأكيد دعم الشعب المغربي لحقوق الشعب الفلسطيني عبر تخليد ذكرى (يوم الأرض), وإلى التعبئة الجماهيرية لإنجاح اليوم الوطني الاحتجاجي الخامس ضد التطبيع الذي سينظم تحت شعار (يوم الأرض: نضال مستمر لتحرير الأرض وإسقاط التطبيع)", منددة بشدة ب"التسابق التطبيعي". وسيشهد اليوم الوطني الاحتجاجي تنظيم وقفات احتجاجية في العديد من المدن المغربية, ستكون أبرزها أمام مقر البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي, في حين سيتم تنظيم مؤتمر صحافي يوم السبت المقبل لعرض حصيلة اليوم الوطني التضامني الخامس. نفس الدعوة وجهتها حركة "التوحيد والإصلاح", حيث ناشدت المشاركة القوية في هذه الوقفات وبكل المدن المغربية دعما للنضال الفلسطيني واحتجاجا على كل مظاهر الهرولة والتطبيع الرسمي وغير الرسمي التي تشهدها المملكة.