تعيش الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، حالة غليان تزداد سخونتها مع مرور كل يوم، تواصل فيه قوات الاحتلال تصعيد اعتداءاتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المدن المحتلة بما ينذر بانفجار وشيك للأوضاع في فلسطينالمحتلة. ففي الوقت الذي استشهدت فيه فلسطينية في الأربعينات من العمر وأم لستة أطفال برصاص الاحتلال جنوبالضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات في مناطق بالضفة الغربية تخللتها مواجهات وإطلاق نار أدى إلى إصابة واعتقال عدة فلسطينيين. كما لاحقت قوات الاحتلال عمالا فلسطينيين أثناء توجههم إلى عملهم في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بما أدى إلى إصابة عدد منهم. واستشهدت، غادة سباتين، برصاص قوات الاحتلال بعد إصابتها بجروح على إثر إطلاق النار عليها عند حاجز عسكري في بلدة حوسان غرب بيت لحم الواقعة إلى جنوبالضفة الغربية. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشهيدة، في عقدها الرابع وصلت إلى مستشفى بيت جالا مصابة برصاصة في الفخذ أدت إلى قطع شريان أحد ساقيها ما تسبب لها في نزيف حاد أدى إلى وفاتها. وأكد الناشط الفلسطيني، طه حمامرة، أن الشهيدة البالغة من العمر 47 عاما كانت تمر بالقرب من حاجز عسكري صهيوني مقام في البلدة حوسان، حيث ناداها أحد جنود الاحتلال ولكنه لم تنتبه لندائه ما جعله يطلق النار عليها وأصابها بجروح بليغة على مستوى أطرافها السفلية. وتضاف هذه الجريمة البشعة إلى سجل قوات الاحتلال المثقل بالجرائم والخروقات التي تقترفها يوميا دون إدانة من المجموعة الدولية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما تعلق الأمر بقتل الاسرائيليين على يد الفدائيين الفلسطينيين الذين تجعل منهم إسرائيل "إرهابيين" في أعين العالم أجمع. كما أن المجموعة الدولة لم تحرك ساكنا وجيش الاحتلال الذي منحه رئس الوزراء الإسرائيلي، نافتالي بينت، صكا على بياض، لاقتراف ما يحلو له من جرائم ضد الفلسطينيين، واصل أمس استعراض عضلاته على العزل من أبناء الشعب الفلسطيني باقتحامه لمنطقة طوالكرم وجنين في إطار رد فعلها الانتقامي على العمليات المسلحة التي عصفت في الفترة الأخيرة بالعمق الإسرائيلي في قلب فلسطينالمحتلة خلفت مقتل عدد من الإسرائيليين واصابة آخرين. ولأن منفذي هذه العمليات ينحدر أغلبهم من جنين، فقد واصلت قوات الاحتلال انتهاج سياسة العقاب الجماعي بتنفيذ اقتحامات أدت إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين تم على إثرها اعتقال 20 فلسطينيا في وقت تعرض فيه 10 أخرون لإصابات بالرصاص الحي. وبلغة التهديد والوعيد، راح رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي لم يكفه منحه "صكه على بياض" لقواته لقتل الفلسطينيين، يزعم بأن "إسرائيل انتقلت إلى الهجوم" وكأنها كانت في مرحلة الدفاع عن النفس وهي التي لا تتوقف قواتها على الاعتداء على الفلسطينيين واقتحام مدنهم وقراهم ومخيماتهم وطردهم وتهجيرهم من منازلهم. وقال في تصريح لن يزيد سوى في تأجيج الوضع المتوتر بأن إسرائيل "ستقوم كل ما يلزم للقضاء على الإرهاب" وأنه "سيتم تصفية كل من لديه علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الهجمات" التي ضربت العمق الإسرائيلي منذ 22 مارس الماضي.