يعتبر الأخصائيون في الرياضة، رياضة المشي بمثابة النشاط البدني الأساسي في حياة الإنسان وهم يفضلونها عن باقي الرياضات لما لها من فوائد على جسم الإنسان لا نجدها إلا فيها فضلا عن أن ممارستها لا تعرّض صاحبها إلى أي تفاعلات قد تضر بصحته، ولذلك فلا نجد من الأطباء أو الأخصائيين من يحذر مرضاه من ممارستها خلافا لباقي الرياضات ما يجعلها تستحق تسمية رياضة الجميع· وبالإضافة إلى تميز رياضة المشي عن باقي الرياضات بفوائدها الكبيرة وضمان ممارسيها لعدم التعرض إلى أية إصابات فإنها تتميز أيضا بإمكانية ممارستها دون تخصيص وقت أو مكان معينين أوارتداء أحذية رياضية إذ يستطيع المرء ممارستها وهو في طريقه صباحا إلى العمل مثلا أوأثناء عودته في المساء أو أثناء التسوق أوفي نهاية عطلة الأسبوع وغيرها من الأماكن والأوقات· وممارسو رياضة المشي نوعان:هواة وهم من عامة الناس ممن يمارسونها يوميا ومحترفون وهم خاصة الناس ممن يمارسونها كاختصاص· فهي رياضة أولمبية والتخصص فيها يتطلب تدريبات وتحضيرات مستمرة وفق برنامج معين ومدروس· كما تتميز رياضة المشي عن باقي الرياضات بفوائدها الصحية على جسم الإنسان فحسب الدكتور محمد بابا وهو طبيب مختص لدى الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى فإن رياضة المشي هي الرياضة الوحيدة التي تساعد الجسم على إفراز هرمون (الأندورفين) من الدماغ والذي يشبه كيميائيا مادة (المورفين)· والأندروفينات تفرزها الغدة النخامية في الدماغ وهي تتكون حسب محدثنا من31 حمضاً أمينياً وهي نوعان: ألفا وبيتا، ولها تأثير كبير في تسكين الألم وتحمل الأوجاع، وغرام واحد منها يساوي 50 مرة مفعول الأفيونات الصناعية دون أن يكون لهاته الأفيونات آثار الإدمان أوآثار مضاعفات الإدمان التي نلاحظها على متعاطي الأفيونات الصناعية· كما لهذه الرياضة فوائد صحية كثيرة لا تعد ولا تحصى، ذكر منها محدثنا مالا يقل عن عشر فوائد أهمها علاج أمراض القلب الوعائية حيث تساعد على تقوية عضلة القلب، وتخفيض نسبة الكولستيرول والدهون الضارة بالجسم مقابل زيادة نسبة الدهون الواقية من تصلب الشرايين، علاج الآلام العضلية والمفصلية حيث تساعد على تليين المفاصل وزيادة فعاليتها إضافة لارتخاء العضلات وليونتها مع تخفيف تشنجاتها وتقويتها، علاج عسر الهضم وتشنج القولون، حيث تساعد الرياضة على تحريك الأمعاء وتخفيف الآلام القولونية إضافة إلى تخفيف الغازات في البطن التي كثيراماتتسبب في الآلام والشعور بالانتفاخ والغثيان· كما تساعد رياضة المشي -حسب محدثنا-على علاج أمراض البدانة وذلك بحرق كميات لا بأس بها من الحريرات فبخطوات بسيطة يمكن للجسم أن يحرق ما يقارب 60 حريرة في الكلم الواحد وإذا زاد الرياضي في السرعة يمكنه أن يحرق250 حريرة في30 دقيقة مشيا· لكن لهذه الرياضة شروط لممارستها والاستفادة منها فحسب الاختصاصي في أمراض العظام السيد بوعبان رمضان فإن من أهم شروط رياضة المشي، أن تمارس دون توقف إلا عند الضرورة كالإحساس بالتعب الشديد وعدم القدرة على المواصلة، وأن يكون بخطى واسعة كالجري البطيء، مع تحريك الذراعين بعكس حركة القدمين، مع ضرورة أن يكون الظهر مستقيما، حتى لا يسبب بروزاً في منطقة البطن واجتناب المشي تحت أشعة الشمس المحرقة وفي أوقات الظهيرة خاصة بالنسبة للذين يعانون من مرض ضغظ الدم أو السكري· والأفضل حسب محدثنا أن يتم المشي والمعدة فارغة من الطعام، لأن الدورة الدموية تكون نشطة في منطقة الجهاز الهضمي أثناء امتلائها بالطعام، وأن يكون المشي تدريجياً للأشخاص بعد سن الأربعين، وللذين يشكون من بعض الأمراض، وأن يتوقفوا فورا بمجرد أن يشعروا بالتعب مؤكدا في نفس الوقت أن رياضة المشي لابد أن تمارس يوميًا أو لثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل·