ظهرت الممثلة سامية مزيان في ثلاثة أعمال درامية في رمضان الحالي، قد لا يعرفها جمهور الشاشة، لكن لها ثقل كبير وحضور وازن في السينما الجزائرية، اكتشفها المشاهدون، هذا العام، في مسلسلات "بابور اللوح" و"يما" الجزء الثالث، و"بنت البلاد"، وأبانت معدنها الفني النادر، وإمكانياتها الأدائية في التعبير الجسدي والإلقاء السليم. جسدت الممثلة ثلاث شخصيات مختلفة عن بعضها في المسلسلات سابقة الذكر، وسخرت كل موهبتها حتى تتجنب تكرار نفسها، وهذا ما يعكس احترافيتها في التمثيل، ويعكس أيضا ذكاءها في نقل خبرتها في المسرح والسينما والتلفزيون، في الأعوام الماضية، لتشكل طفرة فنية حقيقية، تجلت للمشاهدين الذين أمتعتهم بأدائها المختلف. سامية مزيان هي ابنة الممثل القدير سيد أحمد أقومي (واسمه الحقيقي سيد أحمد مزيان)، والممثلة الكبيرة الراحلة صونيا، ولعل هذا العامل الجيني ساهم في جعلها ممثلة خارج كل القواعد والمعايير، وقد سجلت تواجدها ودخلت قلوب الجزائريين بسلاسة، وتعاطف معها، خاصة في دورها "جميلة" في مسلسل "بابور اللوح"، للمخرج التونسي نصر الدين السهيلي، لأن هذه الشخصية تترجم معاناة نساء كثيرات مع أزواجهم المقصرين والخائنين، وتعيش هذه الحالة في صمود أليم، ووفقت الممثلة في إيصال هذه الصورة بشكل حرفي. تستحق هذه الممثلة مساحات أكبر في الدراما الجزائرية، ومن شأنها أن تقود بطولة واحدة من المشاريع الدرامية اللاحقة، بفضل رصيدها الفني ومهنيتها التقنية، وتشكل بحق مكسبا للشاشة الجزائرية، عسى للمخرجين والمنتجين أن ينتبهوا إليها. أول ظهور لسامية مزيان كان في الفيلم الروائي الطويل "المنارة" للمخرج بلقاسم حجاج في 2003، ثم مثلت في "نهلة" (فيلم قصير في 2004) للمخرج مؤنس خمار، ونالت مع فيلم "رحلة في الجزائر" للمخرج عبد الكريم بهلول (2008) جائزة أحسن ممثلة في ثلاث مهرجانات سينمائية دولية، وكان الفيلم الروائي الطويل "البطلة" للمخرج الراحل شريف عقون، آخر عمل لها في السينما في 2013. شقت هذه الممثلة طريقا في المسرح، وشاركت في "أسفار النار الباردة" و"البروفيسور كلينوف" للمخرج حيدر بن حسين، و"فوضى" مع المخرج أحمد العقون، وغيرها. أما في التلفزيون، فقد مثلت في مسلسل "الغايب" للمخرج دحمان أوزيد، و"عندما تتمرد الأخلاق" للمخرج فياس دهني، و"بلادي وناسي" لمحمد داماك، "الوهم" لعبد الرزاق هلال، و"ورد أسود" لسمير حسين.