اعترفت الممثلة سامية مزيان، نجلة الممثلين صونيا وسيد أحمد أفومي، في حوار خصّت به ''الخبر''، أن اقتحامها عالم التمثيل جاء صدفة. وقالت إن الفضل في اكتشاف موهبتها يعود إلى المخرج بلقاسم حجّاج، الذي عبّد لها الطريق لخوض غمار السينما والتلفزيون فالمسرح. وأضافت أن مشاركتها في مسلسل ''عندما تتمرّد الأخلاق''، جعلتها تقف مشدوهة أمام ما يتمتّع به طاقم العمل السوري من خفة وتركيز في العمل. أول ظهور لك على ''الشاشة الصغيرة'' يعود إلى الكاميرا الخفية ''الطاكسي المجنون''، حدّثينا قليلا عن هذه التجربة؟ صحيح، إن إطلالتي الأولى عبر التلفزيون تعود إلى الكاميرا الخفية ''الطاكسي المجنون'' لمخرجها بلقاسم حجّاج، الذي يعدّ أول من اكتشف موهبتي في مجال التمثيل. ففي البداية لم أكن أعلم بأنني أملك حسّا فنيا بإمكانه تفجير طاقة مخزونة وتحويلها إلى كتلة مفعمة بالحيوية، والدليل على ذلك أنه لمّا اقترح عليّ بلقاسم حجّاج فكرة المشاركة في هذا العمل، لم أعره أيّ اهتمام كما أنني لم آخذه على محمل الجدّ. ولكن سبحان الله، فبمجرّد وقوفي أمام الكاميرا شعرت بصوت خفيّ يناجيني ويقول لي ''ها قد وجدت أخيرا ما كنت تبحثين عنه''، حينها قلت في قرارة نفسي ''أجل هذا ما كنت أبحث عنه بالضّبط''. أضف إلى ذلك أنه رغم انحداري من أسرة فنية تتمثل في والديّ صونيا وسيد أحمد أفومي، إلاّ أنهما لم يعرضا عليّ يوما ولوج هذا العالم، بل كانا يشجّعانني دوما على إتمام تعليمي، وهو ما كان بالفعل إلى أن تعرّفت على المخرج بلقاسم حجّاج الذي أعتبره بمثابة الشمعة التي أنارت لي الدّرب. تحصّلت، مؤخرا، على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان ''الفيلم الفرانكفوني بانغولام'' في فرنسا، عن دورك في الفيلم السينمائي ''رحلة إلى الجزائر''، هل كنت تنتظرين هذا التتويج؟ إطلاقا، لم أكن أتصوّر يوما أنني سأحظى بجائزة في مهرجان مهمّ وقيّم كهذا، خصوصا إذا ما كان ترشيحه من طرف لجنة تحكيم مشكلة من أسماء لها باع طويل في حقل السينما. إن اختياري كأحسن ممثلة كان مفاجأة جدّ سارّة بالنسبة إلي، إلى درجة لا يمكنك تخيّل حجم الفرحة والسعادة التي انتابتني حين سماعي الخبر. ماذا عن أبرز الأدوار التي أديتِها خلال مشوارك التلفزيوني؟ معظم الأدوار التي تقمّصتها خلال الأعمال التلفزيونية كانت ثانوية، ولكن مهما يكن فهي أدوار أكسبتني عددا لا يستهان به من المعارف والخبرات التي كنت أجهلها، فلولاها لما أدركت أن تجسيد دور رئيسي في عمل تلفزيوني ما، مسؤولية كبيرة، ينبغي على منتحله أن يكون واعيا بثقلها حتى يكون في مستوى الثقة الموضوعة فيه. وأما عن أبرز الأعمال التلفزيونية التي ظهرت فيها، أخصّ بالذكر مسلسل ''الغايب'' للمخرج دحمان بوزيد، ''الوهم'' لعبد الرزاق هلاّل، ''عندما تتمرّد الأخلاق'' للمخرج السوري فراس دهني وغيرها. على ذكر مسلسل ''عندما تتمرّد الأخلاق''، كيف تقيّمين تجربتك فيه بما أنه إنتاج مشترك سوري-جزائري؟ صدّقيني أنني لم أكن أخال يوما أن يتمتّع أشقاؤنا في سوريا بتلك الدرجة من الاحترافية، فقد وقفت مشدوهة أمام سرعتهم وخفتهم وكذا تركيزهم في العمل والتعامل على حدّ سواء، لفترة من الزمن، وهو ما أخلط عليّ أوراقي وجعلني أعيد النظر في بعض حساباتي، إلى أن تمكنت من استرجاع أنفاسي والتأقلم مع المحيط الذي كنا نشتغل فيه، حيث إن طريقة عملهم تختلف كثيرا عن طريقتنا نحن الجزائريين، فهم مثلا لا يضيعون ثانية واحدة قبل أو خلال أو بعد عملية التصوير، إذ بمجرّد فراغهم من تصوير مشهد ما ينتقلون مباشرة إلى المشهد الموالي، دونما ثرثرة أو تشويش على طاقم العمل. ولعل هذا ما يقودني للاعتراف بأنني أشعر بارتياح أكبر مع طاقم العمل الجزائري، ولكن بين هذا وذاك أجد أنه من الضروري علينا أن نحذوا حذوهم إذا ما كنا نريد التحلّي ولو ببعض ملامح الاحترافية. تتقمّصين حاليا دورا محوريا في مسرحية ''فوضى'' لمخرجها أحمد العقون؟ بلى، إن الدور المخوّل لي في هذه المسرحية التي تحمل توقيع المخرج أحمد العقون والمؤلف السوري عبد المنعم عمايري والمقتبس سمير سطوف، يكمن في فتاة فقدت والدها بعد أن أحبّته وتعلقت به كثيرا، فأصبحت ترى في كل الرّجال والدها. وهي ثالث عمل مسرحي بالنسبة إلي بعد ''الأستاذ كلينوف'' و''إنساوهيروستات''، هذه الأخيرة التي أحرزت من خلالها جائزة أحسن ممثلة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف طبعة 2007، ناهيك عن افتكاكي الجائزة الثانية في مسابقة ''علي معاشي'' سنة 2005 عن فيلم ''المنارة''.