دخل المخرج التونسي نصر الدين السهيلي السباق الرمضاني، من خلال مسلسل "بابور اللوح" الذي تم إنتاجه قبل سنتين، حيث تم بثه العام الفارط بمقابل مالي على المنصة الرقمية "يرى"، الأمر الذي أفقده فرصة الرواج والانتشار لدى المشاهد الجزائري بشكل عام. حيث تدور أحداث المسلسل الاجتماعي "بابور اللوح" الذي تم تصويره في ولاية وهران حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية الناتج عن الواقع المرير الذي يعيشه الشباب الجزائري، الذي يتخذ من قوارب الموت سبيلا للهرب والسفر بالطرق غير الشرعية بحثًا عن مستقبل أفضل، من دون التفكير في العواقب الوخيمة التي تتسبب في عديد القصص المأساوية للشباب وذويهم. يقدم العمل الاجتماعي "بابور اللوح" قصصا عن عديد شخصيات المسلسل على غرار "حسني" الذي يؤدي دوره الممثل عبد القادر جريو بتجسيد صورة الشاب الموهوب والمكافح الذي تضطره الظروف للعمل كبائع متجوّل لضمان عيش كريم له ولعائلته، بينما تشتغل زوجته سارة (ياسمين عماري) في صالون للحلاقة والتجميل، إلا أن الظروف القاسية التي يتعرض لها حسني تدفعه إلى التفكير في الهجرة غير الشرعية بمساعدة صديقه الممثل ناصر سوداني. كما يقدم المسلسل قصصا متفرعة تتناول عديد الحالات الاجتماعية اليومية كالضغط النفسي وقصص الحب المخفية كتلك التي يعيشها مصطفى لعريبي هروبا من ضغوطات الحياة الزوجية ليقع في غرام مغنية ملاه، بالإضافة إلى تسليط المسلسل الضوء على المحسوبية، الحقرة والتهميش، أبطالها ممثلون جزائريون مبدعون، على غرار عبد الحليم زريبع، فضيلة حشماوي، عزيز بوكروني، مصطفى لعريبي، سامية مزيان، أحمد مداح، ناصر سوداني، طارق بوعرعارة، محمد خساني، نوميديا لزول، سهيلة معلم وآخرون اجتمعوا في مسلسل اجتماعي أهداه فريق العمل إلى أرواح كل شباب الجزائر الذين ركبوا قوارب الموت، معتقدين أنها طوق النجاة فاختطفتهم أمواج البحر من ذويهم، ليكون المسلسل بمثابة مرآة لابتساماتهم، دموعهم، نجاحهم وخيباتهم التي جسّدها فريق العمل في شكل عمل درامي اجتماعي لنقل معاناة المواطن الذي لطالما بكاها في صمت. للتذكير، يعتبر مسلسل "بابور اللوح" ثاني تجربة درامية جزائرية للمخرج التونسي نصر الدين السهيلي بعد مسلسل "أولاد الحلال" الذي بث على قنوات الشروق في رمضان 2019، حيث حقق نجاحا ونسب مشاهدة قياسية، دفعت بالمخرج لخوض تجربة أخرى مع نفس الفريق من أمثال عبد القادر جريو، سهيلة معلم، أحمد مداح وغيرهم.