ينظم المجلس الأعلى للغة العربية ومخبر الترجمة وتعدد التخصصات بمعهد الترجمة، جامعة الجزائر، في 23 ماي الجاري، ملتقى وطنيا حول "الدراسات الترجمية في العالم العربي"، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية. جاء في ديباجة الملتقى، أن الدراسات الترجمية في الوطن العربي تشهد نقلة معتبرة خلال السنوات الأخيرة، فيلاحَظ فتح العديد من مسارات الدكتوراه والماستر في مجال الترجمة، في العديد من الجامعات العربية. كما يلاحَظ التواجد المتزايد للمقالات المكتوبة باللغة العربية حول موضوع الترجمية. وخير دليل ذلك الزخم الكبير والواسع الذي تواجهه المجلات العلمية في ميدان الترجمة، ناهيك عن الوتيرة العالية لمناقشة رسائل الدكتوراه في ميدان الترجمة، والتي تتراوح مواضيعها من دراسات وصفية ومقارنة، وأخرى تحليلية وثالثة ميدانية. كما يلاحَظ المجهود المستمر للباحث الجزائري في دمج المفاهيم الترجمية الحديثة في قاموسية العربي، وهذا ما أدى بمخبر الترجمة وتعدد التخصصات في جامعة الجزائر بالشراكة مع المجلس الأعلى للغة العربية، إلى اقتراح موضوع الدراسات الترجمية في الوطن العربي، أولا من أجل معرفة مستجدات الميدان على أساس دراسة زمنية، وثانيا من أجل البحث في ما إذا جاء الباحث العربي بمساهمات أثرت المكتبة الترجمية العالمية، أي هل عدد البحوث الكثيفة من حيث العدد أثرت في تطور الترجمة عربيا ثم دوليا، أم أن الباحث العربي لا يقوم إلا بنقل مفاهيم الغير إلى اللغة العربية، ولا تقتبس بحوثه أصالتها إلا في أنه جاء بها من لغة أجنبية إلى اللغة العربية؟ كما أشار القائمون على هذه الفعالية العلمية والثقافية، إلى أن في مرحلة ثانية يفتح مخبر الترجمة وتعدد التخصصات، المجال لتقديم بحوث في الترجمية في لغات أجنبية، وهذا في استكتاب دولي عنوانه "الدراسات الترجمية في الوطن العربي"، للتعريف بمساهمات العرب في لغات غير اللغة العربية. للإشارة، يهدف هذا الملتقى الوطني إلى عرض حال الترجمية العربية حاليا، ومحاولة تجديد المنحى الذي ستتخذه في السنوات المقبلة، وإن كانت البحوث الحالية مؤثرة أم أنها مجرد جرد لأعمال مستوردة في صيغة عربية. ويتضمن الملتقى عدة محاور، منها "التطور التاريخي للدراسات الترجمية في الوطن العربي"، و"مفاهيم الترجمية الرائدة في الوطن العربي"، و"مقارنة بين التقاليد الترجمية العربية وغير العربية (الآسيوية والأمريكية والأوروبية وغيرها)، و"سياسة الوطن العربي في الترجمة ونشرها"، و"الإجماع المصطلحي العربي في علم الترجمة"، و"سوق الترجمة العربية"، و"برامج تدريس الترجمة في الوطن العربي". ومن شروط المشاركة في الملتقى، أن تكون المشاركات باللغات العربية، أو الإنجليزية، أو الفرنسية أو الإسبانية، كما يجب أن يكون الملخص المقدم للمشاركة ضمن محاور الملتقى، وأن لا يتجاوز 200 كلمة، وأن يكون أصيلا، لا مستمَدا من أطروحة أو بحث آخر، وذا أصول علمية ومنهجية، وكذلك وجوب عدم تجاوز عدد صفحات البحث 20 صفحة، وأن لا تقل عن عشر صفحات. ويترأس الملتقى شرفيا البروفيسور صالح بلعيد. ويشرف عليه الدكتور ياسين فلو من مخبر الترجمة. وتتكون اللجنة العلمية من 25 دكتورا مختصا.