تتواصل تحضيرات استقبال موسم الاصطياف على مستوى ولاية جيجل، إلى غاية اللحظات الأخيرة لافتتاح الموسم، لأن المنطقة تستقطب ملايين المصطافين الوافدين من مختلف ربوع الوطن، إضافة إلى الأجانب، لما تتوفر عليه من إمكانيات سياحية هامة، تتنوع بين السياحة الشاطئية والجبلية، فضلا عن تجاوز الأزمة الصحية التي فرضتها جائحة "كورونا" خلال سنتي 2020 و2021، مما شكل هذه السنة، فرصة لإنجاح موسم الاصطياف، وتوقع إنزال كبير لزوار جيجل، وهي عوامل شكلت تحديا أمام المسؤولين لبعث الأنشطة الاقتصادية والسياحية من جديد. في هذا الصدد، رافقت "المساء" الجهود المبذولة من طرف بلدية جيجل، تحضيرا لإنجاح الموسم، من خلال توفير ظروف استقبال زوارها. بلدية جيجل عاصمة الولاية، واحدة من البلديات الساحلية التي تعكف منذ مدة على التحضير لموسم الاصطياف الحالي، الذي ينتظر افتتاحه بداية من شهر جوان الداخل، حسب ما كشف عنه رئيس المجلس الشعبي البلدي، بوخميس بلحيمر، في لقاء خص به جريدة "المساء"، حيث أكد أنه وتنفيذا لتعليمات والي جيجل عبد القادر كلكال، خلال اجتماع المجلس التنفيذي للولاية، بخصوص التحضير لموسم اصطياف سنة 2022، الذي أسدى تعليمات صارمة لرؤساء البلديات الساحلية، من أجل إنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، لاسيما مع تحسن الوضعية الوبائية، تم بخصوص توفير النظافة، تسطير برنامج خاص بموسم الصيف، نظرا لما تعرفه مدينة جيجل من إقبال كبير للزوار، حيث اقتنت البلدية 600 حاوية لرفع القمامة بسعة 240 لتر، و25 حاوية لرفع القمامة بسعة 120 لتر، وزعت عبر الأحياء، لأنه تتزايد في موسم الاصطياف النفايات المنزلية مقارنة بالأيام العادية. وبخصوص الشواطئ، أشار المتحدث إلى تخصيص غلاف مالي وإجراء مزايدة، شاركت فيها مؤسسات مصغرة من أجل التكفل بمهمة تنظيف الشواطئ، بداية من الفاتح جوان إلى غاية 30 سبتمبر، هذه المؤسسات تقوم بتنظيف الشواطئ من الساعة السادسة صباحا إلى الثامنة صباحا، ورفع كل مخلفات المصطافين في اليوم الماضي، من أجل ضمان راحة المصطافين عبر هذه الشواطئ ال 7 المسموحة للسباحة على مستوى الشريط الساحلي لبلدية جيجل . حملة تنظيف واسعة موازاة مع إحياء اليوم الوطني للنظافة المصادف ل22 ماي من كل سنة، نظمت بلدية جيجل حملة تنظيف كبرى، بمشاركة مختلف الهيئات والمواطنين ومختلف الفاعلين في المجتمع المدني، أشرف عليها والي جيجل، ومست العملية تنظيف مختلف أحياء وساحات وشواطئ مدينة جيجل، تحسبا لاستقبال موسم الاصطياف الذي اقترب موعد انطلاقه، وقد ساهم المشاركون في هذه الحملة، برفع القاذورات والأكياس البلاستيكية والقارورات، فضلا عن عمليات الطلاء التي مست مختلف حواف الأرصفة وبنايات مختلفة، حيث تم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل تنظيف عاصمة الكورنيش. تهيئة ظروف الراحة للمصطافين بالنسبة لتوفير الإنارة العمومية عبر الطرقات ومداخل مدينة جيجل والساحات العمومية، وكذلك الشواطئ، كشف محدث "المساء"، أن بلدية جيجل نالت حصة الأسد، مع تخصيص مبالغ مالية هامة لشبكة الإنارة العمومية، لتفادي النقص الفادح في مشكل نقص الإنارة وغيابها في بعض المحاور والأحياء، وذكر أن بلدية جيجل ستكون مضاءة طوال موسم الاصطياف، حتى يقضي المصطاف أيام عطلته في أريحية، مشيرا إلى تزامن ذلك مع تنظيم سهرات متنوعة، ستمكن الزوار من الاستمتاع بالحر نهارا، ومن لطافة الجو ليلا بالقرب من البحر، إلى جانب التجول على الشريط الساحلي، الذي يمتد من وادي المنشة إلى غاية وادي كسير، في وقت تتوفر بلدية جيجل على 7 شواطئ محروسة؛ 3 على مستوى الجهة الشرقية (الشلالوة ،التربة الحمراء، شاطئ عوقة) و3 شواطئ على مستوى الجهة الغربية (شاطئ وادي بوالنار، شاطئ لكريط وشاطئ المنار الكبير) وشاطئ كتامة المركزي، الذي يستقطب عددا هائلا من السياح في موسم الاصطياف. لوحات توجيهية لتحديد الشواطئ وأماكن التوقف أوضح السيد بوخميس بلحيمر أيضا، أنه تم تهيئة وترميم جميع مقرات المصالح الأمنية كالدرك الوطني، الأمن الوطني، والحماية المدنية، وتجهيزها، ووضع متصرفي الشواطئ بمراكز الحراسة، وربطها بمختلف الشبكات الضرورية (الماء والكهرباء والصرف الصحي)، كما انطلقت عملية تهيئة الحظائر لركن السيارات وتهيئة المرشات والمراحيض والأكشاك الموضوعة بالشواطئ، والساحات العمومية، وطلاء الأرصفة وممرات الراجلين، واقتناء الكميات اللازمة من الأعلام والرايات، حتى تعطي منظرا جميلا يليق بعاصمة الكورنيش. الجديد خلال موسم اصطياف هذه السنة، حسب رئيس المجلس الشعبي لبلدية جيجل، وضع إشارات توجيه لمعرفة المصطافين، وقد انطلقت مصالح البلدية في وضعها على مستوى الطرقات وعند مداخل مدينة جيجل ومختلف المحاور والأحياء، وكذا الشواطئ، وهي العملية التي قال بأنها ستستكمل قبل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، إذ تهدف إلى تسهيل تنقل زوار جيجل دون اللجوء إلى المواطنين أو مصالح الأمن، لمعرفة مكان الشاطئ المراد الاتجاه إليه، أو المكان الذي يريد زيارته، ووضع اللوحات الإشهارية الخاصة بمكان توقف السيارات في الطرقات ومختلف المحاور. عراقيل تواجه إنشاء مراحيض قامت البلدية باقتناء تجهيزات حضرية، وضعت على مستوى الساحات العمومية، على غرار المقاعد والكراسي، وتهيئتها وتنظيفها من أجل استراحة الزوار بهذه الفضاءات. بخصوص مشكل غياب المراحيض العمومية على مستوى الأحياء الكبرى لمدينة جيجل، أكد بوخميس بلحيمر، أن مصالح البلدية ومنذ العهدات السابقة، تتلقى عراقيل كبيرة من طرف المواطنين، تمنعهم من إنجاز مراحيض عمومية لفائدة زوار جيجل، وقد باشرت مصالحه هذه المرة، في وضع هذه المراحيض العمومية على مستوى الأماكن العمومية، كحي بومارشي، حي الفرسان، حي باب السور، حيث وجه في هذا الشأن، نداء عبر جريدة "المساء"، لمواطني مدينة جيجل، من أجل الكف عن هذه الاعتراضات التي تعرقل السياحة بجيجل، والعمل مع السلطات المحلية من أجل النهوض بالقطاع واستقبال زوارها في أحسن الظروف. معالم سياحية وتاريخية من جهته، كشف رئيس بلدية جيجل، أن عملية تهيئة الطرقات والمداخل المؤدية للشواطئ، قد انطلقت منذ مدة، حيث تم تهيئة مداخل على مستوى مزرعة قميحة إلى غاية مدخل المقاسب وحي موسى، مع تهيئة وتوسعة المدخل الشرقي لمدينة جيجل، على مستوى محور الدوران بمنطقة الكيلومتر الثالث، والمدخل الاجتنابي المؤدي إلى الشواطئ الشرقية وشاطئ كتامة المركزي، إضافة إلى تهيئة الحدائق العمومية، ووضع ثلاثة (معالم سياحية لشخصيات تاريخية؛ الشهيد رويبح حسين، محمد الصديق بن يحيى، المرحوم فرحات عباس) ووضعها على مستوى مداخل مدينة جيجل، وبساحة القدس، وضع معلم تاريخي لشهيد الدبلوماسية الجزائرية "محمد الصديق بن يحيى" بحكم قربه لمنزله وسط مدينة جيجل، مسقط رأسه، كما باشرت مصالح البلدية، بالتنسيق مع جمعيات تطوعية (جمعية محمد الطاهر ساحلي، النادي الرياضي كتامة، جمعية الرؤية للتنمية ورعاية الشباب والطفولة) في تهيئة وتنظيف المعلم التاريخي "سفينة بابا عروج"، تحسبا لموسم الاصطياف، خاصة أنه يستقطب الكثير من الزوار إليه، مع أخذ صور تذكارية. الواجهة البحرية في حلة جديدة أما فيما يخص الواجهة البحرية الجديدة "الإخوة عسعوس"، وسط مدينة جيجل، فأوضح رئيس البلدية، أنه تم الانتهاء من كل المرافق وربطها بمختلف الشبكات (وضع المقاعد، الإنارة العمومية، المساحات الخضراء، الطاقة الكهربائية، وشبكة المياه)، مع توفير مختلف الخدمات السياحية المطلوبة، لأن الواجهة البحرية تعتبر القبلة الأولى لزوار المدينة السياحية، خصوصا في الفترة الليلية، وحسبه، وبتوجيهات من الوالي، تبقى الواجهة البحرية مفتوحة ليلا نهارا، نظرا لتوفر الأمن، كما تم هذه المرة، منع دخول الدراجات وتركها فضاء للتجول مشيا فقط، والتمتع بنسمات البحر، حيث تم إنجاز وتهيئة الواجهة البحرية في حلة جميلة تليق بها، وسيتم استغلالها على أحسن وجه من حيث النشاط التجاري والسياحي وفضاء للفن الراقي، إذ سيسمح لفنانين في الرسم والموسيقى الهادئة بممارسة نشاطهم وإظفاء جو فني مميز على الواجهة البحرية، يجعل سياح جيجل مستمتعين في الليل والنهار بقضاء عطلتهم الصيفية بعاصمة كورنيش جيجل. برنامج ثقافي ورياضي ثري كما تم تسطير برنامج متنوع، بالتنسيق مع مديرية الثقافة ومديرية الشباب والرياضة على مستوى بلدية جيجل، من خلال تنظيم سهرات فنية في الهواء الطلق بساحة القدس، وبقاعة الشهيد"حمليل" وقاعة القلاسيي بحي 20 أوت، كما سيتم تنظيم دورات رياضية على مستوى ملعب "الرود"، وملعبين جواريين تم إسنادهما لمقاولة "ركيمة" من أجل إعادة تهيئتهما وفتحهما خلال موسم الاصطياف . توقع رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية جيجل بوخميس بلحيمر، أن يكون هناك إنزال كبير للزوار والمصطافين على شواطئ جيجل من مختلف ربوع الوطن، وحتى من أبناء الوطن في المهجر، والسياح الأجانب، لعدة أسباب، من بينها تعتبر القبلة المفضلة للسياح، لما تتوفر على مناظر طبيعية خلابة، علاوة عن تحسن الوضع الصحي الناجم عن جائحة "كورونا" الذي أدى إلى غلق المجال الجوي لمدة سنتين، حيث سيتمكن عدد كبير من المغتربين هذا الموسم، من قضاء عطلتهم الصيفية مع الأهل والأحباب، كما توجد تسهيلات للمصطافين لدخول مدينة جيجل، فالسياحة بمدينة جيجل عائلية، أي أن الإقامة عند المواطن أكثر من الإقامة في الفنادق، وهو ما يشجع المصطافين على قضاء عطلتهم الصيفية بها، خاصة مع توفر الأمن.