أحيت أول أمس الخميس الأسرة الثورية ببلدية معافة دائرة عين التوتة الذكرى الثالثة والخمسين لاقتحام وتدمير مركز الجيش الاستعماري الفرنسي من طرف جيش التحرير الوطني يوم 30 ماي 1956. وتميزت هذه الاحتفالات التي أشرفت عليها السلطات المحلية بحضور الأسرة الثورية والمخلدة للذكرى بالتوجه لمقبرة الشهداء ورفع العلم الوطني حيث تليت فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة المباركة. وتوجه المشاركون في الاحتفالات بهذه الذكرى للمعلم المخلد للذكرى بالمركز الاستعماري، حيث قدمت شروحات بالمناسبة حول عملية اقتحام المركز من قبل بعض المجاهدين الذين عايشوا هذا الهجوم. ونوه الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين مسعود عبيد في كلمته بالمناسبة بأهمية الذكرى بعدما استرجع جانبا مهما من تاريخ الثورة المباركة التي صنعها أبطال الثورة التحريرية بالمنطقة واعتبر عملية اقتحام المركز خطوة مهمة في كسب مواقع إستراتيجية لضرب الاستعمار الذي تكبد خسائر فادحة في عملية الاقتحام والتدمير التي تمت بإحكام وخلفت ذعرا كبيرا في وسط كتيبة المستعمر المشرفة على المركز. حيث تم القضاء على حوالي 40 جند يا فرنسيا من بينهم ضابط برتبة ملازم أول والتحق 17 عسكريا من المجندين الجزائريين بالجيش الفرنسي بصفوف الثورة فضلا عن الغنائم الحربية المتمثلة في كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، قطعتي مدفع هاون، ثلاثة رشاشات من نوع 24 /29 وحوالي 100 قطعة سلاح حربي من نوع "ماص". ورشاش49، وثلاثة أجهزة إرسال لاسلكي وكمية كبيرة من القنابل اليدوية. وتعد العملية حسب المجاهدين ممن حضروا مراسم الاحتفال بالذكرى ضربة قاسية للاستعمار الفرنسي الذي حول مدرسة ابتدائية ب"معافة" إلى ثكنة عسكرية مزودة بأحدث الأسلحة والذخيرة. للقضاء على الثورة في مهدها وإخضاع جبل "القرون" إلى رقابته الصارمة بعزل الشعب عن الثورة. وللإشارة فإن هذا العمل البطولي في هذه الليلة فقد فيه جيش جبهة التحرير الوطني أربعة مجاهدين استشهدوا في الهجوم التاريخي وهم حسن الجيجلي. علي عرعار. الطاهر مهماهي ومسعود البلاندي. بعدما نفذت خطة الهجوم بإحكام مع مجموعة من المجاهدين وعددهم 32 جنديا حيث تمت عملية الاقتحام بواسطة 08 مجاهدين من بينهم المجاهدين صالح زيداني وصالح بوزيدي اللذين لا يزالان على قيد الحياة بعد التخلص من أحد الحراس. وفي هذا السياق أكد المجاهد صالح بوزيدي بأن السبب الرئيسي الذي أدى بالمستعمر إلى إنشاء ثكنة "معافة" هومحاولة منع السكان من مساعدة جيش التحرير الوطني ورصد كل تحركاته، كما ذكر بالمناسبة بالدور الكبير الذي لعبه شباب المنطقة وقتها في تخريب الطريق المؤدي إلى بلدية معافة حتى يتأخر وصول العدو لنجدة عساكره المتواجدين في المركز. وفي ختام التظاهرات التي أقيمت بالمناسبة تم تكريم مجموعة من أبناء الشهداء والمجاهدين الذين قدموا خدمات جليلة للوطن من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. منهم قائد ناحية عين التوتة الشهيد البطل محمد الشريف بن عكشة وأعضاء اللجنة الشعبية الخماسية ممن أوكلت لهم مهمة العمل السياسي خلال الثورة.