أحيت ولاية باتنة أمس، الذكرى ال 54 لاقتحام وتدمير مركز الجيش الاستعماري الفرنسي ببلدية معافة بدائرة عين التوتة من طرف جيش التحرير الوطني و ذلك ليلة 30 ماي 1956. واستهلت الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى التي احتضنتها قرية الشهيد مسعود مذكور المدعو الغالي ببلدية معافة بقراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء ثم وضع باقة من الزهور على المعلم التذكاري الشاهد على هذه الملحمة التاريخية بالمنطقة. وأكد الأمين الولائي للمجاهدين مسعود عبيد بالمناسبة على أهمية هذه المحطة من كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمر الغاشم بمنطقة الأوراس، مشيرا إلى أن عملية اقتحام وتدمير المركز العسكري للعدو الفرنسي بمعافة كانت خطوة هامة لجيش التحرير الوطني في تلك الفترة لكسب مواقع إستراتيجية بغية ضرب الاستعمار الذي أقام هذا المركز لتشديد الخناق على الثورة بمنطقة الأوراس ورصد تحركات المجاهدين بالمنطقة. ومن جهته أعاد المجاهد الصالح بوزيدي الذي كان من بين الذين اقتحموا المركز منذ 54 سنة إلى الأذهان كيف تمكنت مجموعة من المجاهدين في منتصف ليلة 30 ماي 1956 من الهجوم على المركز وتحطيمه كلية بقيادة الشهيد صالح نزار. وذكر بالخسائر الهامة التي ألحقت بالعدو خلال تلك العملية من بينها القضاء على 40 جنديا فرنسيا أحدهم ضابط برتبة ملازم أول وكذا الاستيلاء على كمية كبيرة من الذخيرة الحربية قبيل الانسحاب حوالي الثانية صباحا من اليوم الموالي بعد فقدان المجاهدين لأربعة من منفذي هذا الهجوم البطولي. وأكد مجاهدو المنطقة أن المستعمر الفرنسي قام بتحويل مدرسة ابتدائية ببلدة معافة إلى ثكنة عسكرية زودها بأحدث الأسلحة و الذخيرة لعزل سكان المنطقة عن الثورة ووضع جبل لقرون تحت رقابته إلا أن الثورة التحريرية استطاعت أن تنتصر بفضل تضحيات أبنائها.