أشرف الدكتور ياسين ميرابي، وزير التكوين والتعليم المهنيين، أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالعاصمة، على مراسم افتتاح الصالون الوطني للتكوين والتعليم المهنيين، الذي تعرض خلاله منتجات وابتكارات المتكونين ويتم في إطاره التعريف بعالم الشغل للدفع بمجال الشراكة مع القطاع الاقتصادي، بغية تحقيق انسجام المنظومة التكوينية ومواكبتها مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية. أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، في كلمته بمناسبة افتتاح الصالون، أن "التكوين يعد استثمارا دائما لبناء وترقية المورد البشري"، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تأتي تنفيذا للبرنامج المسطر من قبل دائرته الوزارية، لتحقيق مسعى نوعية التكوين وجعله يساهم في جذب الشباب وتمكينكم من امتلاك المهن وتطوير قدراتهم الذاتية، تماشيا مع القواعد الجديدة للتنافسية الاقتصادية وكذا التحولات التقنية والتكنولوجية التي تشهدها البلاد والعالم عامة. واعتبر الوزير أنه "أصبح لزاما علينا اليوم تبنّي آليات تجعل من مخرجات القطاع، تتوافق مع المسارات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة للبلاد، مبرزا الأهمية الكبرى التي توليها الدولة لقطاع التكوين، لجعله وسيلة لترقية فرص تشغيل الشباب وتحريك الاقتصاد الوطني، من خلال الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل من اليد العاملة المؤهلة والتأطير النوعي في تلقين التكوينات التقنية والكفاءات الضرورية لاكتساب مهنة بالتنسيق مع المؤسسات الاقتصادية. وبشأن أهداف الصالون، ذكر ميرابي بأن "الفعالية تعد تثمينا للجهود المبذولة في مؤسسات التكوين خصوصا في خلق الأفكار والمشاريع الجديدة، التعريف بإنجازات شباب التكوين المهني وقدرته على الحفاظ على المهن والبراعة فيها، المحافظة على المهن الأساسية وتجويدها كونها تمثل هوية التكوين المهني، تحقيق التواصل الايجابي بين مختلف مؤسسات التكوين للتعاون والتطوير، الوقوف على إنجازات متربصي قطاع التكوين والتعليم المهنيين ومدى أهليتهم لسوق الشغل، مرافقة المؤسسات الاقتصادية لخريجي التكوين وإمكانية تبني إبداعاتهم واختراعاتهم وخلق تنافسية لدى مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين لزيادة الفعالية والتطوير والتحسين"، مؤكدا بأن التوجه نحو التكوين، كاستثمار دائم لبناء وترقية المورد البشري، يتطلب شراكة كل الفاعلين الرئيسيين من مؤسسات تكوينية، مؤسسات اقتصادية، وكالات دعم ومرافقة، وكذا الشركاء الاجتماعيين والمجتمع المدني. ويشارك في هذا الصالون عشرات العارضين من متربصين وخريجي مراكز ومعاهد التكوين، يعرضون منتجات تقنية مبتكرة وصناعات تقليدية، كما تتضمن التظاهرة تنشيط ندوات متخصصة في الميادين المرتبطة بالاختصاصات ذات الأولوية، لاسيما المتعلقة منها بالطاقات المتجددة، الرقمنة والفلاحة. وقد شهد قطاع التكوين والتعليم المهنيين، خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، حسب الوزير، تفعيلا لاتفاقيات الشراكة مع مختلف الشركاء، في شتى القطاعات وعلى شتى المستويات، وذلك قصد تحقيق الأهداف المشتركة والمتعلقة بتكوين المتربصين والمتمهنين، وإدماجهم في عالم الشغل، ومن خلال إنشاء المؤسسات الصغيرة، التي يبادر بها الشباب أصحاب المشاريع، والتي مكنت من النجاح في الإنتاج النوعي لكثير من المعدات والأجهزة والآلات والأدوات، التي تشكل احتياجات أساسية للمواطن. ودعا ميرابي المؤسسات العمومية والخاصة إلى إيلاء العناية اللازمة لخريجي قطاع التكوين والتعليم المهنيين، وبذل الجهود من أجل توفير مناصب شغل لكفاءات التكوين المهني، ومنه القضاء على شبح البطالة، وتنمية الاقتصاد الوطني، والتواجد ضمن أسواق الخارج الإقليمية ولم لا العالمية.