يدخل المخرج الجزائري المقيم بفرنسا، إلياس سالم، منافسة مهرجان الفيلم العربي في روتردام في دورتها التاسعة التي ستنعقد في الفترة الممتدة بين 10 و14 جوان 2009، وذلك بفيلمه الذي حقق نجومية كبيرة "مسخرة"، إلى جانب سبعة أفلام عربية أخرى قادمة من مختلف الدول لاسيما مصر، سوريا، المغرب، لبنان. والمعروف أن فيلم "مسخرة"، الذي ظفر بالعديد من الجوائز في المواعيد السينمائية الدولية الأكثر أهمية على غرار القاهرة ودبي، يخوض في قضية اجتماعية بأسلوب يجمع بين الفكاهة والجدية عبر قصة شاب جزائري يسكن احدى القرى النائية، يعلن أمام الملأ بعد ضغوطات كثيرة انه سيزوج شقيقته، المصابة بداء غريب وهو النوم المفاجئ ، من أحد الأثرياء ليصبح في غمضة عين محل اهتمام الجميع. ومن المنتظر أن يقف "مسخرة" هذه المرة أمام العديد من الأفلام المهمة في مقدمتها "خلطه فوزية" لمجدي أحمد علي والهام شاهين، إلى جانب "بصرة" لأحمد رشوان من مصر كذلك، و"حسيبة" لريمون بطرس و"الليل الطويل" لحاتم علي من سوريا، و"المر والرمان" لنجوى النجار من فلسطين، و" كازانيغرا" لنور الدين الخماري من المغرب، و"دخان بلا نار" لسمير حبشي من لبنان. وحسب المنظمين فإن فيلم حاتم علي "الليل الطويل" سيكون مفاجأة المهرجان التاسع للفيلم العربي في روتردام، حيث سيكون العرض العالمي الأول له ليسافر بعدها مباشرة إلى مهرجان "تاورمينا" في إيطاليا، أما فيلم افتتاح الدورة فسيكون تونسيا وهو "ثلاثون" للمخرج فاضل الجزيري وذلك في عرض عالمي بعد أن كان الفيلم قد عرض أول مرة في اختتام الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية أواخر السنة الماضية. وقد أسندت رئاسة لجنة الأفلام الروائية إلى درة بوشوشة، المنتجة السينمائية التونسية المعروفة ومديرة مهرجان قرطاج السينمائي، وستضم في عضويتها كلا الفنان الجزائري المقيم بالغربة حكيم طرايدية، والمخرج الفرنسي الجزائري الأصل عمور حكار، فضلا عن نجم السينما المصرية خالد أبو النجا. أما لجنة الأفلام الوثائقية فستترأسها "لاتيكا" الهندية مديرة مهرجان الأفلام الأسيوية والعربية في نيو دلهي، أما عضويتها فقد أسندت إلى المخرج والمنتج التونسي محمد منذر النمري والناقد العراقي قيس قاسم. وإلى جانب المسابقات ستشهد الدورة تنظيم ثلاث ندوات تخصص الأولى لمناقشة موضوع "الدراما التلفزيونية العربية وتقنيات السينما"، ويشترك فيها عدد من المخرجين العرب، من الذين اشتهروا بتوظيف تقنيات سينمائية في أعمالهم التلفزية أمثال المخرجين السوريين هيثم حقي وحاتم علي وباسل الخطيب، إضافة إلى المخرج المصري مجدي أحمد علي فيما يدير الندوة الناقد السينمائي عدنان أحمد. أما الندوة الثانية فستعالج قضية "سوق الفيلم العربي في أوربا" من خلال الوقوف على مشكلات إنتاج وتوزيع هذا الفيلم في البلدان الأوربية، وقد دعي لها جاك فان هينينجن، مدير صندوق الدعم السينمائي في روتردام، بالإضافة إلى رضوان الطاهري منتج هولندي شاب من أصل عربي، و"نوسة دير هارتوخ" موزعة أفلام عربية في هولندا. وقد خصصت الندوة الثالثة للحديث عن ملامح السينما الجزائرية الجديدة وتوجهاتها المتعددة المثيرة للتساؤل، وسيتحدث خلالها عدد من المخرجين الجزائريين، من المهاجرين والمقيمين في الوطن، من بينهم كريم طرايدية وفاطمة بلحاج ونادية البشري. وسيكرّم الفنان الجزائري المعروف سيد احمد أقومي في إطار تكريم المهرجان للسينما الجزائرية هذا إلى جانب كل من الفنانة إلهام شاهين أبو النجا وخالد النبوي من مصر، الممثل والمخرج الشاب محمد علي النهدي من تونس ، إلى جانب المخرج الكبير فاضل الجزيري وعدد كبير من المخرجين والنقاد والصحفيين العرب المعروفين. يذكر أن مهرجان الفيلم العربي في روتردام أضحى من أهم التظاهرة الثقافية العربية في أوروبا، وهو مهرجان مستقل تنظمه مؤسسة "فيلم من الجوار"، ولا يتلقى أي دعم مادي من أية دولة عربية.