نجح المنتخب الوطني في تحقيق انتصار جديد، مساء أمس، بتفوقه بثنائية نظيفة على نظيره التنزاني بالعاصمة دار السلام، ضمن الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2023، معززا رصيده من النقاط ضمن المجموعة السادسة الذي يتصدرها. وقد شهد الشوط الأول من المباراة انطلاقة محتشمة من المنتخبين الجزائري ومضيفه التنزاني، حيث اتسم اللعب بالحذر الشديد في وسط الميدان، من دون تسجيل محاولات هجومية خطيرة طيلة العشر دقائق الأولى. واضطر الناخب الوطني جمال بلماضي لإجراء أولى تغييراته على التشكيلة الوطنية، بإقحام آدم زرقان مكان زميله سفيان بن دبكة في الدقيقة 16، بسبب تعرض الأخير لإصابة إثر تدخل عنيف نوعا ما من أحد لاعبي المنتخب التنزاني. وتواصل اللعب بعدها بين المنتخبين بنسق ضعيف دون أي فعالية تذكر، رغم أن رفقاء القائد إسلام سليماني حاولوا إيجاد الثغرة في دفاع منتخب تنزانيا، عبر الاعتماد على توغلات الجناح السريع آدم وناس، الذي شكل تهديدا حقيقيا في عدة مرات على مرمى الخصم. وكانت أخطر لقطة للتنزانيين في الدقيقة 31، بعد توزيعة نزوما التي وجدت اللاعب ساماتا الذي حاول مخادعة الحارس مبولحي برأسية، لكن كرته مرت جانب القائم. وقبيل نهاية شوط المباراة الأول، كثف "الخضر" من محاولتهم الهجومية من أجل فك شيفرة دفاع تنزانيا، خاصة عبر الرواقين الأيمن والأيسر، ليتحصلوا على مخالفة في الدقيقة 45+1، نفذها يوسف بلايلي وحولها ماندي نحو زميله بن سبعيني، الذي أسكنها الشباك برأسية محكمة، مانحا التقدم لكتيبة المحاربين، لتنتهي المرحلة الأولى بتقدم أشبال بلماضي بهدف دون رد. في الشوط الثاني، حاول كلا المنتخبين الوصول إلى الشباك والتهديف، حيث سعى أصحاب الأرض المدعمين بجمهورهم العودة في النتيجة، فيما عمل الخضر على تعزيز تفوّقهم، حيث أجرى ال"كوتش" بلماضي تغييرا ثانيا بإخراج آدم وناس وإشراك الشاب عمورة مكانه، الذي تمكن في الدقيقة 57 من التوغل على الجهة اليسرى وتوزيع الكرة لبلايلي، لكن رأسية هذا الأخير مرّت جانبية. وأنقذ الحارس رايس مبولحي مرماه من هدف محقق في الدقيقة 62، عقب تسديدة أحد اللاعبين التنزانيين، حولها إلى ركنية ببراعة. ليقوم عقبها بلماضي بتبديلين في الدقيقة 72، أشرك بلال خلالها بلال براهيمي مكان إسلام سليماني واحمد توبة مكان رامي بن سبعيني. وكاد البديل براهبمي أن يخادع حارس منتخب تنزانيا في الدقيقة 77، بعدما راوغ أحد المدافعين وسدد بقوة، باتجاه القائم الأيمن للحارس التنزاني الذي أبد الكرة بصعوبة. وفي الدقيقة 79، قرر الكوتش بلماضي إجراء تغيير جديد في الهجوم بالاعتماد على العنصر بن عياد مكان بلايلي لتنشيط القاطرة الأمامية. عقب ذلك، رمى المحاربون بكل ثقلهم في الهجوم، بغية إضافة هدف ثان، حيث شنّ زملاء براهيمي عدة هجمات كلّلت إحداها بهدف، بعد هجمة قادها اللاعب عمورة الذي استغل في الدقيقة 90 كرة مرتدة من دفاع المنتخب الوطني وتوغل داخل منطقة الفريق الخصم، قبل أن يسدّد كرة ارتطمت بالقائم وعادت لبراهيمي الذي فضل تمريرها مجددا لعمورة.. هذا الأخير سدّد بقوة وأسكن الكرة في الشباك، معززا تفوّق المنتخب الوطني، بإصابة ثانية، لتنتهي المواجهة بنتيجة هدفين لصفر، ويعزز بذلك الخضر صدارتهم للمجموعة السادسة برصيد 6 نقاط ظفروها في لقاءين. وهو انتصار يعيد الثقة والروح لكتيبة المحاربين من جديد.