انسحب الجيش الفرنسي رسميا، أمس، من "ميناكا" الواقعة إلى شمال شرق مالي وسلم مفاتح القاعدة العسكرية بهذه المنطقة إلى القوات المالية، ضمن المرحلة ما قبل الأخيرة للانسحاب النهائي لقوة "برخان" من الأراضي المالية. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية، الجنرال باسكال لاني، في تصريحات صحافية أمس بأن الجنود الفرنسيين سيغادرون مالي إلى الأبد "في نهاية الصيف" مع نقل قاعدتهم الرئيسية في "غاو" إلى القوات المسلحة المالية. من جانبها، قالت هيئة الأركان الفرنسية إن مغادرة ميناكا "تم بشكل جيد وبأمان وشفافية تامة وذلك في وقت تواجه فيه قوة برخان هجمات إعلامية منتظمة تهدف إلى تشويه عملها ومصداقيتها". ولكنها أوضحت بالمقابل، أن "إعادة تنظيم قوة برخان ومغادرة قاعدة ميناكا بعد قاعدة "غوسي"، لا يمثل خروج الجيوش الفرنسية من منطقة الساحل والصحراء"، مشيرة إلى أن "ضمان الالتزام بمحاربة الإرهاب إلى جانب دول المنطقة بناء على طلبها... تظل أولوية مطلقة". للإشارة، فان القوات الفرنسية كانت انسحبت من قاعدة "غوسي" الواقعة في شمال مالي الى الجيش المالي شهر أفريل الماضي وقبلها سلمت قواعدها في "تومبوكتو" و"تيساليت" و"كيدال" ضمن مراحل إنهاء عملية "برخان" لمكافحة الإرهاب. وكان الجيش الفرنسي افتتح قاعدة ميناكا عام 2018 في إطار مواصلة مهمة "برخان" لمكافحة الارهاب. وتقع في المنطقة المسماة ب "الحدود الثلاثة" التي تضم الى جانب أراضي شاسعة من مالي مناطق من النيجروبوركينافاسو. وتعتبر شديدة السخونة في ظل تنامي الأنشطة الإرهابية وتحوّلها إلى معاقل خلفية للمجموعات المسلحة لتنفيذ هجماتها في منطقة الساحل. لكن بعد تدهور العلاقات بين باريس وباماكو التي اتهمت قوة "برخان" بالفشل في اداء مهمتها في مكافحة الإرهاب بعد أكثر من ثماني سنوات من تواجد القوات الفرنسية في مالي ومنطقة الساحل، اضطرت القوات الفرنسية للانسحاب التدريجي من الأراضي المالية وتسليم مختلف قواعدها لنظيراتها المالية. في سياق آخر، ارتفعت حصيلة ضحايا هجوم مسلح استهدف السبت الاخير مركزا للشرطة في جنوب شرق مالي إلى ثمانية أشخاص من بينهم عنصران من الجمارك وستة مدنيين. وحسب مصادر محلية، فإن هذا الهجوم الذي وقع في منطقة "كوتيالا" قرب الحدود مع بوركينا فاسو التي تعاني بدورها من انتشار الجماعات المسلحة والذي نفذه إرهابيون مفترضون "خلف ثمانية قتلى من بينهم عنصرا جمارك وستة مدنيين وأربعة مصابين بجروح بليغة وجميعهم مدنيون". وقام المسلحون الذين قدموا بالعشرات على متن دراجات نارية وشاحنة بالاستيلاء على سيارة جمركية أثناء انسحابهم كان بداخلها عنصر جمارك وستة أسلحة رشاشة ولم تحدد المصادر ذاتها مصير الجمركي.