الدولة اليهودية وقيامها في فلسطين كانت الفكرة المؤسسة لاحتلال هذه القطعة من الوطن العربي، وهي عقيدة الصهيونية العالمية ودين المسيحية المتصهينة الذي لا تحيد عنه، وها هي الحكومة اليمينية الاسرائيلية تكرسها على أرض الواقع وتشرع لها.. ويفترض أن تكون سياسة حكومة ناتنياهو- ليبرمان إعلان حرب على دول الطوق بالدرجة الأولى وعلى العالمين العربي والاسلامي بالدرجة "الأولى كذلك" لأن فيها فرض لاستطيان الفلسطينيين في دول الجوار ثم إعلان الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين وهكذا تكون الحلقة قد اكتملت لإقامة الدولة اليهودية كما نصت عليها الأدبيات الصهيو- مسيحية والاستراتيجيات الاستعمارية ودللت عليها الحماية المطلقة لأمن إسرائيل وإطلاق يدها في الساحة العربية وغض الطرف عما تفعله يوميا بأبناء الشعب الفلسطيني من أعمال إبادة وحصار وتجويع.. لقد جاءت سياسة ناتنياهو لتلغي حتى التنازلات العربية التي تتالت طيلة مسار المفاوضات، والغريب في الأمر أنه جاء بسلسلة من المفارقات العربية أطرفها تصديق العرب للوعود الأمريكية بصفة خاصة والدول الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط بصفة عامة في الوقت الذي يكذب الواقع هذه الوعود مرة تلو المرة علاوة على أن اسرائيل تبادر إلى رفضها قبل أن يجف حبرها. وبهذا التعنت الاسرائيلي والتساهل العربي ضاعت القضية وضاعت معها الأرض وتهودت الدولة؟!..