حذّر ممثل جبهة البوليزاريو بكاتالونيا، عابدين بشرايا، من أن موقف الحكومة الإسبانية السلبي الأخير من قضية الصحراء الغربية، يؤثر بشكل كبير على استقرار شمال إفريقيا ويشجع على زعزعة أمن المنطقة. وقال الدبلوماسي الصحراوي خلال مشاركته في مؤتمر منظمة منصة "لا للحرب" الذي احتضنته عاصمة الإقليم برشلونة، أن "قرار رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ضد الشرعية لا يغير من الطبيعة القانونية للنزاع في الصحراء الغربية وهي مسألة تظل تحت مسؤولية الأممالمتحدة وتُعالج وفق مبدأ تصفية الاستعمار". وفي مداخلة له بالمؤتمر الذي شهد مشاركة إلى جانب الحضور الصحراوي ممثلين من مالي وفلسطين وبعض القوى الكاتالونية، أبرز بشرايا أن "الدول يمكن أن تتنازل عن حقوقها دون أن تُخلّ بالتزاماتها" في إشارة صريحة إلى المسؤوليات الثقيلة المترتبة على الحقبة الاستعمارية الإسبانية في الصحراء الغربية التي تظل على عاتق مدريد. وقال في هذا السياق: "نحن الصحراويون نؤمن بمشروعنا الوطني العادل في تقرير المصير والاستقلال ونحظى بدعم القانون والشرعية الدوليين والعدالة". وفي خطابه لدعاة السلام والداعين لوقف النزاعات المسلحة عبر العالم، أكد الدبلوماسي الصحراوي أن "الحرب الحالية التي نعيشها في الصحراء الغربية مفروضة علينا وستستمر طالما استمر احتلال الصحراء الغربية"، مذكرا بأن الشعب الصحراوي "أمهل المجتمع الدولي أكثر من ثلاثة عقود من الزمن جانحاً للسلام علّ الجهود الأممية تتكلل بإيجاد تسوية نهائية للنزاع وفق مقتضيات ومواثيق الأممالمتحدة". وخلص بشرايا إلى أن ما حصل بأن "جبهة البوليزاريو وجدت نفسها أمام خيار الرد على الخرق المغربي السافر لوقف إطلاق النار بمنطقة الگرگرات شهر نوفمبر 2020، عندما حاول الاحتلال المغربي مرة أخرى فرض واقع استعماري جديد بقوة الضم ضاربا عرض الحائط كل جهود السلام". وفي سياق توسع دائرة التضامن مع عدالة القضية الصحراوية، أجمعت الجالية الصحراوية المقيمة بفرنسا على أهمية وحدة الصف وتكييف أساليب العمل مع متطلبات المرحلة الجديدة التي يحتدم فيها الصراع مع العدو على كل الجبهات. وعبرت الجالية الصحراوية بفرنسا، خلال تخليد الذكرى 52 لانتفاضة الزملة التاريخية الموافقة ل17 جوان من كل عام واليوم الوطني للمفقود، عن تمسكها القوي بالحق الطبيعي والمشروع في تقرير المصير للشعب الصحراوي، مشيدة في الوقت نفسه، بتضحيات جيش التحرير الشعبي الصحراوي في الجبهات الأمامية. كما جدّدت التضامن مع "المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية وجماهير شعبنا في المدن المحتلة وجنوب المغرب ومخيمات العزة والكرامة". وفي سياق متصل، دعت وفود أجنبية مشاركة في المؤتمر التاسع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية المنعقد بمخيمات للاجئين الصحراويين أمس، الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "التعجيل بتصفية الاستعمار بالصحراء الغربية". وطالب عديد المدعوين الأجانب خلال اليوم الثاني من أشغال المؤتمر، بضرورة تحرك المجتمع الدولي وإيجاد أساليب جديدة من أجل الضغط على الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي لإيجاد حلّ سريع للنزاع القائم بالصحراء الغربية.