شنت كل من مصالح الدرك والأمن الوطنين بولاية بومرداس، حملات مداهمة واسعة على مستوى العديد من الشواطئ، لمحاربة الاستغلال غير القانوني لها، حيث أسفرت تلك العمليات عن حجز أعداد كبيرة من الشمسيات والكراسي والخيم. وتأتي هذه العملية بهدف وضع حد ل«عصابات الشواطئ" وهي الحملة التي تتواصل طيلة الموسم الصيفي لضمان راحة المصطافين، وفق مصادر من هاتين الهيئتين الأمنيتين. نفذت مصالح الدرك الوطني، خلال الأيام الأخيرة، حملات مداهمة فجائية لحجز الخيم والشمسيات والكراسي الموضوعة بطريقة غير شرعية على مستوى الشواطئ، حيث تأتي هذه العملية تنفيذا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في مراسلة بتاريخ 15 جوان 2022، تتضمن التأكيد على مجانية الشواطئ ومحاربة الاستغلال غير الشرعي لهذه الفضاءات الاستجمامية. والملاحظ أنه رغم الإقرار بمجانية الشواطئ وفتحها للجميع. إلا أن مجموعة من الشباب حولوا بعض الشواطئ إلى ملكية خاصة تدر عليهم أرباحا كبيرة دون وجه حق، أي دون الحصول على رخصة قانونية أو حق الامتياز يسمح لهم بممارسة هذا النوع من النشاط التجاري، فيما يشبه عملية قرصنة لهذه الشواطئ. وهو ما لاحظته "المساء" في شاطئ "الجوهرة" و«الصخرة السوداء 3-التشينة"، ببلدية بومرداس، حيث يرفض بعضهم أن تضع العائلات شمسياتها في المكان المرغوب على الشاطئ بحجة أنه "مملوك لهم لوضع الشمسيات"، أو أن يقوم "قراصنة الشواطئ" بنصب أعمدة الشمسيات على طول الشاطئ دون وضع الشمسية، وهكذا يملكون كل تلك المسافة بالقرب من البحر، مما يجبر العائلات على البحث عن مكان آخر لنصب شمسياتهم. حجز خيم وشمسيات... ومداهمات متواصلة تحدثت "المساء" في هذا الموضوع، إلى النقيب مريم مديني المكلفة بالاتصال على مستوى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لبومرداس، التي أكدت أن حملات مداهمة الاستغلال غير القانوني للشواطئ متواصلة طيلة الموسم الصيفي، وهذا تنفيذا للتعليمات الصادرة في المجال، وللتأكيد على محاربة ظاهرة الاستغلال السياحي للشواطئ بدون حق امتياز عبر إقليم اختصاص الدرك الوطني. ولفتت المسؤولة، في هذا الصدد، إلى أن بداية العملية كانت بمداهمة الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني ببرج منايل لشواطئ "كاب جنات"، حيث أسفرت العملية عن حجز 250 خيمة، و30 شمسية و40 كرسيا وطاولتين، مع توقيف 3 أشخاص بتهمة الاستغلال السياحي للشواطئ بدون حق امتياز، تلتها عملية مماثلة لوحدات كتيبة الثنية بمداهمة شواطئ الصغيرات، وحجزت خلالها 94 طاولة، و64 شمسية، و156 كرسي، و36 خيمة، ثم عملية لكتيبة بومرداس بمداهمة شواطئ الصخرة المفتتة والقرصان، حيث حجزت خلالها 44 خيمة، و123 شمسية، و284 كرسي و17 طاولة. نفس العملية، نفذتها وحدات الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بدلس، من خلال مداهمة شواطئ "ليصالين" التابعة لكل من بلديتي دلس وأعفير، وأسفرت العملية عن حجز 53 شمسية، و210 كرسي، و48 طاولة، إضافة لعملية مماثلة لكتيبة بودواو بمداهمة شواطئ بن عبد الله وسيدي الخيثر ببودواو البحري، كما أسفرت العملية عن حجز 151خيمة، و63 شمسية، و81 كرسيا، و9 طاولات، تضاف لها عملية أخرى بشاطئ المامارين بنفس البلدية، تم خلالها حجز 46 طاولة، و120 كرسي، و4 خيم، و96 شمسية. وتتم عمليات المداهمة هذه -تضيف محدثتنا- في الصباح الباكر قبيل توافد أوائل المصطافين على الشواطئ، وذلك في إطار محاربة مستغلي الشواطئ بطرق غير قانونية ممن يفرضون منطقهم، ويحرمون المصطافين خاصة العائلات من الاستمتاع بعطلتهم على شاطئ البحر. وفي المقابل، شنت نفس المصالح، عمليات موازية لوضع حد للاستغلال غير القانوني لحظائر السيارات، حيث يقوم شباب باستغلال الشواطئ بطرق غير شرعية إذ يجبرون المواطنين على الدفع مقابل ركن سياراتهم، وتابعت النقيب مريم مديني في هذا الصدد بقولها: "إن بعض البلديات الساحلية أعطت حق الامتياز لبعض الشباب لاستغلال الحظائر بالقرب من الشواطئ، مع تحديد السعر ب100دج، إلا أن الواقع يشير إلى استغلال هؤلاء الشباب للمصطافين الوافدين على بعض الشواطئ، بإجبارهم على دفع تسعيرة مضاعفة تقدر ب200 دج، خاصة أيام عطل نهاية الأسبوع التي تعرف توافدا قياسيا للمصطافين. مصالح الأمن أيضا في الموعد ومن جهتها، شنت مصالح الأمن لولاية بومرداس، مؤخرا، عمليات ردع للمخالفين على مستوى الشواطئ التابعة لإقليم الاختصاص وعددها 5 موزعة بالواجهة البحرية، حيث أفاد بيان عن خلية الاتصال والعلاقات العامة في هذا الشأن، أن العمليات التي تقوم بها عناصر الشرطة المكلفين بتأمين الشواطئ الخمسة، انطلقت منذ بداية موسم الاصطياف من خلال مرافقة العائلات والمصطافين الوافدين على هذه الشواطئ، وذلك بمنع التجاوزات الممارسة من قبل أشخاص مشبوهين يفرضون قوانين عشوائية على المواطنين لكراء الشمسيات والكراسي دون وجه حق، حيث تم في هذا الصدد، حجز 34 شمسية و32 كرسيا، مع تحويل مالكي هذه المعدات والوسائل إلى المصالح المختصة وإنجاز ملفات قضائية ضدهم. ويضيف البيان، أن مصالح أمن ولاية بومرداس، وضعت كل فرقها العاملة في الميدان في حالة تأهب قصوى، من أجل تسهيل دخول وخروج المواطنين من مستعملي الطرقات إلى هذه الشواطئ، مع توجيههم وتنظيم التوقفات لمنع الاكتظاظ والازدحام في الطرقات. ومن جانب آخر، تعمد مصالح الشرطة إلى توجيه الزائرين بضرورة التواصل مع أمن الحواضر المتواجدة على مستوى الشواطئ من أجل التدخل في أي طارئ محتمل. كما كثفت مصالح الأمن كذلك، تواجدها داخل حظائر السيارات في كل من "حظيرة بوزقزة" و"حظيرة جيلالي بونعامة" وعلى طول الشريط الساحلي لمنع التجاوزات المتعلقة بنشاط الحظائر غير الشرعية.. وكله من أجل ضمان راحة المصطافين طيلة موسم الاصطياف 2022.
