قرر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم حصر العضوية في لجنة تحضير المؤتمر التاسع للحزب المحتمل عقده بداية العام القادم في أعضاء الهيئة التنفيذية ال121، ودعا من جهة أخرى القيادات والمناضلين إلى تفويت الفرصة عن المتربصين بالحزب وعدم الوقوع في فخ الإشاعات التي تطلقها بعض الأطراف من أجل إضعافه. وترأس السيد بلخادم أمس بفندق الأروية الذهبية أشغال الدورة العادية للهيئة التنفيذية المخصصة لتقييم أداء الحزب في الحملة الانتخابية للرئاسيات، والتحضير للمؤتمر التاسع، وفي هذا السياق علمت "المساء" من مصادر مطلعة أن الأمين العام حصر العضوية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر في أعضاء الهيئة التنفيذية فقط وذلك قصد إبعاد كل احتمال يصب في اتجاه التشويش على هذا الحدث السياسي الهام في حياة الحزب. وستتفرع من هذه اللجنة أربع أو خمس لجان تتكفل بتحضير لوائح المؤتمر منها بيان السياسة العامة والنظام الداخلي للمؤتمر. ومن جهة أخرى تناول السيد بلخادم في كلمته أمام أعضاء الهيئة التنفيذية في أول التئام لهم بعد الانتخابات الرئاسية مسائل اعتبرها حيوية بالنسبة للمستقبل السياسي للحزب وبدأها من موقف حزبه من الانتخابات الرئاسية، وقبل ذلك في دعوته الى تعديل الدستور، وتأسف كثيرا للانتقادات "اللاذعة والمغرضة " الموجهة للأفلان من طرف الطبقة السياسية، وأشار الى أن الوقت أنصف الحزب وتحقق ما كان يصبوا إليه من خلال تعديل الدستور والفوز الساحق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالانتخابات، وقال "إن النجاح اللافت المحقق في الرئاسيات أبطل جميع ادعاءات الطبقة السياسية بشأن طروحات الآفلان". وفي سياق حديثه عن الرئاسيات أوضح السيد بلخادم أن تجربة التحالف الرئاسي كانت إيجابية بالنسبة للحزب من منطلق أنها ساهمت في إبراز قدرته في التجنيد، وكذا مدى التزامه بالانضباط في إطار هذا التكتل. ودعا مناضلي وقيادات الحزب الى بذل المزيد من الجهد قصد الحفاظ على نفس وتيرة العمل، وحث منتخبي الحزب على النزول الى الميدان والتقرب من المواطنين والبحث عن حلول لمشاكلهم. وحول التحضيرات الخاصة بالمؤتمر شدّد الأمين العام للأفلان على ضرورة تجاوز الانسداد الذي تعرفه تسع محافظات وبعض القسمات، وأعلن عن إجراءات سيتم اتخاذها لتسوية تلك الوضعية بعدما تم استنفاذ جميع إجراءات "الصلح" بين المناضلين، وأوضح أن عملية التحضير لهذا الموعد يجب أن تأخذ في الحسبان نقطة واحدة تتعلق بكيفية "منح الحزب المزيد من القوة والمناعة وضمان رص الصفوف"، وحسبه فإن انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة المنتظر إجراؤها نهاية العام الجاري تستدعي أيضا التحضير لها جديا من خلال تنظيم الصفوف على المستوى المحلي، داعيا كل المنتخبين الى ترك الحسابات الشخصية جانبا والتفكير في كيفية الحفاظ على مكانة الحزب كقوة سياسية أولى في البلاد. وفضلا عن ذلك حذّر الأمين العام للأفلان من حملات تستهدف الحزب في تواجده وفي استقراره، دون أن يذكر الجهات التي تقف وراء تلك الهجمات وقال "ان حزب جبهة التحرير الوطني مستهدف من طرف بعض القوى التي لم تهضم النجاح الذي حققه في الفترة الأخيرة بدءا من الدعوة الى تعديل الدستور وترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة الى النجاح الباهر الذي حققه الحزب في الحملة الانتخابية الأخيرة". وأضاف "ان تلك الحملة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وما يهمنا نحن هو كشف من يقف وراءها وليس من يقودها" وحسب السيد بلخادم فان من يقف وراء تلك الإشاعات يرمي الى "النيل من الحزب وليس الأشخاص"، وعدّد الكثير من تلك الإشاعات ولخصها في محاولة البعض إثارة صراعات بين قيادات الحزب، وحذر في هذا الإطار من تورط مناضلي الحزب في تلك الحملات وقال "لا ينبغي أن نُضرب بأيدينا". وانتقد كذلك الأصوات التي تشكك في نضال قيادات الآفلان في حرب التحرير الوطني، وذكر بأن وتيرة تلك الحملات عرفت منحى تصاعديا في المدة الأخيرة بهدف زعزعة استقرار الحزب على بعد أشهر من عقد المؤتمر التاسع. وختم السيد بلخادم كلمته بالتأكيد على أن حزب جبهة التحرير الوطني الذي "يفتخر بأن تكون شهادة ميلاده بيان أول نوفمبر سيبقى قائما والحارس على الثوابت الوطنية للأمة".