استفادت عديد المشاريع بالمدينة القديمة قسنطينة، من رفع التجميد، بعد سنوات من الانتظار، وهي المشاريع التي تدخل ضمن مشاريع "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، التي جرى تجميدها بسبب الأزمة المالية التي مرت بها البلاد، حيث رُفع التجميد عن 8 مشاريع بغلاف مالي فاق 300 مليار سنتيم، من بينها بيت العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس بالسويقة. في السياق، أوضح السيد زيتوني لعريبي مدير الثقافة بولاية قسنطينة، في تصريح ل"المساء"، أنّ هذه العملية جاءت، بعد الملف الذي قدّمه والي قسنطينة لمصالح الوزير الأوّل، بشأن رفع التجميد عن مشاريع ترميم المدينة القديمة، مضيفا أنّ العملية ستشمل في مرحلتها الأولى 8 مشاريع، في انتظار حصول مشاريع أخرى على أغلفة مالية بعد نهاية المرحلة الأولى من الترميمات التي ستشمل مباني أثرية وزوايا، أزقة، فنادق عتيقة وحمامات، داخل المدينة القديمة وخاصة بالسويقة. ويرى مدير الثقافة أنّ انطلاق أشغال ترميم العديد من المعالم بعاصمة الشرق، التي طال انتظارها من محبي هذه المدينة، يعدّ مكسبا لقسنطينة، بالنظر إلى أهمية هذه الأماكن في تاريخ المدينة من جهة وأهميتها الثقافية وحتى السياحية، حيث من شأنها أن تعيد الروح إلى قلب المدينة الضاربة في أعماق التاريخ والتي تعدّ من المعالم المصنّفة على الصعيد الدولي. وستشمل عمليات الترميم، حسب مدير الثقافة، بالإضافة إلى مدرسة الكتانية، عددا من المعالم البارزة بعاصمة الشرق، على غرار منزل العلامة عبد الحميد ابن باديس، الذي يعدّ من أبرز معالم المدينة القديمة ويمكن أن يكون قطبا سياحيا بامتياز بالنظر إلى سمعة الرجل ومكانته العلمية، سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد العربي وهو المكنى برائد الإصلاح العربي. كما ستشمل العلمية، وفق السيد لعريبي، دراسة ومتابعة أشغال ترميم البيوت المتفرّدة التي خصّص لها غلاف مالي في حدود 35 مليار سنتيم، دار الدباغة، الطاحونة و"دار زليخة" المعروفة باسم "الدايخة بنت الباي"، المتواجدة بالحي العتيق سيدي عفان وبالتحديد بالمنطقة المعروفة بكوشة الزيات بحي السويقة، وهو المنزل الذي كان من المفروض أن تنطلق عملية ترميمه، ضمن عملية تشمل عديد المباني، سنة 2014، في إطار التحضيرات لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية "2015، حيث أخلي من قاطنيه، قبل أن يتوقّف المشروع وتجمّد جميع العمليات الخاصة بالترميم داخل المدينة القديمة. من جهته، كشف السيد لمين قروي، مدير مصلحة التراث، أنّ مديرية الثقافة، أطلقت، مؤخرا، عرضين وطنيين عبر الجرائد، يخصان صفقتي دراسة ومتابعة أشغال ترميم حمام سوق الغزال وحمام بن طوبال، مضيفا أنّ الغلاف المالي الخاص بالمشروعين كان في حدود 20 مليار سنتيم، وانطلقت عديد العمليات على غرار ترميم بعض المساجد والزوايا، وقال إنّ هناك تفاوتا في تقدّم الأشغال، وكانت الأولوية في اختيار المشاريع، خاصة بالعمليات التي انطلقت فيها الأشغال وتوقفت بسبب قرار التجميد، قبل الذهاب إلى المشاريع التي لم تنطلق بها بعد العمليات. وحسب السيد قروي، فإنّ عملية الترميم أُعيد منحها لمديرية الثقافة، بعدما كان في السابق في عهدة مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، كما حوّلت عملية ترميم المدينة القديمة السويقة وبعض الأزقة، المدرجة ضمن هذه العملية، إلى مديرية التجهيزات العمومية، التي ستتابع هذا الملف، في حين ستتابع مديرية الثقافة العمليات الأخرى بما فيها عمليات ترميم الزوايا التي تشمل التجانية العليا والسفلى، زاوية باش ترازي، زاوية السيدة حفصة والزاوية العيساوية.