احتضنت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، مساء أول أمس، تأبينية خاصة لروح القائدة الكشفية لفوج "الإرشاد" الفقيدة دنيا بوحلاسة، التي توفيت ليلة الإثنين الماضي، في المستشفى الجامعي ابن باديس متأثرة بالحروق الخطيرة التي أصيبت بها خلال إنقاذها للأطفال الكشفيين الذين حاصرتهم النيران التي اندلعت بمدينة القالة خلال الأسابيع الماضية. التأبينية التي نظمها المجلس الأعلى للشباب بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، عرفت حضور كل من والي الولاية ورئيس المجلس الأعلى للشباب وممثلي المجالس البلدية والولائية، فضلا عن فعاليات المجتمع المدني والأسرة الكشفية وعائلة الفقيدة. وأعلن خلالها رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، عن قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمنح أعلى وسام للفقيدة وهو وسام "محمد بوراس" الكشفي، مع تسمية عدد من الأفواج الكشفية عبر الوطن باسم الفقيدة دنيا بوحلاسة، ليبقى خالدا في ذاكرة المجتمع، كما تم منح سكن اجتماعي لعائلة بوحلاسة، كعربون وفاء وشكر لهذه الفتاة الشجاعة المناضلة. وجرت التأبينية في جو مهيب بحضور عدد كبير من المواطنين، حيث تم الترحم على روح الفقيدة البطلة التي اعتبروها مثالا للمرأة الجزائرية المعروفة بالتضحية والشجاعة، وتم خلالها التنويه بخصال القائدة بوحلاسة المعروفة بأخلاقها وطيبتها، حيث أكد كل من المحافظ الولائي للكشافة الاسلامية ورئيس المجلس الأعلى للشباب، خلال كلمتيهما أنها "ستبقى مثالا يقتدى به في الشجاعة والتضحية بالنفس في سبيل إنقاذ أرواح الناس وإنقاذ الوطن". للتذكير فقد أصيبت القائدة الكشفية رفقة 7 قادة كشفيين آخرين خلال قيامهم بعملية إجلاء عشرات الأطفال الكشفيين من نفس الفوج كانوا في رحلة ترفيهية انطلقت من مخيمهم في عنابة إلى الحديقة المائية بالطارف، قبل أن تحاصرهم النيران في سياق الحرائق التي مست المنطقة، ما تسبب في إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة في جميع أنحاء جسدها، فضلا عن الصعوبات في التنفس بسبب استنشاقها لكمية كبيرة من الدخان استدعت ربطها بجهاز للتنفس الاصطناعي، بعد أن حولت من مستشفى الطارف إلى عنابة ثم إلى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، مع زملائها المصابين لتلفظ أنفاسها الأخيرة بعد توقف قلبها عن النبض بمصلحة الحروق بعد 5 أيام من المقاومة، فيما لايزال 3 من زملائها في وضعية خطرة، حيث علمت "المساء" أنه تم نقل قائد كشفي أول أمس، إلى مستشفى عين النعجة العسكري بالنظر لخطورة إصابته.