تعتبر خدمة توفير الفواكه في غير موسمها للنساء المتوحمات، من الخدمات التطوعية التي أصبحت تلقى رواجا وإقبالا كبيرين في المجتمع، كونها تؤمن للحامل طلبها في حينه، ورغم أن البعض يقدمها بمقابل كنوع من التجارة، فإن آخرين يتطلعون من ورائها للظفر بالدعوة الصالحة ولا ينتظرون جزاء، وإنما أملا في تقديم خدمة إنسانية للغير، والعينة من ولاية معسكر لعائلة جبلي. تقول السيدة ريمة جبلي، في بداية حديثها مع "المساء"، إن الدافع الذي جعلها تتخصص في هذه الخدمة التطوعية الإنسانية، إن صح التعبير، هو رغبتها في توفير فواكه في غير موسمها لكل الباحثات عنها وبالمجان، لأنها حرمت من هذا الشعور ولم ترزق بأطفال، وسبق لها أن وقفت على معاناة بعض النساء للحصول على طلبهن، بينما يتعذر على أخريات شراؤها لارتفاع أثمانها، حيث يصل سعر حبة الخوخ إلى 3 آلاف دينار، تقول "لذا قررت رفقة زوجي أن نتطوع لتلبية حاجة الباحثات عن هذه الفواكه"، مشيرة إلى أنها تقوم بهذه الخدمة منذ سنتين، حيث لقيت ترحيبا كبيرا، خاصة بعدما راجت عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتلقى طلبات من مختلف ربوع الوطن، للحصول على الفواكه. وعن كيفية تأمين الفاكهة في غير موسمها، أشارت المتحدثة إلى أنها تعمل رفقة زوجها بموسم الشتاء على تخزين الفواكه الشتوية، حيث تكون متوفرة بكثرة وبأسعار مناسبة، خاصة ما تعلق منها بالبرتقال والرمان، الذي يكثر عليه الطلب كثيرا من النساء اللواتي يتوحمن في فصل الصيف، وفي هذا الموسم يتم أيضا تخزين مجموعة من الفواكه، خاصة بهذا الفصل، وتلقى طلبا كبيرا عليها في موسم الشتاء، كالبطيخ الأحمر والخوخ. من جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أن التخصص في توفير الفواكه للنساء المتوحمات، من الأنشطة التجارية التي تلقى رواجا كبيرا بولاية معسكر، لكنها اختارت رفقة زوجها التخصص فيها من باب التطوع، وفتحت الباب حتى للمحسنين الذين رغبوا في دعم هذه المبادرة، وتقول "يتم تزويدنا ببعض الفواكه، حتى من بعض الفلاحين الذين يقدمون بعض الفواكه مما تنتجه حقولهم كصدقة، ومن ثمة يتم تخزينها وحفظها لتكون حاضرة عندما تبحث عنها النساء"..