تعج الأسواق الشعبية خلال هذه الأيام التي تسبق الدخول المدرسي، بعدد هائل من العائلات التي تتوافد أفواجا رغم الحرارة الشديدة، لاقتناء المستلزمات المدرسية؛ في تقليد دائما يأتي قبيل بداية الدراسة، ليسابق أرباب العائلات الوقت، للظفر بكل الضروريات، ومحاولة التوفيق بين ما يحتاجونه وما هو متوفر من الميزانية، تحسبا لارتفاع أسعار هذه المنتجات، نظرا لتراجع القدرة الشرائية بسبب تداعيات كورونا. ضبط الباعة النظاميون منهم والفوضويون، العقارب على موسم الدخول المدرسي، حيث انتعشت، كما كل عام، تجارة اللوازم المدرسية، من محافظ ومآزر وأدوات، وباتت المحلات المتخصصة والخيم المنصوبة هنا وهناك، وجهة العائلات لتزويد أبنائهم المتمدرسين ب "كل" أو "بعض" يلزمهم. وتعرف الأسواق الشعبية عرض مختلف الأدوات المدرسية، ففي جولة قادت "المساء" إلى ساحة الشهداء، اتضح ب "محل الرحمة" الطلب الهائل على السلع المعروضة، إذ يبدو أن رغم الوفرة الكبيرة للسلع المختلفة من كراريس وأقلام ومستلزمات الهندسة والرسم وكذا المحافظ التي لم يتعد سعر أغلى واحدة 3 آلاف دينار، إلا أنها بيعت منذ أولى ساعات النهار. وغير بعيد عن هذا المحل كانت المنافسة في الأسعار أكثر شدة، كيف لا وقد تفنن عارضو تلك السلع في التنويع بين المحافظ ومختلف الأدوات المدرسية، التي سجلت ارتفاعا، وصفه الأولياء ب "الجنوني"، لا سيما المحافظ والكراريس، حيث وصل سعر بعض كراريس الحجم الكبير إلى 450 دينار. وتباينت أسعار الكراريس الأخرى بين 190 دينار و250 دينار، حيث أبدى الأولياء الذين صادفتهم "المساء" بالسوق، دهشتهم من الأسعار الخيالية، لا سيما للعائلات التي تضم عددا كبيرا من المتمدرسين، الذين لا بد لهم من توفير كل حاجياتهم منذ الأسبوع الأول للدخول المدرسي، مشيرين إلى أن توفير أدوات الابتدائي أهون من المتمدرسين في المتوسط والثانوي. أما عن أسعار المحافظ فحدّث ولا حرج، فتراوحت بين 4800 دينار و6 آلاف دينار، ووصل سعر البعض إلى 9500 دينار. ومن جهتهم، أكد بعض الباعة بتلك المحلات وحتى أصحاب الطاولات المنصوبة هنا وهناك، أن ارتفاع الأسعار راجع إلى ارتفاع سعر استيرادها، إلى جانب تراجع العرض أمام الطلب، حيث أشاروا إلى وجود نقص كبير في السلع، ورغم رداءة بعض السلع المعروضة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنها تشهد ارتفاعا محسوسا في الأسعار. وعلى جانب آخر، أكد الأولياء أن "أسواق الرحمة للأدوات المدرسية" التي اهتدت إليها وزارة التجارة وترقية الصادرات، هذه السنة، ستكون مبادرة حسنة، من شأنها تخفيف أعباء الدخول المدرسي عن العائلات متوسطة الحال، معربين عن أملهم في نجاح هذه المبادرة، التي لن تتم إلا بالتزام كل التجار بتعهدهم في المشاركة، سواء تجار الجملة أو التجزئة، مع توفير الكميات الكافية من تلك الأدوات، لمنافسة ارتفاع الأسعار في المحلات الأخرى. والجدير بالذكر أن هذه التظاهرة الاقتصادية التضامنية لبيع المستلزمات المدرسية، جاءت بعد الارتفاع الفاحش وغير المبرر في أسعار الأدوات المدرسية أسابيع قبل الدخول المدرسي، بعد أن استغل مضاربون تأخر وصول شحنات الاستيراد للمضاربة بأسعار المستلزمات المخزنة لسنوات مضت.