أعربت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع عن استغرابها من التسارع "المدهش والخطير" لخطوات التعاون المغربي مع الكيان الصهيوني والتي تستهدف كل القطاعات من دون استثناء، على رأسها التعاون العسكري. واستنكرت الجبهة المغربية، اتفاق التطبيع الذي "رهن سيادة الوطن للكيان المجرم، وعلى رأسها التعاون العسكري، وخاصة بعد مشاركة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية في مؤتمر عسكري في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة". وندّدت الجبهة بمختلف أنشطة التطبيع الأخرى على غرار "تنظيم جولة في المغرب لفرقة مسرحية من يافا لعرض منتوجها المدسوس بالسم الصهيوني على المغاربة وغيره من أشكال التعاون الرياضي والاقتصادي والتجاري". وأعربت الجبهة المغربية عن قلقها من تداعيات جرائم مكتب الاتصال للكيان الصهيوني بالرباط المتورط في فضيحة أخلاقية، مستنكرة صمت وزارة الخارجية والنيابة العامة بل عدم مناقشة الحكومة الموضوع كما أقر بذلك الناطق الرسمي باسمها رغم الغضب الشعبي الكبير والعار الذي لحق بالمغرب وشعبه. ودعت القضاء المغربي إلى تحمّل مسؤولياته وفتح تحقيق مع المجرمين الصهاينة بمكتب الاتصال بالرباط، مطالبة بإغلاقه في نفس الوقت الذي أكدت عزمها مواصلة العمل حتى إسقاط اتفاقيات التطبيع وفرض قانون يجرمها. وفي هذا السياق أكد الكاتب المغربي المتخصص في شؤون التطبيع، هشام توفيق، أن الحملة التي يشنّها نظام المخزن ضد مناهضي التطبيع دليل على فشل هذا الأخير في ظل الرفض الشعبي العارم له وإصراره على طرد الصهاينة من المملكة، خاصة وأن كل المعطيات تؤكد أنهم أصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على أمن واستقرار البلاد. وابرز هشام توفيق في مقال له أن نظام المخزن اصبح يستهدف بصورة مفضوحة مناهضي التطبيع والداعمين للقضية الفلسطينية والمنافحين عن حقوق الشعب المغربي، بالتزامن مع عملية مشابهة يقوم بها الكيان الصهيوني في مدينة جنين المحتلة ضد المقاومين الفلسطينيين. واستدل في حديثه عن استهداف المخزن لمناهضي التطبيع في المغرب باستدعاء الشرطة المخزنية للناشط الحقوقي، حسن بناجح، الذي يعد من أبرز وجوه الفكر والميدان الحقوقي للدفاع عن الشعب الفلسطيني. ويرى الكاتب المغربي أن "هذا الفعل المخزني الشنيع الهدف منه كسر أمواج أحرار الشعب المغربي والقوى الحية والمؤسسات المناهضة للصهيونية، لينتقل التضييق من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحصار على أرض الواقع باستهداف أرباب الكلمة المؤثرة في الشعب المغربي إيجابا المطالبين بمنح المغاربة حقوقهم والمحذرين من نتائج إدخال الاحتلال وطاعون التطبيع إلى المغرب".