توالت ردود الفعل الدولية المثمنة لتوقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان الجزائر" الذي توّج أشغال مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية المنعقد من 11 إلى 13 أكتوبر الجاري، تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، معتبرة إياه خطوة إيجابية لوضع حد للانقسام الذي أضعف القضية الفلسطينية منذ 15 عاما، في حين أعربت عن تقديرها الكبير لدور الجزائر في ابرام هذا الاتفاق بالنظر إلى الوزن الدبلوماسي الذي تحظى به في المنطقة. رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بتوقيع الفصائل الفلسطينية، على وثيقة "إعلان الجزائر"، باعتباره "تطوّرا مهما على طريق تحقيق المصالحة الفلسطينية التي يتطلع جميع العرب إلى تحقيقها"، مشيدا بالدور الذي اضطلعت به الجزائر في التوصل إلى هذا الإنجاز الطيب. وأوضح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن "المحك الآن يكمن في تطبيق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه"، مشيرا إلى أن "الانقسام المستمر منذ 15 عاما أضعف القضية وأن إنهاء الانقسام يعد السبيل الأساسي والوحيد لاستعادة صلابة الموقف الفلسطيني إزاء ما يواجه القضية الفلسطينية من تحديات كبرى". وأضاف أن "الجامعة العربية تناشد جميع الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم السياسية، إنهاء هذا الانقسام الضار بالقضية والعمل بجدية على تنفيذ ما جاء بالوثيقة الجديدة". وأكد البرلمان العربي من جهته، أن "إعلان الجزائر" يعد خطوة إيجابية ومهمة على الطريق الصحيح نحو استعادة الوحدة الفلسطينية، مثمنا عاليا ما تقوم به الجزائر من جهود مقدرة لرعاية ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية. وأشاد البرلمان العربي في بيان أمس ب"إعلان الجزائر" واستجابة الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني والتوقيع على وثيقة "إعلان الجزائر" باعتبارها "خطوة إيجابية ومهمة وخطوة على الطريق الصحيح نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ولمّ الشمل الفلسطيني، فضلا عن أنه يمثل ورقة قوة للموقف الفلسطيني ونزع ذرائع وخطط وإجراءات القوة القائمة بالاحتلال للبدء بعملية سياسية جادة وحقيقية تفضي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس". وأضاف أن "هذا الإعلان جاء استجابة لجهود الجزائر التي نجحت في تقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين"، مثمّنا ما تقوم به الجزائر من جهود مقدرة لرعاية ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية والتي تعزز، جهود الدول العربية وتأسيس شراكة حقيقية بين أبناء الشعب الفلسطيني للوصول إلى نهاية حقبة الانقسام وتحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني. وجدد البيان دعم وتأييد البرلمان العربي للجهود التي تقوم بها الجزائر في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، في حين ناشد الفصائل الفلسطينية بالعمل بجدية على تنفيذ ما جاء بوثيقة "إعلان الجزائر" لاستعادة الموقف الفلسطيني الموحد لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية. وأشادت الجمهورية الإسلامية الموريتانية من جهتها بتوقيع الفصائل الفلسطينية على اتفاق المصالحة برعاية الجزائر، مثمّنة في هذا الصدد الجهود الحثيثة التي بذلها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للمّ الشمل الفلسطيني وتحقيق هذا النجاح التاريخي، من خلال تذليل كل الصعوبات التي تعترض سبيل لم الشمل الفلسطيني. كما هنأت الحكومة الموريتانية "الأشقاء الفلسطينيين على استجابتهم لنداء المصلحة الفلسطينية المشتركة واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات وتكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية". ورحبت سلطة عمان من جانبها بتوقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان الجزائر"، مؤكدة دعمها الكامل لكل الخطوات الرامية إلى تحقيق الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق. * م. خ أحزاب ومنظمات وطنية تثمن التوقيع على "إعلان الجزائر".. المصالحة الفلسطينية.. فخر واعتزاز جزائري ثمنت أحزاب سياسية، أمس، التوصل إلى "إعلان الجزائر"، المتوج ل"مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، المنعقد بالجزائر العاصمة ، داعية اللي ضرورة "التمسك" ببنوده والتصدي لكل المناورات الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية. وبارك حزب جبهة التحرير الوطني الإعلان، مبرزا "نضال الشعب الفلسطيني على مدار عقود من أجل استرجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". ودعا مختلف الفصائل الفلسطينية إلى "التمسك ببنود هذا الإعلان المهم والتاريخي"، والعمل على "تثمين نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجليلة وعدم التفريط في وحدته وتمسكه بأرضه ومقدساته". ونوه الحزب بنتائج هذا اللقاء الذي "جمع الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها على أرضية اتفاق وتفاهم صلبة، وعلى أرض الجزائر المجاهدة، قبلة الأحرار وكعبة الثوار، وفي نفس القاعة التي شهدت يوم 15 نوفمبر 1988 إعلان الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية". ولم يفوت حزب جبهة التحرير المناسبة ليتوجه إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون ب "جزيل الشكر والعرفان على مبادرته التاريخية وتدخله بثقله السياسي والفكري، وعلى كل مجهوداته في رعاية هذا المسعى النبيل، ووقوفه الشخصي من أجل تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، وسد الفجوات بينها"، مبرزا أنه بذلك "يقوم بواجبه الوطني والقومي الذي ما فتئ يشرف الجزائر، ذات المكانة المحترمة والوزن الثقيل. بدورها أعربت حركة النهضة عن "ارتياحها" حيال "المبادرة التي قامت بها الجزائر لإنهاء الانقسام ولم شمل الفصائل الفلسطينية بغرض تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة العدوان الصهيوني على الأرض والمقدسات". كما عبرت عن "فخرها الشديد" بتحقيق هذا "الإنجاز التاريخي في الجزائر، الذي يضاف لما تم تحقيقه قبل أربعين سنة، عندما تم الإعلان عن قيام دولة فلسطين من على أرض الشهداء"، مشيرة إلى أن الجزائر "تحقق مرة أخرى إنجازا يحسب للشعب وللقيادة ولرئيس الجمهورية". بدورها ثمنت الرابطة الوطنية لطلبة الجزائريين، التوقيع على "إعلان الجزائر"، متقدمة ب"خالص الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية حول المساعي التي يبذلها من أجل نصرة عدالة القضية الفلسطينية، وكشف حقائق ممارسات الاحتلال الصهيوني الغاشم". وأكدت بأن "إعلان الجزائر" يشكل "محطة مهمة" لبعث الروح في القضية. * ق. س أكدت استعدادها للتعاون ووصفت المصالحة بالمشجعة.. إشادة غربية بالدبلوماسية الجزائرية أثنت دول ومنظمات غربية على نجاح الجزائر في لم الشمل العربي، تتقدمها روسياوالصين ومكتب الاتحاد الأوروبي بالضفة الغربية وقطاع غزة، توقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان الجزائر" ب "المشجع". وصف ممثل الاتحاد الأوروبي في بيان "نتائج المحادثات الفلسطينية التي جرت بالجزائر" والتي انتهت بالتوقيع على "إعلان الجزائر" ب"الأنباء المشجعة"، مؤكدا استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم جميع الجهود في هذا الاتجاه. كما دعا الفصائل الفلسطينية إلى "تكثيف الجهود نحو تحقيق وحدة سياسية فلسطينية فاعلة والاتفاق على جدول زمني لإجراء انتخابات وطنية ديمقراطية، حيث أنها أساسية لضمان الشرعية الديمقراطية للممثلين السياسيين والمؤسسات الفلسطينية". ورحبت وزارة الخارجية الروسية، بدورها ب"إعلان الجزائر"، المنبثق عن "مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، معتبرة أنه يفتح الطريق أمام تحقيق الوحدة الفلسطينية. وأعرب بيان الوزارة عن تقديره الكبير لدور الجزائر في إبرام الاتفاق، الذي يفتح الطريق أمام تحقيق الوحدة الفلسطينية على أساس منظمة التحرير الفلسطينية، التي تعتبر الممثل الوحيد الشرعي للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وفي الشتات"، مؤكدا أن موسكو "لطالما أيدت وحدة الصفوف الفلسطينية حول (...) منظمة التحرير الفلسطينية". وأضاف أن هذه الوحدة تهدف "إلى ضمان دفاع الفلسطينيين بشكل أكثر فعالية عن حقوقهم الوطنية المشروعة والمساهمة في تهيئة الظروف اللازمة لإجراء مفاوضات بناءة من أجل تحقيق تسوية شاملة ودائمة للنزاع بأسرع وقت. ورحبت الصين من جانبها بتوقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان الجزائر"، مشيدة بالجهود التي تبذلها الجزائر في هذا الصدد. وأكدت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، خلال ندوة صحفية، أن بلادها "تدعم دائما المصالحة الداخلية لفلسطين، وتبقى على قناعة بمساهمة هذه المصالحة في تحقيق الوحدة الفلسطينية وتعزيز مباحثات السلام" بين فلسطين والكيان الصهيوني. * ي. س