لاداعي للإصابة بالذهول إذا بقيت ضاغطا على منبه سيارتك المسترسل الصوت ليبتعد أحدهم من الطريق وتلاحظ أنه لا يستجيب، لأنه بكل بساطة يضع سماعات جهاز "الأم بي 3 أو "الأم بي4" على أداء واجبها زيادة على ضعف إدراك الشخص بسبب تركيز اهتمامه على "الديجي" الذي يسكن أذنيه!! للأسف إنها الحقيقة التي تفرض نفسها بقوة وتقرع أجراس الخطر حول جيل من الشباب اختار صحبة الأجهزة المسجلة السمعية أو السمعية البصرية في كل الأماكن، بالمدرسة، الشارع، قاعات الشاي، أثناء ممارسة الرياضة وعند ركوب الحافلة، حيث تحاصرك الأصوات المنبعثة من الأجهزة من هنا وهناك· ويتساءل المراهقون والشباب خلال هذه الأيام في "قعداتهم" عن الجهاز الجديد الذي يحمل اسم MP5 الذي يحمل تقنية التصوير كونه مزودا بكاميرا إلى جانب خدمة الصوت والصورة إلا أن سعره الملتهب يبقى حجر عثراء أمام عشاق المسجلات، حيث يصل سعره إلى 10 آلاف دج· وربما كان سر سهولة استعمال هذا النوع من الأجهزة وحفاظها على الشحن لمدة يوم كامل إلى جانب إمكانية التحميل في أقل وقت ممكن بحيث يكفي تركيب كابل الجهاز السمعي بالكمبيوتر ليصبح جاهزا للإستعمال وبحوزته أكثر من 250 أغنية وأكثر من 30 فيديو كليب وكوكتال من النكت والسكاتشات وقطع مضحكة من المسرحيات، والجدير بالذكر أن بعض الأجهزة التي تحمل الجودة العالمية ذات قدرة عالية تفوق تحميل 2000 صوت وهو الأمر الذي يضمن خدمة متنوعة طوال اليوم، وربما حتى آخر دقيقة قبل النوم، حيث غدا عشاق ومدمنو "الأمبيات" يعتبرونها مهدهدا للنوم"· ورغم غلاء الكثير من أنواع "الأم بي3" و"الأم بي4"، حيث ينطلق السعر الأولي من 2000 دج وهي أسعار الأجهزة البسيطة ذات الشكل العادي وسعر3500دج للأجهزة المتوسطة الحجم من نوع "MP4" وأخرى كبيرة من نفس النوع ويتعدى سعرها 6800 دج بشاشة كبيرة الحجم لعرض الفيديو أوالصوربقدرة استيعاب عملاقة تقدر بواحد جيفا بايت· وأكد لنا السيد عبد المجيد تاجر في الآلات الإلكترونية أن الأجهزة المسجلة تلقى رواجا كبيرا من طرف المراهقين والشباب وحتى الأطفال الذين يأتون رفقة عائلاتهم لاختيار الجهاز الذي تظهر له ضواحك الصغير فور استلامه· وأضاف محدثنا قائلا "غالبا ما يتم اقتناء الأجهزة المعقولة السعر والتي تمتاز بخاصية الفعالية في تحميل الأغاني أو الأصوات في حين يختار الشباب الأجهزة السمعية البصرية للترفيه عن أنفسهم"· والغريب في الأمر أن عملية تعبئة الجهاز بالأغاني أصبحت الشغل الشاغل للأطفال والمراهقين والشباب وهذا ما أكده لنا سفيان صاحب مقهى أنترنت بديدوش مراد، أن نادي الأنترنت الذي يعمل به يستقبل يوميا أكثر من أربعين شخصا يعملون على تحميل مقاطع الفيديو والأفلام أوالمقاطع المضحكة من المسرحيات وكذا الأغاني الجزائرية، الشرقية الراب والأرنبي، في حين يطلب منه الأطفال والمراهقون مساعدتهم في عملية التحميل التي يعتبرونها صعبة في البداية، ويضيف محدثنا قائلا "هناك من يغير البرامج المخزنة بجهازه مرة في الأسبوع في حين يختار البعض الآخر التغير يوميا خصوصا بعد اكتشاف مواقع تحميل جديدة وعن الخطر الذي تسببه الأجهزة السمعية للكمبيوتر قال: كثيرا ما تصادف أجهزة المقهى أنواعا جديدة من الفيروسات التي يضعف برنامج الحماية أمامها كون الأجهزة المسجلة القابلة لالتقاط الفيروسات تشكل خطرا على الأجهزة المعلوماتية وأنا شخصيا أحمد اللّه لأن كل الأجهزة مدعمة ببرنامج حماية، لكن ما مصير الجهاز غير المحمي·· أكيد الهلاك!! في حين لم يخف الكثير من الآباء تذمرهم بسبب الهوس الذي أصيب به أبناؤهم بعد تعودهم على الجهاز الذي أصبح يرافقهم منذ لحظة الإستيقاظ حتى النوم· إلى جانب دخولهم في نفق الشرود التام والعصبية حيث يصبح الطفل أو المراهق عصبيا جدا وفي حالة استنفار·تقول السيدة ذهبية "منذ مدة بدأ ابني يشكو من الآلام على مستوى الأذن واضطررت لأخذه إلى الطبيب الذي أوصاه بضرورة الإبتعاد عن الأصوات الصاخبة لأكبر مدة زمنية ممكنة زيادة على تراجع تحصيله الدراسي والسبب هو جهاز ال MP3الذي أهداه له والده دون أن يعرف أنه سيكون سببا في المشاكل·وأكد الدكتور ب· عمر طبيب عام أن فرط استعمال هذا النوع من الأجهزة يؤثر على حاسة السمع ويؤدي إلى خلل في السمع والتهاب في طبلة الأذن وحتى ثقب الغشاء الموجود بها، زيادة على الإضطراب والقلق الذي تترجمه النرفزة والعصبية·