تعزّزت الاستثمارات القطرية في الجزائر، بدخول مشروع بلارة للحديد والصلب مرحلته الثانية، وإطلاق مشروع إنجاز مستشفى جزائري – قطري – ألماني، ينتظر أن يوفر خدمات صحية عالية الجودة وبأحدث التكنولوجيات للجزائريين. عرفت العلاقات الاقتصادية بين الجزائروقطر دفعة جديدة تزامنا مع عيد الثورة التحريرية، بعد التدشين الرسمي لمشروع توسعة مصنع الحديد والصلب بلارة بجيجل، وإعطاء إشارة انطلاق إنجاز المستشفى المشترك، من طرف قائدي البلدين الرئيس عبد المجيد تبون والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اللذين أكدا برعايتهما لهذا الحدث وجود إرادة سياسية قوية لتعزيز التعاون الثنائي ورفعه إلى مستويات أعلى. للإعلان عن هذه الاستثمارات، تم تنظيم حفل يوم الثلاثاء الماضي على هامش القمة العربية التي احتضنتها الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر الجاري بحضور قائدي البلدين، عرضت خلاله أهم تفاصيل المشاريع الجديدة، ولاسيما المستشفى المشترك، الذي بدأت أشغال إنجازه فعليا بمنطقة سيدي عبد الله على مساحة 10 هكتارات. واعتبر وزير الصحة عبد الحق سايحي إنجاز هذا المستشفى الذي يسع 400 سرير و20 قاعة للجراحة، بالشراكة بين الجزائروقطر وألمانيا، سيساهم في تعزيز المنظومة الصحية بتقديمه لخدمات صحية عالية الجودة ولاعتماده على معايير عالمية وآخر التكنولوجيات في مجال الطب، مؤكدا العمل على تسريع وتيرة إنجازه، على أمل أن يكون هذا المشروع فاتحة لمشاريع تعاون أخرى في المجال الصحي بين البلدين. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة "استثمار القابضة" القطرية محمد معتز الخياط، إن هذا المشروع يبرهن على عمق العلاقات بين البلدين ويدعم في الوقت ذاته رؤية قطر الوطنية 2030، ويعزز تطوير القطاع الصحي في الجزائر. وأشار إلى حرص المجموعة على تطوير هذا الصرح الطبي الكبير، وفق أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم الرعاية الصحية، مع التركيز على أسس الرعاية الإنسانية وفق المعايير العالمية، مشدّدا على الالتزام بتقديم خدمات تعنى بالمريض وتسهم في توفير نمط حياة صحية أفضل. وينتظر أن يقدّم المستشفى مختلف مستويات الرعاية الصحية الأولوية والثانوية والتخصصية، إلى جانب الاختصاصات المتطوّرة والعناية المركزة للحالات الصعبة وخدمات الإسعاف المتخصّصة والصحة الأسرية والتطبيب. وتم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء المستشفى في الخامس أكتوبر الماضي بين مجموعة "استثمار القابضة" القطرية - من خلال شركتها المتخصصة بالرعاية الصحية "الغانسيا هيلث كير" - ومديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر، وذلك تجسيدا للاتفاق الذي تم خلال الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالمجيد تبون إلى الدوحة في شهر فيفري الماضي، والذي تدعم بإنشاء لجنة متابعة لتنفيذ المشروع وباقي المشاريع الاستثمارية القطرية الضخمة في ديسمبر الماضي، بتوجيهات من رئيس الجمهورية، سعيا إلى رفع العراقيل الإدارية وتوفير مناخ لتنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارة. من جانبه، يعد مشروع الحديد والصلب ببلارة، أحد أهم الاستثمارات القطرية في الجزائر وفي إفريقيا، وقد تم الإعلان عن تدشين مشروع توسعته رسميا من طرف قائدي البلدين. وهو يدخل مرحلة إنجازه الثانية، التي تعد برفع قدراته الإنتاجية إلى 5 ملايين طن سنويا من منتجات الحديد والصلب. وينتج مصنع بلارة حاليا مليوني طن سنويا، توجه لتلبية حاجيات السوق الوطنية وكذا للتصدير، حيث تم تصدير 200 ألف طن من منتجات الحديد والصلب بقيمة 140 مليون دولار خلال السنة الجارية نحو أسواق أوروبا وآسيا وافريقيا والولايات المتحدةالامريكية، مع طموح ببلوغ 220 مليون دولار بنهاية السنة. وتعمل الشركة على تنويع منتجاتها لتلبية حاجيات الصناعة الجزائرية، لاسيما في مجال تركيب السيارات وصناعة السفن مستقبلا. لهذا الغرض وقعت الجزائروقطر في فيفري الماضي، مذكرة تفاهم لتوسيع المصنع الذي تتجاوز استثماراته ملياري دولار. للإشارة، شرع في تشييد المصنع خلال مارس 2015، وأسندت عمليات البناء لشركة دانييلي الإيطالية، وانتهت في جويلية 2017 ودخل مرحلة الإنتاج الجزئي في ديسمبر من نفس السنة. وتمتد الاستثمارات القطريةبالجزائر إلى قطاعات استراتيجية أخرى، أهمها الاتصالات، وقد أكد رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني مؤخرا على اهتمام أصحاب الأعمال القطريين باستكشاف فرص الاستثمار المتاحة في الجزائر، من خلال إنشاء شراكات وتحالفات تجارية بالبلدين. وأضاف أن هنالك رغبة مشتركة لدى ممثلي القطاع الخاص في البلدين لتعزيز التعاون وتهيئة المناخ الملائم، لتعزيز الاستثمارات المتبادلة التي تدعم التجارة البينية، مشيرا إلى وجود عديد الاستثمارات القطريةبالجزائر في قطاعات متنوعة، مثل الحديد والصلب والاتصالات، فضلا عن وجود استثمارات خاصة لعديد رجال الأعمال القطريين في قطاعات مختلفة، ووجود عشرات الشركات الجزائرية التي تستثمر بالشراكة في السوق القطرية.