رفع القدرة الإنتاجية إلى 1 مليون طن في 2021 يتحدّث المدير العام للشّركة الجزائريةالقطرية للصلب، يوسف أحمد المهندي، في حوار مع مجلة «الشعب الاقتصادي» عن رؤية واستراتيجية مركّب «بلارة» في تطوير صناعة الحديد والصّلب في الجزائر، وكذا آفاق ولوج الأسواق الدولية، ويتطرّق في ذات الحوار إلى المراحل التّقنية والمناجيريالية المنتهجة لرفع قدرة الإنتاج وتنويعه، خصوصاً بعد دخول آخر وحدة إنتاج حيّز الخدمة، وهي وحدة الاختزال المباشر التي تعدّ الأكبر في العالم بقدرة إنتاجية تبلغ 2,5 مليون طن سنوياً. شرع مركّب «بلارة» الذي يُعتبر ثمرة شراكة جزائرية قطرية بقيمة 2 مليار دولار الإنتاج سنة 2017، وتمكّن من تسويق ما يزيد عن 247 ألف طن من حديد التسليح ولفائف الأسلاك الحديدية في 2020، في حين يسعى إلى إنتاج 1 مليون طن من الحديد في 2021 و2 مليون طن في 2022. «الشعب الاقتصادي»: كانت سنة 2020 صعبة من النّاحيتين الصحية والاقتصادية، أكيد أنّ المركّب تأثّر بها كباقي المصانع الكبرى في العالم، إلى أيّ مدى؟ يوسف أحمد المهندي: يمكن القول إنّ سنة 2020 كانت الأصعب والأخطر على كل الدول سواء من الناحية الصحية أو الاقتصادية، وذلك بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وأدّت إلى توقّف شبه تام للعجلة الاقتصادية العالمية في كل أرجاء المعمورة ومنها الجزائر، وهنا أريد أن أنوّه بالمجهودات الكبيرة والحكيمة للحكومة الجزائرية التي استطاعت أن تحدّ من خطر هذا الفيروس من خلال مجموعة من الإجراءات الوقائية والتّنظيمية المطبّقة منذ مارس 2020. كذلك كان الحال بالنسبة للشّركة الجزائريةالقطرية للصّلب التي اعتمدت منذ اللّحظات الأولى لبداية انتشار هذا الفيروس، بروتوكولا وقائيا فعّالا، كان كفيلا بالمحافظة على صحة العمال كهدف رئيسي، وأيضا الحفاظ على وتيرة الإنتاج خلال هذه الفترة الصّعبة، فالأمر كان تحديّا صعبا في تلك الظّروف، لكن الحمد لله، فبفضله وبفضل الهيئة المسيّرة والتّعامل المحترف من طرف عمال الشّركة مع هذه الجائحة، استطاعت الجزائريةالقطرية للصّلب خلال هذه الأوقات الحالكة أن تتجنّب خطر هذا الفيروس، وأن تحافظ على ثبات عملية الإنتاج وتحقّق حجم مبيعات فاق 247 ألف طن من حديد التسليح ولفائف الأسلاك الحديدية. أما اليوم ومع الأشواط الهامة التي قطعت في محاربة هذا الوباء، فالأكيد أنّ سنة 2021 ستكون أحسن بكثير من سابقتها، فمن النّاحية الصحية هناك تطوّر كبير خاصة مع استعمال اللقاحات الخاصة ب «كوفيد-19»، كذلك من النّاحية الاقتصادية التي بدأت تشهد انتعاش الأسواق العالمية وكذا السّوق الداخلية، لذلك نحن نسعى في الجزائريةالقطرية للصّلب خلال هذه السنة إلى مضاعفة إنتاجنا من حديد التّسليح ولفائف الأسلاك الحديدية، وبالتالي تلبية حاجيات السوق الوطنية بصفة أساسية، ومن ثمّ التوجّه نحو الأسواق الخارجية. - ما هي الإستراتيجية المسطّرة لعام 2021؟ بالنسبة لنا في الشّركة الجزائريةالقطرية للصلب، سنة 2021 ستكون الأكثر ديناميكية خاصة وأنّها تمثّل نقطة انطلاق المرحلة الثانية للإستراتيجية الإنتاجية والتسويقية للشّركة، والقائمة على نقطتين أساسيتين، هما إنتاج كامل احتياجات السّوق المحلية بما يعادل 01 مليون طن من المنتج النهائي، كهدف أساسي، ومن ثمّ توجيه الفائض إلى الأسواق الخارجية الذي يعتبر هدفا استراتيجيا للشّركة، خاصة وأنّ الجزائر تشهد ولأول مرة اكتفاءً ذاتيا في مادتي حديد التسليح ولفائف الحديد. وبالحديث عن الجانب الأول والمتعلّق برفع نسبة الإنتاج، لقد قامت الجزائريةالقطرية للصلب منتصف شهر فيفري الفائت بتدشين أكبر وحدة اختزال مباشر في العالم بقدرة إنتاجية تبلغ 2,5 مليون طن سنوياً، سيوجّه إنتاجها في المرحلة الحالية لتلبية احتياجات السّوق الوطنية، كما سيشهد النّصف الثاني من سنة 2021 استلام مصنع الغازات الصّناعية الذي سيستعمل في عملية إنتاج الحديد، كذلك سيساهم في إمداد المستشفيات بغاز الأكسجين، إضافة إلى مصنع الجير الحجري الذي سيسلّم في نفس الفترة من هذه السنة بقدرة إنتاج 420 طن في اليوم لتزويد وحدات الصهر، ووحدة الاختزال المباشر بمادة الجير، كما ينتظر دخول محطّتي نقل المواد الأولية بميناء جن جن جنوب مركب بلارة مرحلة الاستغلال نهاية السنة الحالية. كل هذه العوامل ستساعد المركّب على رفع قدرته الإنتاجية خلال سنة 2021 إلى 1 مليون طن من المنتج النهائي، وهو الهدف المسطّر لهذه السنة، بالموازاة مع ذلك نعمل على بلوغ إنتاج المركب 2 مليون طن من الحديد في سنة 2022. أمّا بالنّسبة للجانب التّسويقي، فهو ينقسم إلى شقّين، الأول هو الاستمرار في تلبية الطلب على الحديد المسلّح ولفائف الحديد في السوق الوطنية، بتوفير منتج ذو نوعية ممتازة وبأسعار تنافسية، والمحافظة على اكتفاء داخلي من مادة الحديد، أما الشقّ الثاني، فيتمثل في التوجّه نحو الأسواق العالمية، من خلال تصدير منتجات مركّب بلارة إلى الأسواق الخارجية، خاصة السوق الإفريقية، وذلك تماشيا مع النّظرة الاستثمارية العامة للجزائر، كما نسعى للمنافسة في أكبر الأسواق العالمية كالسوق الأمريكية التي تعتبر من أكثر الأسواق طلباً في الفترة الحالية. - بدخول جميع وحدات المركّب الخدمة، كم ستصل قدرته؟ حاليا مركّب بلارة يعمل بقدرة إنتاجية في حدود 60 % من قدرته الكاملة، حيث سيتمّ رفع قدرته تدريجيا، وذلك مرتبط بعوامل مباشرة تتمثّل بصفة خاصة في الرفع التدريجي للقدرة الإنتاجية لوحدة الاختزال المباشر، التي ستمكّن لوحدها من إنتاج 2.5 مليون طن من الحديد سنوياً. كما أنّ رفع القدرة الإنتاجية موصول باستلام الوحدات الصناعية المذكورة آنفا، ما سيعزّز من القدرة الإنتاجية، حيث نستهدف إنتاج أزيد من 2 مليون طن من مادة الحديد في 2022. أضف إلى كل هاته المعطيات، الجانب التكنولوجي المعقّد للمنشآت في مركب بلارة، فهي حديثة الطراز وجد معقّدة، وبالتالي مثل هذه التكنولوجيا تحتاج لبعض الوقت من أجل التحكم الدقيق والتام بها، فهناك بعض الوحدات لازالت قيد التّجريب، لكن لا أعتقد أنّ الأمر سيأخذ وقتا طويلا لوصول المركب إلى طاقته الإنتاجية الكاملة أي 100 %، وذلك بفضل الكفاءات ذات المستوى العالي التي تمتلكها الجزائريةالقطرية في ترسانتها البشرية، بل نعتقد أنّه بفضل ما نملك من إمكانات تكنولوجية وقدرات البشرية سنتمكّن من رفع القدرة الإنتاجية أكثر ممّا تمّ التّخطيط له. - إضافة إلى الوحدات الصّناعية العشر بالمركب، دخلت وحدة الاختزال المباشر حيّز الخدمة، ما هي القيمة المضافة لهذه الوحدة؟ تعدّ وحدة الاختزال المباشر القلب النابض للمركب بطاقة إنتاجية تقدّر ب 2,5 مليون طن سنويا، حيث تسمح هذه التقنية الأمريكية فائقة الحداثة والمطوّرة من قبل العملاق الأمريكي «ميدراكس»، باختزال خام الحديد، أي نزع الأكسجين من خام الحديد، حتى يبقى الحديد المختزل نقيا بنسبة تصل إلى 98 %، ويعتبر الحديد المختزل منتجا وسيطا في صناعة الحديد والصلب، حيث يدخل إلى أفران القوس الكهربائي كمادة خام يتمّ صهرها، وإضافة بعض العناصر السبائكية مثل الكاربون، السيليكون والمنغنيز من أجل إكساب الصلب الخواص الميكانيكية المطلوبة ليتمّ صهره لإنتاج حديد التسليح أو لفائف الحديد أو الصفائح أو منتجات أخرى، وهذه التقنية تعتبر أيضا صديقة للبيئة وغير ملوّثة. وعن القيمة المضافة لهذه الوحدة، فأشير هنا إلى أنّ المصنع كان يعتمد على منتوج نصف مصنع منذ دخوله مرحلة الإنتاج سنة 2017، إلى غاية دخول هذه الوحدة مرحلة الإنتاج، حيث أصبحنا نعتمد على خام الحديد مباشرة، وهو ما سيسمح بخفض تكلفة الإنتاج، وبالتالي تحسين القدرة التنافسية للشّركة التي تستهدف تسويق 20 % من منتجاتها نحو الأسواق الخارجية بعد تحقيق الاكتفاء المحلي. - هل حقّا بإمكان المركّب تلبية حاجيات الجزائر من الحديد بعد دخول جميع الوحدات الخدمة؟ ربما الإجابة عن سؤالك يجب أن تبدأ بعرض معطيات سوق الحديد في الجزائر، فحاليا الطّاقة الإنتاجية المحلية تقارب 8 ملايين طن من حديد التسليح، أما الطلب الذي عرف تراجعا ملحوظا في السّنوات الماضية، فهو لا يتعدى في الوقت الراهن 3.5 مليون طن، وهذا ما انجرّ عنه فائض في المعروض، ما أوصل السوق الوطنية إلى حالة اكتفاء، وهي الحالة التي تسجّل لأول مرة منذ عدّة عقود، والأكيد أنّ مركب بلارة ساهم وسيساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء المحلي من حديد التسليح ولفائف الأسلاك الحديدية. فيما يخصّ إمكانات المركّب، فيمكن أن أؤكّد لكم أنّه من الجانب التقني يمكن للشّركة الجزائريةالقطرية للصّلب أن تلبّي احتياجات السّوق الجزائرية لوحدها، لكن عملياً هناك مؤسّسات أخرى قائمة في نفس المجال، وكلّها تصبّ عملياتها في نفس المنحى، وهذا أمر إيجابي لأنه يفتح حدود المنافسة التي في الأخير تضمن بشكل منطقي إشباع حاجيات السوق الوطنية من حديد التسليح ولفائف الحديد. ومن الممكن استغلال فائض الإنتاج هذا لجعل الجزائر مركز استيراد مستقبلي لمنتوج الحديد والصلب في شمال إفريقيا وأوروبا. لذلك فالهدف الرّئيسي للجزائرية القطرية للصّلب هو المنافسة الدائمة كرائد لسوق الحديد في الجزائر من خلال طرح منتجات ذات نوعية عالية وفق المعايير الدولية وبأسعار تنافسية. - إضافة إلى حديد التّسليح ولفائف الأسلاك الحديدية والحديد المختزل، هل يسعى المجمّع إلى إنتاج أنواع أخرى؟ من منطلق منطقي أيّ شركة في هذا الوجود تسعى لأن تتطوّر، ومن بين أنماط التطوّر في كل أنواع الصّناعات مهما اختلف حجمها هو تنويع المنتجات، وهو النّهج الذي تنتهجه الجزائريةالقطرية للصلب، الأكيد أنّ هناك برنامج خاص لإنتاج أنواع جديدة من الحديد مستقبلا، لكن الآن نحن نركّز على التطوير الدائم للمنتجات المصنّعة حاليا بمركب بلارة. أيضا تركيزنا في هذه الفترة منصب على دخول كل وحدات المركب حيّز الخدمة، وهو ما سيساعدنا في تسريع وتيرة الإنتاج ورفع القدرة الانتاجية، وتلبية حاجيات السوق الجزائرية من هاته المادة، وبمجرّد تحقيق النّقاط السّالفة الذكر سنتّجه إلى مرحلة إنتاج أنواع جديدة من الحديد. - يعتمد المركّب أساساً على الخامات المستوردة حالياً، لكن هنالك تعويل على منجم غار جبيلات، خاصة صنف ال PDRI (مسحوق الحديد) وهو نوع من الحديد سيستخرج من المنجم يشبه الخام المستورد، فكيف سيعود استغلاله بالفائدة؟ فيما يخصّ خام الحديد أو المواد الأولية، فمركّب بلارة يعتمد في صناعته على حديد خام يشترط فيه أن يستوفي خصائص معيّنة، أهمها أن تكون نسبة الحديد في المادة الخام ما بين 65 إلى 68 %، والمشكل المطروح حالياً هو ارتفاع نسبة الفوسفور في خام الحديد بغار جبيلات، مع العلم أنّ هناك دراسات لخفض نسبة الفوسفور فيه حتى يمكن لنا استغلاله أحسن استغلال. المنجم سهّل الاستغلال لأنّه يقع في فضاء مفتوح يتوزّع على ثلاث مواقع هي غار الغرب، غار الشرق وغار الوسط، بمساحة إجمالية تقدّر ب 40 ألف هكتار، ومع بداية استغلاله الأكيد أنّ هذا سيسمح لنا بالاستغناء عن استيراد خام الحديد، وبالتالي التقليص من فاتورة الاستيراد. فغار جبيلات سيوفّر ما يزيد عن 12 مليون طن من خام الحديد بحلول العام 2025، وهو ما سيغطّي الطّلب الاجمالي لمصنعي الصّلب في الجزائر، ومنهم الشّركة الجزائريةالقطرية للصلب. كما أنّ دخول غار جبيلات الخدمة سيمكّن الخزينة العمومية من ادّخار حوالي 2 مليار دولار، تمثل اليوم واردات الجزائر من مادة خام الحديد، وتقليل تكلفة الإنتاج لمُصَنِّعِي الصّلب. وسيمكّن أيضا من تخفيض أسعار خام الحديد بالنسبة للعملاء المحليّين، ما سيكون له وقع إيجابي على السوق المحلية، حيث من المتوقّع أن تشهد السّوق الوطنية انخفاضا في أسعار مواد الحديد بمجرد استعمال المواد الخام القادمة من غار جبيلات، وسيفتح أيضا آفاق المنافسة للمتعاملين المحليّين في الأسواق الخارجية بحديد ذي جودة رفيعة وفق المعايير العالمية وبأسعار تنافسية. - ما هي آفاق التّصدير، وما هي الإستراتيجية المنتهجة في هذا الصّدد؟ بالنسبة لنا الأولوية في هذه المرحلة هي للسّوق الوطني، حيث تقوم خطط الجزائريةالقطرية للصلب على تلبية حاجيات السوق المحلية من مادة الحديد بنوعيه، حديد التسليح ولفائف الحديد، إضافة إلى تنويع المنتجات تلبية لمتطلّبات الزبائن، لأنّنا نعتقد أنّ السوق الوطنية لها من الأهمية ما يجعلها الهدف الأسمى للشركة، وكما أشرت من قبل، للشّركة الجزائريةالقطرية نظرة عالمية، فالأكيد سنتوجّه إلى الأسواق الدولية بخطى ثابتة ومدروسة، لأنّنا نملك التكنولوجيا واليد العاملة المؤهّلة، ونملك منتجا في قمّة الجودة يتماشى مع المعايير الدولية لهذه الصّناعة، ما سيجعل دخول هذه الأسواق والمنافسة فيها بالشيء الممكن، والأكيد أنّ السوق العالمية هي من بين الأهداف الاستراتيجية للشركة مستقبلا. - كان هناك تفكير في إعداد «دليل للقطع الميكانيكية المستوردة الخاصة بالشركة الجزائرية - القطرية للصّلب» لإعادة استنساخها وتصنيعها محلياً بالتعاون مع الجامعة الصناعية، هل أحرزت الخطوة تقدّماً؟ العملية تشهد تقدّما ملحوظا، حيث قامت الجامعة الصّناعية مؤخراً على مستوى جامعة جيجل بإعداد أولى البرامج، وتمّت المصادقة عليها جماعياً بين الشّركة الجزائريةالقطرية للصلب وجامعة جيجل والجامعة الصناعية، كما تمّ إدماج الطلبة العشرة الأوائل على مستوى مركب بلارة، حيث يتمّ حالياً إعداد دليل يخص القطع الميكانيكية التي يحتاجها المركب، وسيكون مرجعاً أساسياً وهامّاً في استنساخ ما يحتاجه المركب من قطع ميكانيكية، بالإضافة إلى عمليات البحث والتطوير الصناعي بإشراك المخابر البحثية في إيجاد حلول فعلية لما تعانيه الشركات، مع العلم أنّ الجامعة الصّناعية وضعت مؤخّرا 6 دلائل للنهوض بقطاع الصناعة. - رغم الكم الذي تنتجه الشّركة إضافة إلى باقي مصانع الحديد الأخرى، يشتكي الكثير من غلاء الاأسعار، فما هي الاسباب؟ هذا صحيح، فلقد شهد سوق الحديد في الفترة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في الأسعار، والسبب الرئيسي متعلّق بعدم استقرار سعر الدولار وارتفاع سعر المواد الخام، فقد قفزت أسعار المواد الأولية بشكل مفاجئ في السّوق الدولية بسبب عودة المصانع إلى نشاطها الطبيعي عقب توقفها لأشهر بسبب جائحة كورونا، وهو ما أثّر على تكلفة الإنتاج بمصانع الحديد والصلب في الجزائر ومن بينها مصنع بلارة، غير أنّ أسعار مادة الحديد المتداولة في السّوق المحلية منخفضة مقارنة بالأسواق الدولية التي تشهد ارتفاعا كبيرا، فخلال شهر فيفري الماضي، ولأوّل مرة كان سعر الحديد في الجزائر 580 دولار للطن، في وقت تجاوز سعره في السوق الدولية 600 دولار للطن، فارتفاع سعر الحديد المصنّع في السوق المحلية راجع إلى الارتفاع الكبير لسعر خام الحديد في البورصة العالمية، ولأنّ الجزائر تستورد خام الحديد لصناعة الصلب، فمنطقيا الأسعار داخلياً تأثّرت بارتفاع أسعار الخام دوليا. - ما هي الانعكاسات الإيجابية لهذا الاستثمار الضّخم على العلاقات الاقتصادية الثّنائية بين الجزائروقطر؟ هذا الاستثمار التكنولوجي المهم، ما هو إلاّ ثمرة للعلاقات التاريخية والأخوية والاستراتيجية بين قطروالجزائر. فالعلاقات الجزائريةالقطرية تتميّز بكونها أخوية قويّة يسودها الاحترام المتبادل دولةً وشعباً، وذلك بحكم الاشتراك في عدة مقوّمات أسهمت في تطوّرها لتصل اليوم إلى مستوى متقدّم من التعاون الذي يشمل أغلب المجالات، ومركب بلارة للحديد والصلب بولاية جيجل يعد أكبر تجسيد للتعاون الاستثماري والاستراتيجي بين البلدين، فالمشروع الضّخم تجاوزت تكلفته 2 مليار دولار، وهذا دليل على توافق النظرة القطريةوالجزائرية، من خلال التّكامل الصّناعي وفتح آفاق التعاون في المجالات الاستراتيجية، ونتوقّع أنّ المستقبل يحمل آفاقا واعدة للشّراكة بما يخدم مصلحة البلدين الشّقيقين في شتى المجالات. صدر في مجلة الشعب الاقتصادي العدد 5 أفريل ماي 20121