اعتقلت قوات الأمن المخزنية، ليلة الاثنين، إلى الثلاثاء الوزير السابق لحقوق الإنسان ونقيب المحامين، محمد زيان، بمكتبه بالعاصمة الرباط في مؤشر آخر على سياسة التضييق وتكميم الأفواه الذي تمارسه سلطات المخزن ضد كل صوت يخالفها الرأي. واعتقل محمد زيان البالغ من العمر 79 عاما من طرف قوة أمنية قوامها 20 عنصرا من رجال الأمن اقتادوه إلى السجن بعد صدور قرار محكمة الاستئناف بتأييد الحكم الابتدائي بسجنه ثلاث سنوات حبسا نافذا بعد متبعته ب 11تهمة وأمرت بإحالته على السجن بشكل فوري. وقال نجل النقيب المعتقل، رضا زيان، وهو محامي دفاع والده، إن هذا الأخير تم اقتياده إلى سجن العرجات بالقرب من الرباط، دون إبلاغه بالحكم الصادر في حقه. وهو ما جعل نجله يندد باستهداف والده بسبب مواقفه المنحازة لصالح معتقلي "حراك الريف" الحركة الشعبية الغاضبة التي انفجرت بمنطقة الريف في شمال المغرب ما بين عامي 2016 إلى 2017. وكانت المحكمة الابتدائية بالرباط، أدانت زيان الذي سبق وشغل منصب وزير حقوق الإنسان ما بين سنتي 1995 و1996 بثلاث سنوات حبسا نافذا في جلسة عقدتها في 23 فيفري الماضي، لكنه استأنف الحكم الذي تم تأييده أول أمس. وأغضب الحكم الصادر الكثير من النشطاء الحقوقيين في المغرب الذين وصفوا الحكم بمثابة "انتقام سياسي" بسبب مواقف زيان المعارضة، حيث عبرت اللجنة المغربية لدعم سجناء الرأي عن صدمتها بسبب هذا الاعتقال. وقالت إن "محاكمته في الاستئناف تم في جلسة واحدة من دون منح الفرصة للنقيب زيان للدفاع"، مضيفة أن "المحكمة لم تستمع له ولا لدفاعه". من جهتهم دشن النشطاء وسما بعنوان "كلنا محمد زيان" عبروا من خلاله عن غضبهم من الحكم ودعمهم لنقيب المحامين. وتداولوا مقاطع مصورة لتصريحاته السابقة التي تضمنت انتقادات لعدد من القضايا والأجهزة الأمنية، مشيرين إلى أن هذه التصريحات هي سبب هذه الحملة ضده. وعرف المحامي محمد زيان، بتصريحاته حول التهم التي يوجهها المخزن للأصوات المعارضة له، وأبرزهم معتقلو حراك الريف والصحفي توفيق بوعشرين. وأكد محمد زيان في مختلف تصريحاته أن السياسة الرسمية للنظام القائم في المغرب "مبنية على أساس واحد يتمثل في القمع ثم القمع". وفي هذا السياق، أكد الكاتب المغربي والناشط الحقوقي، فؤاد هراجة، إن نظام المخزن يشن حربا قذرة ضد المعارضين بتلفيق تهم جاهزة بحقهم، مشيرا إلى أن المغرب في العهد الجديد "يخنق المعارضين بقفازات القضاء حتى لا يترك بصماته على ضحاياه". وقدم فؤاد هراجة، في مقال تحت عنوان "المغرب بين العهد القديم والعهد الجديد"، مقارنة بين عهدين سياسيين عرفهما تاريخ المغرب الحديث والمعاصر، عهد قديم سمي ب"سنوات الرصاص"، وعهد جديد دخل عقده الثالث و"أخذت معالمه الكبرى تتضح وتنجلي للعادي والبادي، ليفرز بدوره اسما يعكس أسلوبه الاستبدادي".