أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون والملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، أمس، على مراسم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، وذلك في أعقاب المحادثات التي جمعت قائدي البلدين الشقيقين، والتي توسّعت إلى أعضاء الوفدين. تضمنت الاتفاقيات الموقّعة بين البلدين، مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية الثنائية واتفاقية حول الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، ومذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية والمعهد الدبلوماسي الأردني، وكذا برنامج تعاون مشترك بين وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) ووكالة الأنباء الأردنية (بترا). كما تم التوقيع، أيضا، على اتفاق حول الاعتراف المتبادل للشهادات الأهلية للملاحين وبرامج التعليم ومستويات التدريب البحري. قبل ذلك، أجرى رئيس الجمهورية محادثات موسّعة مع الملك الأردني، شملت أعضاء وفدي البلدين بعد أن سبقتها محادثات على انفراد واستقبال رسمي لضيف الجزائر بمقر الرئاسة، حيث استعرض، ببهو مقر الرئاسة، تشكيلة من الحرس الجمهوري أدّت له التحية الشرفية. وجرت، على هامش هذه المحادثات، لقاءات ثنائية بين أعضاء وفدي البلدي، جمعت كلا من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ورئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، اللواء الركن يوسف الحنيطي. وجمعت المحادثات الثنائية، أيضا، كلا من وزير الصناعة، أحمد زغدار، وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، يوسف شرفة، ووزير الصناعة الصيدلانية، علي عون مع الوزير الأردني للصناعة والتجارة والعمل، يوسف الشمالي. كما توجّه الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى مقام الشهيد، ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري، وترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة. وزار العاهل الأردني، الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، المتحف الوطني للمجاهد وتلقى شروحات وافية حول التاريخ النضالي التحرري للجزائر. للإشارة، كان الملك الأردني، قد استقبل، السبت بمقر إقامته بالجزائر العاصمة، رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، حيث أديا له زيارة مجاملة. كما استقبل ضيف الجزائر الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، ثم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، حيث أديا له، أيضا، زيارة مجاملة. وكان الملك عبد الله الثاني بن الحسين قد أنهى زيارته للجزائر، حيث كان في توديعه بمطار "هواري بومدين" الدولي الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة. وشكّلت زيارة العاهل الأردني للجزائر فرصة لتجسيد الإرادة المشتركة بين البلدين في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، انطلاقا من أرضية صلبة للتعاون. وكان موضوع إعادة تفعيل آليات التعاون والتحضير لانعقاد الدورة التاسعة للجنة المشتركة بين البلدين، أهم محاور المحادثات التي جمعت، شهر أكتوبر الماضي، بين وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي، لاسيما بعد غياب طويل سببه الإجراءات المتعلقة بوباء "كورونا"، حيث أن هناك "العديد من الاتفاقيات بين البلدين تحتاج إلى تفعيلها وتنفيذها على أرض الواقع". من جانبه، أكد السيد أيمن الصفدي حرص الأردن على "تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين"، لافتا إلى أن هناك "آفاقا واسعة للتعاون في مجالات عديدة"، على غرار التعاون الاقتصادي والتجاري وكذا الاستثماري والسياحي والتعليمي. وكانت هذه المحادثات بين الوزيرين فرصة للاتفاق على تشكيل فريق عمل يتشكّل من وزارتي خارجية البلدين ليمهد لانخراط أوسع تشارك فيه جميع الجهات المعنية بالتعاون الثنائي في جميع المجالات. كما شكّل تنصيب المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الجزائرية - الأردنية، شهر مارس الماضي، لبنة جديدة تضاف إلى رصيد العلاقات الأخوية العريقة والعميقة التي ضربت بجذورها عبر التاريخ، من خلال المساهمة المشهودة للمملكة الأردنية في دعم الجزائر إبان الثورة التحريرية. ويعتبر الأردن الشريك السادس للجزائر على المستوى العربي، حيث بلغ الحجم الإجمالي للتبادل التجاري بين البلدين في 2021 حوالي 24,219 مليون دولار، في حين بلغت حصة الصادرات الجزائرية منها حوالي 101,31 مليون دولار، بينما عرفت الواردات الجزائرية، خلال نفس الفترة، حوالي 93,117 مليون دولار.