100 مشارك في الطبعة الخامسة للصالون الدولي للنسيج التي تفتتح اليوم عبّر ممثلون من قطاع التجارة بروسياوتركيا عن رغبتهم في إقامة علاقات شراكة مع مؤسسات جزائرية والاستثمار في مجال النسيج، لتطوير صناعة الألبسة والأحذية والجلود بالجزائر، التي تتوفر على مواد أولية غير مستغلة كالجلود والصوف، رغم ما تزخر به الجزائر من امتيازات وتوفرها على الطاقة واليد عاملة غير المكلفة، تؤهلها لتكون سوقا واعدة قادرة على التوجّه للتصدير. أكدت السيدة طاتيا ناماروزوا، عضو لجنة العلاقات الجزائرية - الروسية بغرفة التجارة الروسية الحاضرة في الصالون الدولي للنسيج، الذي افتتح اليوم بالجزائر، اهتمام المؤسسات الروسية الناشطة في مجال النسيج من صناعة الألبسة والأحذية وغيرهما بالسوق الجزائرية، مشيرة، خلال الندوة الصحفية التي نظّمتها جمعية التجار والحرفيين، أمس، للإعلان عن هذا الصالون، أن العديد من هذه المؤسسات، سواء الحاضرة في الصالون أو الغائبة عنه، عبّرت عن رغبتها في الاستثمار في هذا المجال بالجزائر. وكشفت ناماروزوا ل"المساء"، على هامش الندوة الصحفية، عن مفاوضات قائمة بين بعض المؤسسات الروسية ومؤسسات جزائرية منذ الزيارة التي قام بها وفد رجال الأعمال الروس للجزائر في أكتوبر الفارط، لبحث سبل إقامة شراكة. وذكرت المتحدثة، بأن الجزائروروسيا تربطهما علاقات سياسية جيدة، "وقد حان الوقت لتطوير العلاقات التجارية والعلاقات الاقتصادية، لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة"، داعية رجال الأعمال الجزائريين إلى زيارة روسيا للتقرب من المؤسسات الاقتصادية وبحث سبل الشراكة، بالاطلاع عن قرب على منتوجاتها ومصانعها لإقامة استثمارات ناجحة تسمح بنقل الخبرة الروسية إلى الجزائر. كما أشارت في ذات السياق، إلى أن 88 بالمائة من صادرات روسيا في قطاع النسيج موجهة للجزائر. من جهته، أكد ممثل الشركات التركية المشاركة في الصالون الدولي للنسيج، رمضان طايلان، رغبة المؤسسات التركية الناشطة في قطاع النسيج في الاستثمار بالجزائر، مؤكدا أن هذه المؤسسات تلعب دورا مهما في الاقتصاد التركي الذي يعد قطاع النسيج أحد ركائزه الأساسية، التي مكّنته من تحقيق مداخيل معتبرة ونسب نمو مرتفعة. في سياق متصل، ذكّر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين، حاج طاهر بولنوار بالعلاقات الجيدة التي تربط الجزائر بكلا من روسياوتركيا، والتي يعول عليها لترقية العلاقات التجارية، مؤكدا أن حجم التبادلات التجارية والاستثمار مع تركيا سيعرف زيادة في الأشهر القادمة، بعد التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين خلال الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى تركيا. وأشار بولنوار إلى أن المؤسسات الروسية والتركية الحاضرة في صالون النسيج، مهتمة كثيرا بالسوق الجزائرية، خاصة بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذي يمنح تحفيزات للمستثمرين، بالإضافة إلى كون الجزائر بوابة إفريقيا، وبالتالي، فهي تضمن التصدير باتجاه البلدان الإفريقية، خاصة بعد فتح المعابر الحدودية وإقامة مناطق التبادل التجاري الحر. وذكر بولنوار أن إقامة استثمارات أجنبية في قطاع النسيج سيسمح بتطوير هذه الصناعة التي لا زالت متأخرة في الجزائر، ولا تغطي الطلب الوطني الذي لا يزال يعتمد على الاستيراد، بالرغم من ظهور بعض الورشات في السنوات الأخيرة. حيث تحصي الجزائر حاليا، حسبه، 4 آلاف ورشة خياطة و3 آلاف ورشة للأحذية، "غير أن كميات إنتاجها لا زالت محدودة وغير متنوعة ولا تغطي حاجيات السوق". وأوضح أن تطوير صناعة النسيج ببلادنا يتطلب الاستفادة من الخبرة الأجنبية، وكذا توفير المادة الأولية، مشيرا الى أن الجزائر تتوفر على مواد أولية غير مستغلة كجلود الحيوانات وصوفها "والتي ترمى ولا تستغل، في الوقت الذي نلجأ فيه إلى الاستيراد"، حيث أبانت الدراسات، حسبه، أن 60 بالمائة من جلود وصوف المواشي ترمى. في هذا الموضوع، اقترح رئيس جمعية التجار والمستثمرين والحرفيين تشجيع المؤسسات على جمع هذه المادة الأولية وتحويلها، ثم التوجه الى إنشاء مؤسسات لخياطة الملابس وصناعة الأحذية، "بالاحتكاك بمؤسسات الدول التي تجمعنا بها علاقات سياسية قوية للاستفادة من تجربتها". من جهته، أكد منظم الصالون الدولي للنسيج، بكوش محمد أمين، بأن هذه التظاهرة التي تفتتح اليوم طبعتها الخامسة بقصر المؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة وتمتد إلى 21 ديسمبر الجاري، تعرف مشاركة أكثر من 100 مؤسسة جزائرية وأجنبية، منها 16 مؤسسة روسية، 10 مؤسسات تركية، ومؤسسات من الصين، الهند، باكستان، مصر، وتونس، مشيرا إلى أن الهدف من تنظيم هذا الصالون هو تشجيع الصناعة المحلية وإبرام شراكات تعاون، وتكثيف اللقاءات بين المتعاملين الاقتصاديين في المجال لمعرفة آخر التطورات في قطاع النسيج والجلود.