تعد غابة بارادو المتربعة على مساحة 10 هكتارات والتي تمتد من أعالي بارادو، إلى غاية حي سيدي يحي متنفسا جديدا للعاصمة، بعد أن أعيد تأهيلها من جديد، لتصبح الآن مقصدا للعائلات، التي تلجأ إليها رفقة أبنائها، من أجل الترفيه والاسترخاء في أحضان الطبيعة الخضراء، التي أضفت رونقا وجمالا على وسط المدينة. كما يعد هذا الفضاء الترفيهي متنفسا لسكان حي باراد وغيرها من أحياء العاصمة، باعتبار أن هذه الاخيرة تفتقر كثيرا لهذه المساحات الخضراء، وأن ماهو وجود منها يحتاج الى تأهيل حتى يسمح للعائلات بالاستمتاع بما توفره لها. وبهدف زرع ثقافة بيئية وسط المواطنين وخاصة الأطفال، عمدت الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من خلال تعليماته الصارمة، إلى إعادة تأهيل هذه الحدائق العمومية، ولعل أكبر إنجاز تم تحقيقه في هذا الصدد يتمثل في حديقة التجارب من جديد، لتتواصل حملة فتح هذه الحدائق يقول السيد شايب سعدون محافظ الغابات لولاية الجزائر: "أدخلنا في غابة بارواد التي تعد فضاء طبيعيا أصنافا تزيينية، فالتهيئة الكاملة للغابة تتماشى ومساحة هذا الفضاء، وكذلك الدور الذي ستلعبه من أجل فائدة المواطن، وهذا في إطار سياسة إدراج الفضاءات الغابية في المجال التربوي البيئي" ومن أجل غرس هذه الثقافة في المواطن، فقد خصصت عدة مرافق بهذه الغابة، منها المدرسة الخضراء، التي وضعت بالمدخل الرئيسي لهذا الفضاء الطبيعي، والتي بنيت بطريقة جميلة على نموذج "شاليه" من الخشب، حتى تعطي نفس النكهة الخاصة بالطبيعة، حيث أنها مجهزة بكل الإمكانيات لا سيما الكتب والمجلات الخاصة بالطبيعية، إلى جانب تخصيص عروض فيديو حول الطبيعة، تقول (سمية.ن) تلميذة في السنة السادسة أساسي: "لقد جئت إلى هنا رفقة والدتي، أنا أحب الطبيعة والحيوانات كثيرا، وأنا سيعدة جدا بإنجاز هذه الحديقة". وبمدخل الحديقة وعلى الجهة اليسرى، يوجد مطعم أطلق عليه اسم "مطعم بارادو" وكذلك كافتيريا، في الهواء الطلق وضعت طاولاتها على العشب الطبيعي لتعطي نظرة جميلة على جميع أركان الغابة، بمشهد خلاب ينسي متاعب اليوم. ويرى السيد(عمر. ل) أحد المواطنين الذين وجدناهم في غابة بارادو: "أنا متقاعد وأسكن بالقرب من هذه الغابة، صراحة قبل أن يعاد تأهيلها، كانت في أسوأ الظروف إذ صارت ملجأ للمنحرفين، وكنا نجد صعوبة في المجيء إليها، لكن الآن تحسنت فأصبحت أقصدها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن البيت"، لتضيف إحدى السيدات كانت برفقة أولادها: "أنا سعيدة جدا بإعادة تأهيل هذه الغابة التي ستكون متنفسا لنا ولأبنائنا، الذين سيجدون فضاء للعب بين أحضان الطبيعة.
لعب، مسرح ورياضة وبخصوص الغلاف المالي الذي خصص لإعادة تأهيل هذه الغابة، فقد بلغ 51 مليون دينار، حيث دامت عملية الأشغال بها مدة 25 يوما بعد أن كلفت البلدية بإعادة التنظيم والهيكلة، بتنظيف الغابة وتخصيص مرافق مختلفة، مع غرس بعض النباتات الأخرى وتهيئة الممرات، كما فكر المسؤولون، في فضاءات للعب الأطفال، وهذا بوضع مختلف اللعب في مختلف أرجاء الغابة، مثل الأرجوحات، وبداخل الغابة يوجد مسرح في الهواء الطلق - وحسب المسؤولين - سيخصص ركحه لاحتضان بعض النشاطات الخاصة التي تبرمجها البلدية، إضافة إلى مسلك للرياضة يستغله المواطنون الذين يرغبون في ممارسة بعض التمارين الرياضية، فالبعض ممن وجدناهم في الغابة اغتنموا الفرصة لاستنشاق الاوكسجين الخالص بعيدا عن التلوث البيئي. والمتجول في هذه الغابة تشده تلك الأقفاص المخصصة لمختلف الحيوانات، التي تم جلبها، فهناك قفص خاص بالقردة، وآخر بمختلف الطيور كالحجلة، البط، الإوز المصري، طير الطاووس، طيور الكناري والحمام.. الخ من الطيور الأخرى، الى جانب حظيرة خاصة بالمعز الاسباني، وحصانين ومهر، فالمتوجه الى هذه الغابة، بإمكانه مشاهدة الحيوانات، والتعرف عليها، خاصة وأنها تضفي على الطبيعية أجواء خاصة، في الوقت الذي يهدف فيه المسؤولون الى ترفيه المواطن والسهر على راحته، مثلما أكد عليه السيد والي ولاية الجزائر محمد كبير عدو خلال تدشينه لغابة بارادو، وهو الذي كشف أن معظم المساحات الخضراء ستعاد عملية فتحها، حتى تصل العاصمة الى نفس المستوى العالمي من حيث التغطية النباتية. ولأن الطبيعة والاسترخاء فيها تعد من أنواع العلاج النفسي، فإن مثل هذه الغابات والحدائق، من شأنها أن تخلص المواطن نوعا ما من الضغط الذي يعيشه في حياته اليومية، لتفتح المجال أمام العاصميين للتنزه، في الوقت الذي يعاني منه فعلا المواطن، من الافتقار إلى مثل هذه الاماكن، خاصة وأن معظمها أصبحت غير مراقبة وملجأ لكل المنحرفين، مما جعل المواطنين يتفادونها، وبعد إعادة تأهيل هذه الحدائق، خاصة بعد توفير الأمن فيها، كغابة بارادو، التي جند فيها 30 عونا للسهر على حماية الطبيعة والمواطنين أيضا، تغيرت وجهة نظر الكثيرين، وعموما تضاف غابة بارادو، الى معظم الفضاءات الخضراء الاخرى التي أعيد تأهيلها، والتي برمجت أيضا لتؤهل من جديد، ليتمكن العاصميون من التنفس والترفيه والاسترخاء بعيدا عن القلق والنرفزة اليومية.