تعيش ولاية سيدي بلعباس، خلال هذه الأيام، وعلى غرار باقي الولايات الداخلية، موجة حرّ جد مرتفعة دفعت بالكثير من العائلات إلى حزم حقائبها والتوجه إلى الشواطئ بحثا عن الإستجمام• أما العائلات التي لم تستطع إلى ذلك سبيلا نظرا لضعف دخلها أومحدوديته، تجد نفسها مجبرة على البحث في محيطها على أماكن توفر لها الهدوء والراحة والإستجمام لتناسي حرارة الصيف، حيث تعد بحيرة سيدي محمد بن علي كنزا طبيعيا يقع ببلدية عين تريد، على بعد 3 كلم من عاصمةالولاية، على مساحة تقدر ب 33 هكتارا، وهي منطقة خلابة تستهوي الزوار والسياح وأبناء المنطقة، نظرا لتميزها بالرطوبة مما يجعل منها فضاء هاما للترفيه والإستجمام• البحيرة ارتبط اسمها بالوالي الصالح سيدي محمد بن علي، لكن يحلو للعباسيين تسميتها ب''اللاك''، هذه الأخيرة تحيط بها أشجار غابية كثيفة زادتها رونقا وجمالا صنع التناسق بينها ولوحة فنية غاية في الجمال• هذه البحيرة تعد من أجل ما جاد به الخالق على مدينة سيدي بلعباس، ومن أهم الكنوز السياحية التي تتوفر عليها عاصمة المكرة، حيث تستقبل يو ميا أعدادا هامة من العائلات التي تجد في البحيرة ملجأ من أشعة السمس اللافحة والحرارة المرتفعة، إذ تقضي طيلة ساعات اليوم بين أحضان الطبيعة الساحرة• وفي ذات الوقت يستمتع الكثيرون بممارسة هواياتهم كالصيد المائي وحتى صيد الطيور• ولكن عند استطلاعنا لآراء العائلات حول هذا الكنز الترفيهي، اجتمعت كل آرائهم على روعة المكان وسحره باستثناء الخطوط الحمراء التي تقف عائقا أمام استغلالهم التام للمنطقة، حيث أكد معظمهم أنه لا يمكنهم البقاء بالبحيرة في الفترات المسائية نظرا للإنتشار الواسع لفئة المنحرفين الذين يجعلون من هذا المسرح مرتعا للإنحلال الأخلاقي وتلاقي العشاق، لذلك تجد العائلات كل الحرج في مشاهدة ما لا يقبله دين ولا عقل• والأخطر من ذلك هو تخوف العائلات من التعرض للإعتداءات من قبل المنحرفين الذين يتوافدون إلى عين المكان لاحتساء الخمر وكل أنواع الممنوعات، لكن في المقابل أكد لنا إطار بمصالح الدرك الوطني أن ذات المصالح تعمل جاهدة لتوفير الأمن بالمنطقة والتحكم في الأوضاع بها، وذلك من خلال إقامة دوريات يومية في جميع الأوقات، أسفرت عن اقتياد العديد من المشتبه فيهم إلى المراكز الأمنية، مما خلق نوعا من الأمن بالبحيرة ليتسنى للعائلات العباسية والزائرين والوافدين إليها التنقل والإستمتاع بجمالها في أمان واطمئنان في انتظار تهيئة هذا الكنز الطبيعي، وجعله في مصاف المرافق السياحية المؤهلة، حيث علمت الجريدة أن البحيرة شكلت موضوع دراسة تهيئة بادرت بها مصالح الولاية التي أوصت بأن تراعي كل الخصوصيات الطبيعية المميزة الموقع، كما تقرر إنشاء عدة مرافق للنزهة والترفيه على مستوى البحيرة، أهمها مرفأ للنزهة، مرفأ للصيد، ساحة للعب مخصصة للأطفال، مزرعة لتربية أسماك التزيين، أكشاك لبيع المنتوجات التقلدية، مطاعم، صالونات شاي، وأحواض للسباحة، وكذا موقف للحافلات والسيارات• وفي انتظار هذا تبقى عاصمة المكرة تفتقر للأماكن السياحية التي يحتاجها المواطن في فترة الإستراحة•